مروان بن غليطة: لم نقصّر حتى نعتذر!
المصدر: دبي ـ إيهاب زهدي
تمسك مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة الإماراتي، ببقاء مجلس إدارة الاتحاد الحالي، رافضاً الاستقالة أو الاعتذار عن خروج منتخبنا الوطني من الدور قبل النهائي لكأس آسيا، والتي أقيمت في الإمارات من 5 يناير الماضي إلى 1 فبراير الجاري، مؤكداً أن قرار رحيله ومجلس إدارة الاتحاد، بيد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، وأن مشكلة تجميد الدعم من الهيئة العامة للرياضة للاتحاد، وذلك خلال تصريحات تليفزيونية للزميل محمد نجيب، في قنوات أبوظبي الرياضية.
وعقب المقابلة التليفزيونية، تباينت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورأى الكثيرون أن المقابلة لم تأتِ بجديد، وأن بن غليطة لم يجب الشارع الرياضي على الكثير من الأمور التي أثيرت في أعقاب الخروج من كأس آسيا، فيما رأى البعض الآخر، أن المقابلة صبت في مصلحة رئيس اتحاد الكرة، ودعمت موقفه بالبقاء في منصبه حتى الانتخابات المقبلة، ولكن في العموم، لم تكن هناك نتائج إيجابية يمكن من خلالها رسم خارطة طريق صحيحة لمستقبل الكرة الإماراتية، والواضح أن المشاكل ستظل قائمة لفترة طويلة من الزمن.
البقاء في الرئاسة
رفض بن غليطة، طوال تصريحاته، الاعتذار للشارع الرياضي عن الخروج من كأس آسيا، بخسارة ثقيلة في الدور قبل النهائي برباعية نظيفة، أو إمكانية تقدمه وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد بالاستقالة، قائلاً: «الاعتذار يكون عن خطأ ارتكبناه، ولكننا بذلنا كل جهدنا مع المنتخب الإماراتي في كأس آسيا 2019، ولم يقصر أحد في شيء، ونشكر القيادة الرشيدة والجمهور الذي دعم منتخبنا خلال البطولة، ولا أستطيع أن أوفي القيادة الرشيدة والجمهور حقهما حتى إذا فزنا بكأس العالم، والجمهور له الدور الكبير، لأنه الوقود والمحرك الأول للرياضة في الإمارات، وأنا أصلاً من الجمهور لأنني كنت أتابع المباريات من المدرجات، وهناك أوقات أسعدتنا فيها كرة القدم، ومرات أخرى لم تسعدنا، ولكن العجلة تدور».
وأضاف: «أنا كجمهور لدي غصة وحزن بسبب الخسارة، ولكن كرة القدم لا تعترف بالعاطفة، وأنا في قاموسي ليس هناك موضوع الفشل، ونحن في كل مجالات الحياة في الإمارات، هناك نظام نمشي عليه، وأنا كرئيس اتحاد أسير على الدستور والنظام الذي جئت به إلى منصبي، ووصولي إلى رئاسة الاتحاد ليست بالجماهير، ورحيلي يجب أن يكون وفق إجراءات قانونية معروفة، وتحديداً من قبل الجمعية العمومية».
البرنامج الانتخابي
أجاب مروان بن غليطة، عما حققه من برنامجه الانتخابي، قائلاً: «90% من عناصر برنامجي الانتخابي تم تحقيقها، وكان هدفي من برنامجي تطوير الكرة الإماراتية، وليس تحقيق اللقب الآسيوي، ومثلاً لدينا الآن دوري درجة أولى قوي، بعدما أرجعنا أندية للمشاركة وجهزنا 5 ملاعب في أندية الهواة، وهذا فرض على الاتحاد، ونجحنا في تخفيض عدد العاملين في الاتحاد، وزيادة نسبة التوطين لتصبح أكثر من 40% بدلاً من 5%، لدينا الآن دوري للمناطق، وهناك أكثر من 14 دورة دولية شاركت فيها منتخبات المراحل السنية بهدف الاحتكاك، ولدينا في المنتخب الأول لاعبون جدد ومنهم خلفان والشامسي، إلى جانب تصعيد 6 لاعبين من منتخب الشباب إلى المنتخب الأولمبي، مع العلم أن اتحاد الكرة في أوقات سابقة، بدأ برنامجه في المراحل السنية عام 2000، وأخذنا أول بطولة في 2006».
