متى يُغلق باب التوبة وتنقطع الحجة من الأرض ؟
*
إن الجواب الخاطئ والشائع بين الناس هو :
هو أنه عنده ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) . وهذا خطأ بمعنى الكلمة .
فإذ كيف يُغلق المهدي باب التوبة عن العباد وهو يأتي لتجديد ما امتحى من دين الله ويحي سنة الله ويظهر ما غُيِّرَ من حكم الله حتى يعود به وعلى يديه الدين غضاً جديداً خالصاً مخلصاً لا شك فيه ولا شبهة معه ولا باطل عنده ولا بدعة لديه .

*
أما الجواب الصحيح فيكون هكذا :
هو أنه بعد انتهاء حكم الإمام المهدي (عجل الله فرجه) في الأرض .
فإلامام (عليه السلام) ليس خالداً مُخلداً وإنَّ بعد وفاته لأحداثاً جساماً تحدث في الأرض . أبرزها انقطاع الحجة من الأرض وحينها لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً فيغلق باب التوبة . وبعده أيضاً قد ورد في الحديث الشريف خروج يأجوج ومأجوج . فتلك من علامات القيامة . حتى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لشدة تلك الأحداث بعد انقطاع الحجة عن الأرض (أي المهدي) قال : ﴿لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ﴾ . وفي رواية : ﴿لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ﴾ .
1- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنِي بِمَا يَكُونُ مِنَ الْأَحْدَاثِ بَعْدَ قَائِمِكُمْ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا ابْنَ الْحَارِثِ ، ذَلِكَ شَيْ‏ءٌ ذِكْرُهُ مَوْكُولٌ إِلَيْهِ . وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لَا أُخْبِرَ بِهِ إِلَّا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا) . (بحار الأنوار : ج6، ص312.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَا زَالَتِ الْأَرْضُ إِلَّا وَلِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهَا حُجَّةٌ يُعَرِّفُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَيَدْعُو إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْحُجَّةُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا أَرْبَعِينَ يَوْماً قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَإِذَا رُفِعَتِ الْحُجَّةُ أُغْلِقَتْ أَبْوَابُ التَّوْبَةِ وَلَمْ يَنْفَعْ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرْفَعَ الْحُجَّةُ ، أُولَئِكَ شِرَارُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ ، وَهُمُ الَّذِينَ تَقُومُ عَلَيْهِمُ الْقِيَامَةُ . (بحار الأنوار : ج6، ص18.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ : ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها﴾ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنَ الْمَغْرِبِ وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ وَالدُّخَانُ ، وَالرَّجُلُ يَكُونُ مُصِرّاً وَلَمْ يَعْمَلْ عَلَى الْإِيمَانِ ، ثُمَّ تَجِي‏ءُ الْآيَاتُ فَلَا يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ . (بحار الأنوار : ج6، ص312.)