تعلقتُ في تلك الفتاة على أملْ
تطاوعني بالوصل يوماً ولم أزلْ
أُعلل نفسي بالوصال وليتها
تجودُ بوصلي فالفؤادُ لها محلْ
لها مُقلةٌ تُسبي العقولَ إذا رنت
هي الحُسنُ قبل الحُسنِ فائقة المُقل
تُزينُ ديباج الحريرِ وحُليِها
إذا لبستها قلتُ : من زيّن (الحُللْ )؟
وأخلاقها تطغى على كل زينةٍ
خليقةُ آدابٍ وميزتها الخجلْ
لها منطقٌ كالدُرِ تنثرهُ هُنا
جمالا وتجتاحُ القلوب بهِ وبلْ
تُنيرُ بهِ درباً من الوحي والهدى
بربكِ يا (دُنياي )كيف لها أصَلْ؟
أقولُ لنفسي حين يفتكُ بي الظما:
إذا لم يُصبني وابلٌ منّها فطلْ
أروم تُداويني و أحلف أنها دوائي
ولم أحُنث و ربي هو الأجلْ
أُملكُها روحي إذا ما تبسمتْ
وقلبي إليها يسبقُ الروح لو حصلْ
تُغازلها روحي وتشتاقُ ظلها
وهل تعرفُ الأراوح عن ذلك الغزلْ؟
علِقتُ بها يوماً وفيها تعلقتْ
سمائي وآمالي وكانت على وجلْ
وما زلتُ ألقاها كأني سماءها
وفارسها الآتي من الغيب كالأجلْ
صلاح الاغبري