ونفى أن يكون برنامجه الانتخابي، تضمن الوصول لكأس العالمبروسيا 2018، أو الفوز بكأس آسيا 2019، قائلاً: «نحن لم نعد بالتأهل إلى كأس العالم في روسيا، ونحن استلمنا الاتحاد بعد بدء انطلاق تصفيات المونديال، ولم نعد بالفوز بكأس آسيا، وكان طموحنا الوصول إلى المباراة النهائية بالبطولة الآسيوية، ونحن لم نفشل أو نخفق في تحقيق ذلك، وكنا على بعد خطوة واحدة من تحقيق الهدف، ولكننا لم نوفق».
غياب التوفيق
رد مروان بن غليطة، على تساؤل عن إلى من نوجه السؤال عن أسباب عدم توفيق منتخبنا في كأس آسيا، قال: «لو أردتم السؤال عن لماذا لم نوفق في آسيا؟، فيجب سؤال رئيس الاتحاد، وكان أمامنا خطوة واحدة على تحقيق هدفنا بالوصول إلى المباراة النهائية، مع العلم أن أكثر أحلام الشارع الرياضي، كانت تخطي دور المجموعات، ولو كرة القدم فيها عدالة، لتغيرت الكثير من نتائج الكرة في الكثير من البطولات الكبرى، وبالنسبة للنتائج النهائية، كنا أول المجموعة، ووصلنا للمربع الذهبي، لنكون مع الأربعة الكبار من بين 24 منتخباً شاركوا في كأس آسيا».
وأضاف: «على صعيد النتائج إذا قارنا ما بين 2015 و2019، تأهلنا كأول المجموعة، رغم توقعات الكثيرين بعدم تخطي دور المجموعات، ومع أن منتخبنا لم يكن في عز نجوميته مثلما كان في 2015، ووقتها أخذنا جائزتي أفضل هداف لعلي مبخوت، وأفضل لاعب لعمر عبد الرحمن، وخرجنا على يد البطل، وفي الإمارات، لم نحصل على أفضل لاعب في آسيا، ولا أفضل هداف، لأن المنتخب لم يكن يلعب بكامل طاقته، لأسباب الكل يعلمها، ومنها غياب عمر عبد الرحمن «عموري»، المؤثر على المنتخب، مثلما كان وجوده مؤثراً في كأس الخليج بالكويت، بعيداً عن إضاعته لركلة جزاء بالوقت بدل الضائع في المباراة النهائية».
احتجاج وتعاقد
تحدث مروان بن غليطة، عن الاحتجاج الذي قدم اتحاد الكرة الإماراتي، بشأن قانونية حصول عدد من اللاعبين على جنسية الطرف المنافس في مباراة الدور قبل النهائي، قال: «الاحتجاج المقدم على اللاعبين المجنسين، لم يتم بعشوائية كما يعتقد البعض، بل تم عن طريق مكتب محامٍ مختص، وبمعرفة من اتحاد الكرة الإماراتي، ووفق الإجراءات القانونية المتبعة في مثل تلك الحالات، وأنا من يتخذ القرار في مثل تلك الأمور، ومعي مجلس إدارة الاتحاد، وكان عندي خبر التقدم بالاحتجاج وأنا في الملعب، ونحن عملنا طوال الليل والنهار لإسعاد هذه الجماهير، ولكننا لم نوفق، وأنا نفسي كنت مكسوراً بعد الهزيمة بالأربعة، لأنني في النهاية من الجماهير، ودعاء الوالدين أهم شيء، ولكننا وصلنا أيضاً للدور قبل النهائي بالجهد، واللاعبين سال دمهم في الملعب، وكيف استنقص من جهدهم، واتحاد الكرة قام بدوره في توفير تجهيز ودعم المنتخب، ولا أرى أن أحداً قصر في بذل أقصى ما لديه من جهد، حتى أتقدم بالاعتذار عن الخروج الآسيوي».
