للحرف أرواح


على جُبِّ أحزاني بزغَتْ قرنفلَهْ
تُصلِّي معاني الطُّهْرِ ضمًّا وسربلَهْ

على الخنجرِ المسمومِ أمشي بهمَّةٍ
وروحي بمزْنِ الحبِّ ملأى وَمُثْقلَهْ

تُمَوْسِقُنِي الآلامُ عزفًا منغَّمًا
كفيروزةٍ تشدُو لأنثى مُدَلَّلَهْ

على العالمِ المكلومِ أهمي محبةً
وضوءً وأكسيرًا وعطرًا وسنبلَهْ

يردِّدُني صمتِي ابتهالاتِ عاشقٍ
ولي في قلوبِ الغِيدِ عَرْشٌ ومنزلَهْ

بلَى إنني وحدي ولكِنْ كوردةٍ
إذا صارَ منْ حولي رصاصٌ وقنبلَهْ

أنا الطائرُ المسجونُ والأفقُ حالكٌ
جناحاي مكسوران روحي مُكَبَّلَهْ

فمِنْ أينَ يأتي الصبحُ والليلُ جاثِمٌ
تُقِيمُ به الأشباحُ للضوءِ مِقْصَلَهْ ؟!

ومِنْ أينَ يأتي الصبحُ والناسُ ترتدي
جراحاً وأحزاناً عليهِمْ مُفَصّلَّهْ ؟!

ومِنْ أينَ يأتي الصُّبْحُ والنخلُ نازفٌ
وأعسافُه والطلْعُ أضحَتْ مُجَنْدلَهْ ؟!

هُنا طفلةٌ تبكي حبيبًا لقَلبِها
هُنا قصة ثكلى بدمعي مُبَلَّلَهْ

على أرخبيلِ الحُبِّ عِشْنَا سويَّةً
نقصُّ على طفلي دروسًا مُطَوَّلَهْ

ربيعُ الأمَاني الخُضْرِ أنفاسُ عطرِها
ذوَتْ في رُكامِ الحَرْبِ "بِئْرًا مُعَطَّلَهْ"

ففي الساحلِ الورديِّ من سفْحِ مهجتي
عقَدْتُّ معَ الأحزانِ حربًا مُؤَجَلَهْ

فأوْغَلْتُ في المعنى مجازًا لدمعةٍ
قضتْ نَحْبَها في الحُبِّ وَحْيًا وأَخْيِلَهْ

وحلَّقْتُ والمَعْنَى جمالاً مُسَرْمَدًا
"ورُوحي على سجَّادَةِ الوَصْلِ مُرْسَلَهْ"

وآمنْتُ أَنَّ النارَ جنّاتُ ..شاعرٍ
صَلَّى بَوْحُهُ بالوَجْدِ عِشْقًا فأشْعلَهْ

لِلَيْلَاهُ مَنْ باتَتْ على صَدْرِ حَرْفِهِ
وللحرفِ أرواحٌ وجنْدٌ مُوكَلَهْ





محمد مطيع