وَعْدٌ وانتظارْ ،
وأخيراً أعلنَ القدرُ موعدَ اللقاءَ ..
بعد طول شقاءْ..
وأخيراً دنت لحظة الرجوع ..
بعد طول ولوع ..
فبدأ القلبُ بالخفقان ..
والعقلُ في الدوران ..
وتأهبتُ للقاء ..
فلملمتُ أشواقي ..
ورَتـَّبتُ أوراقي ..
واستجمعتُ قوايَ المنهارة .
فحملتُ الوجدان ..
وغالبتُ الأحزان .
ومضيتُ إلى اللقاء..
وعلى شفتَّي رَسَمْتُ ابتسامةً عذبة .. ونفضتُ عن جسدي ترابَ الغربة .
وبدأتُ أسيرُ وأسيرْ ..
ولكن كالأسير ..
وكان في جَعبتي الكثيرُ والكثير.
كانت الأرضُ تجتذبني نحوها عند كل خطوة أخطوها.
وكانت الجدرانُ والمباني تردد صدى خطواتي المرتبكة.
وكانت الرياحُ تدفعني إلى الوراء وكأنها لا تريدني أن أذهب.
أحسستُ وكأن الطريق تُسيّر خطواتي إلى الوراء .
وكأن المنازل والجدران تتراقصُ من حولي وتدور في سخرية .
فبدأتْ خطواتي تتسارع ..
وأفكاري تتصارع..
وصار قلبي يترجمُ ارتباكي ووقْعَ خطواتي المتسارعة .
كنتُ كلَّما اقتربتُ من المكان زاد الخفقان..
فطالت الطريقُ ..
وبدأتُ أضيق..
أدركتُ بأن الزمن يسابقني ..
والقدرَ يُعاندني ..
حتَّى وصلتُ أخيراً وانتظرتْ .
وعُدتُ اقلّبُ أوراقي ..
وأهيئُ أشواقي ..
وأستجمعُ أفكاري ..
وأعدُّ حواري ..
وأنقحُ أشعاري ريثما تأتي .
فطال انتظاري ..
وفاض اصطباري ..
ولم تأتِ ..
سئمني المكانُ ..
وملّني الجيرانُ ..
ولم تأتِ ..
راقبتُ الشوارعَ والأزقة ..
وتأمّلتُ المارة ..
ولم تأتِ ..
احمرَّت الشمسُ خجلاً منّي ثم ودّعتني ..
ولم تأتِ ..
أقبلَ المساءُ وطوَّق المكانَ بعباءته السوداء..
ولم تأتِ ..
وعندها ..
رميتُ أوراقي ..
وكففتُ أشواقي ..
فهدأ الخفقان ..
وقلَّ الدوران ..
وشعرتُ بالانكسار .. والمرار ..
فعدتُ أدراجي ..
ومن حيثُ أتيت..
مضيت..
وائل الطشي