وعن مسؤولية الاتحاد في التعاقد مع الإيطالي ألبرتو زاكيروني، لتدريب المنتخب الوطني الأول، قال بن غليطة: «كانت هناك لجنة فنية اقترحت أسماء عدد من المدربين، ومنهم زاكيروني، وكان دور اللجنة الرئيسي فقط، اختيار المدرب، واستقالت بعدها، ومجلس إدارة الاتحاد هو من تعاقد معه لتولي المهمة، لأن تعيين الكوادر الفنية، جزء أصيل من عمل مجلس الإدارة، وذلك بعدما أجرينا مفاوضات مع المدرب الأول في القائمة المختارة، ولم نوفق معه، ثم تعاقدنا مع المدرب الأرجنتيني باوزا، ثم طلبه الاتحاد السعودي للكرة، وعلاقتنا مع السعودية علاقة قوية، ولا يمكن أن يطلبوا مدرباً وأردهم، إلى جانب أن مهمتنا انتهت مع باوزا، والذي تعاقدنا معه بهدف خوض تصفيات المونديال، ووقتها لم يكن هناك بطولة لكأس الخليج، وكاتحاد كرة، كنا أصحاب القرار في موضوع رحيل باوزا إلى السعودية، ولدينا رئيس فخري، واستأذنا من سموه في مثل هذا القرار».
وأضاف: «في مرحلة زاكيروني، والخاصة بكأس آسيا، وفي البطولات المجمعة، يكون الأهم دائماً هو الفوز، وليس الأداء، وهو ما حدث وفق أرقام المنتخب مع المدرب الإيطالي سواء منذ بطولة الخليج وحتى كأس آسيا، إذ حقق الفوز في 5 مباريات، وتعادل في مثلها، وتلقى خسارة واحدة، وذلك بغض النظر عن أسماء الفرق التي واجهناها، ومدى قوتها أو ضعفها، وهناك ظروف حالت دون خوض مباريات ودية قوية، إذ كان مرتباً لقاء مصر ودياً، وألغيت المباراة، رغم وجود تعاقد ورسائل مؤكدة للمباراة».
الأزمة الأخيرة
نفى بن غليطة، عرض معالي محمد خلفان الرميثي رئيس هيئة الرياضة، بتغيير المدرب زاكيروني قبل البطولة الآسيوية، وتحمل تبعات هذا الأمر سواء على الجانب المالي أو الجماهيري، وقال: «رئيس هيئة الرياضة سألنا عن مدى قناعتنا بالمدرب، وكلنا كأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، أجبنا بأننا مقتنعون بالمدرب، وكاتحاد كرة لدينا ميزانية وقادرون على سداد أي جوانب مالية، فلماذا تتحمل الهيئة عنا، وهناك محضر اجتماع لمجلس إدارة، وتم من خلاله التعاقد مع زاكيروني، ولم أتعاقد معه بصفة فردية، ولست مسؤولاً للرد على من يقول غير ذلك».
أما عن خطاب هيئة الرياضة بتجميد الدعم الخاص باتحاد الكرة، لوجود أعضاء في مجلس الإدارة يجمعون بين منصبين، قال بن غليطة: «أنا فوجئت بتوقيت رسالة الهيئة، وكيفية تسريبها لإحدى الصحف، رغم أنها وصلت الاتحاد بخطاب سري ومختوم، واستلمه محمد بن هزام الأمين العام، وهو لا أزكيه على أحد، والخطاب تم تسريبه من الهيئة، وعموماً الموازنات العامة لاتحاد الكرة تأتي من مجلس الوزراء، ونحن رددنا على الرسالة بأن اتحاد الكرة غير مذكور في اللائحة الخاصة بازدواجية المناصب، وماذا تعني الازدواجية، وفي مجلس إدارة هيئة الرياضة نفسها، هناك ازدواجية، وكل الأعضاء في الهيئة لديهم مناصب في المجالس، مع الإشارة إلى أن وجودهم في اللجنة الأولمبية الوطنية، يتم وفق تسمية المناصب وليس الأشخاص عكس الهيئة».
