أنا بين المواجعِ و الليالي
أسائلُ أحرفي عن سرِّ حالي
أداعبُ طيفَ آمالٍ لَعَلِّي
و أندبُ سعدَ أيامٍ خوالِ
أعانقُ نسمةً في الصبحِ رَقَّتْ
و أرسلُ أَنَّتِي بينَ الجبالِ
كما يومٍ أذوبُ و ليسَ مِنِّي
بساعِ غروبهِ غيرَ الظِّلالِ
أنا يا صاحِ كرمٌ في يباسٍ
و ما غيرُ الحصى تحتَ الدوالي
و يغفو فوقَ سطرِ العمرِ حرفي
يعانقُ في البِلى صمتَ المقالِ
تُطَوِّقُني طيوفٌ باهتاتٌ
كما الذِّكرى تَمُرُّ على التَّوالي
بها من رحلةِ الأمسِ احتضارٌ
و أُمنِيةٌ لها طعمُ المُحالِ
و أَنَّةُ موجَعٍ جافَى رُقاداً
و أعيَا مُقلَةً و الدَّمعُ غالِ
تَأَلَّقَ ذاتَ ليلٍ بِاكتِمالٍ
و حالُ البدرِ يَرجِعُ كَالهِلالِ
هو العمرُ المُضَيَّعُ كُلَّ فجرٍ
وَليدٍ جاءَ يُنذِرُ بِالزَّوالِ
فيا سَعدَ امرِءٍ يَهنَا بِدُنيا
و يَهزَأُ بالحَوادِثِ لا يُبَالي
عدنان الحمادي