إياكي أن تسرفي في الحب !، ستفقدين كرامتك !.
إن لم تصدقي ذلك فاستمعي إلى مقتطفات من حوار إبراهام مع نور بعد فقدت السيطرة على مشاعرها وأسرفت في إخراج ما كبتته وكابرت عليه لسنوات! :
- "أيهما تفضلين ؟ ، الذهب أم الحجر ؟"
توقفت براءة نور فجأة! ، كأنها شلت ، انبهرت من سؤاله الأكثر غرابة منه!.
- "أحقا تسألني ؟"
- " أجل! ".
- "الذهب ... بكل تأكيد !".
- "وما العيب في الحجر ؟".
- "لا يوجد فيه عيب ، لكن قيمته لا تساوي شيئا أمام الذهب !".
- "ومالذي يجعل الذهب أكثر قيمة من الأحجار ؟".
- "نحن النساء ، فلولانا لما زاد ذلك من قيمته شيئا!".
- "أحقا هو كذلك؟ ، أن الذهب يستمد قيمته من النساء ؟!"
- "إلام تشير يا إبراهام ! ، لقد سئمت!، لم لا تخرج ما في رأسك وتجيب على سؤالك بنفسك ! ، مالذي يجعل الذهب أكثر قيمة من الأحجار ؟ ، الرجال مثلا ؟!".
- "لا يا نور، إنها الندرة ! ، كلما ندر الشيء زادت قيمته ، والعكس في ذلك تماما ، كلما كان الأشياء أكثر وفرة كلما نقصت قيمتها !"
- "ما زلت لا أفهم !"
- "حسنا ... ماذا لو امطرت السماء ذهبا ؟".
- " تتهاوى قيمة الذهب بقدر كمية المطر !".
- "ها أنت ذا بدأت تفهمين!؛ لقد امطرت سمائي ذهبا ، وما كنت أعيش لأجله ؛ قد صار اليوم بحرا لا ينفد!".
تسمرت نور في مكانها ! ، تغيرت ملامحها ، اتسعت عيناها ، كأنها فهمت شيئا مما يقوله إبراهام ، أو على الأقل ادركت أن الأمور ليست كما كانت في حسبانها !.
واصل إبراهام كلامه :
- " هكذا هي المعادلة يا نور! ؛ الذهب ! ، لا يستمد قيمته إلا من نفسه ، ولا يفقدها إلا حينما يشاء هو ! ... وكذلك أنتي ! ، كل ما كان يحمل قيمتك ويجعلني أقل قيمة منك! ، ما كان يجعل منك ذهبا ! كل ذلك انهار فجأة ! ، نعم ... أمطرت السماء ذهبا ! ، تساقطت كنوز الأرض حتى أغرقتني وأفقدتني الشعور بقيمتها ! ... وكأن كبريائك كان يحمل تلك السماء من الذهب ! ، سقط كبريائك فجأة ، تناثرت كلماتك ، فلم أعد أرى هناك ما يستحق العناء مرة أخرى! ، وما كان بالأمس رقما صعبا ، صار اليوم حروف ليس لها معنى