وتابع: «رسالة الهيئة تتحدث عن وجود 3 أعضاء لديهم ازدواجية، وليس لدي بند ازدواجية في النظام الأساسي لاتحاد الكرة الإماراتي، والمعتمد من الاتحاد الدولي للكرة «الفيفا»، والهيئة حضرت الانتخابات الأخيرة ولم تعترض، وهناك قرار استثنائي لاتحاد الكرة وللأعضاء في الاتحادات الرياضية الأخرى الحالية حتى 2020، ولا يمكن أن يتم تغيير الرأي، بعدما استوت مراكز قوى قانونية في تلك الاتحادات، والنظام الأساسي في اتحاد الكرة، يجبرني أن أضع رئيساً للجان من الأعضاء، بعدما رفضت الجمعية العمومية الأخيرة، إمكانية اختياره من خارج الاتحاد».
وأكمل: «طلبنا من الهيئة الاجتماع من خلال خطاب الرد، لتوضيح معنى الازدواجية، وتعديل النظام الأساسي يتطلب عقد جمعية عمومية في نهاية الموسم، ونجتمع معكم لمعرفة ما هي الازدواجية، وهناك تضارب مصالح في كافة مجالات الحياة، ولكن هناك قوانين تحول دون مشاركتك في قرار يخص الجهة التي تتبع لها، وإيقاف الدعم، يوقف نشاط الكرة، رغم أن الدعم يأتيني من الحكومة مروراً بالهيئة، وأتوقع أن تحل المشكلة قريباً».
الانتخابات المقبلة
اختتم مروان بن غليطة، بالرد على تساؤل عن إمكانية ترشحه لرئاسة اتحاد الكرة الإماراتي في دورته المقبلة، بالقول: «دائماً أعمل على مراجعة نفسي، والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، والمصلحة العامة تتطلب وجودي الآن، ولست أدري ما يحدث مستقبلاً، وكان هدفي عندما ترشحت لرئاسة الاتحاد في الدورة الحالية، هو تطبيق النظام الأساسي، وإذا كان من برنامجي الفوز بكأس آسيا، لم أكن لأترشح، ولا يوجد فشل، ولكن عدم تحقيق أهداف، سبق ودخلنا أكثر من بطولة ولم نوفق، وتعاقب على رئاسة اتحاد الإمارات للكرة أكثر من رئيس، فهل نعيد الحساب مع الجميع الآن؟ وهل يمكن أن نطالب كل من لا يحقق بطولة أن يرحل؟ وهناك كثيرون طالبوني بالاستمرار في منصبي».
المدرب مسؤول عن راحة اللاعبين
علق مروان بن غليطة، على احتفالية عبدالله الجنيبي نائب رئيس اتحاد الكرة، بعد الفوز على أستراليا، وعلى الراحة التي حصل عليها اللاعبون عقب المباراة، قائلاً: «المدرب هو المسؤول عن راحة اللاعبين، ولا تسلط الضوء على فرحة شخص بعينه، الكل كان فرحان، ولا يجب التركيز على الجنيبي وزاكيروني والكل يفرح بطريقته»..دبي - البيان الرياضي
الإعلام هاجمنا قبل النهاية
حمّل مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة، الإعلام جانباً من المسؤولية، بقوله: «هل يشك أحد أنه ما كان ودي إسعاد بلادي؟ ونحن تحملنا بكل شيء، وعندما قدمت زاكيروني وقت التعاقد معه، قلت إن منتخبنا في آسيا مشروع وطني، ولكن الإعلام اشتغل في تقطيع المنتخب منذ أول مباراة لنا في البطولة الآسيوية»