اخـتفاء

راحلة أنــا...
ككل الأشياء
للتراب البارد
أتــوسده
لعلهُ يمنحني
جُـرعة رحمة
في بيدر حياتي

حياتي التي
أصبحت
في فضاءك
مُـلـقاة
كجريدة
ممزقة
على قارعة الطريق
لا احد
يلتفت إليها
سوى
تلك الرياح
التي
تتلاعب بها
فتنقلها
من مكان إلى أخر

وفي الليلة
الخامسة عشر
من فصل
الهجران
سقط كل شيء
وفي صبيحة
تلك الليلة
هطل المطر
ليغرقني
ويفتت
ما تبقى
من صفحاتي
لأجدني
أصبحت
لاشيء
وأنت
تحتفي بنصرك
وتُقيم مراسيم
أحتفائك المنبوذ
على شرفات
طريقي
وتمقتني
بنظرات باهتة
محاولاً
أن تتقدم نحوي
لتنقذ ما تبقى
مني من حروف
قد سال حبرها
مع قطرات المطر

فأغمس نفسي
بين الطين
لتتراجع إلى الوراء
مذعوراً
فقد التفتت
اليك
من تركتني
من اجلها..!!!

منى الزيادي