الأحد 10 شباط 2019 - 10:58 م

أفاد المواطن من أهالي ذي قار فيصل رشيد باحتجاز والدته وشقيقه المرضى في إحدى مستشفيات الهند بعد أن نفدت أموالهم إثر إنتكاسة حالتهما الصحية وسير الامور عكس المخطط لها، فيما قررت إدارة تلك المستشفى سحب جوازات سفرهم لحين تسديد ما بذمتهم من أموال، الامر الذي دعاه الى طلب استغاثة الى منطقته في قضاء قلعة سكر شمال المحافظة لجمع المبالغ اللازمة وتسديدها.
وقال رشيد الذي لايزال محتجزا مع عائلته في الهند للمربد، إن سفره الى الهند كان لغرض التبرع بجزء من كبده لوالدته المريضة في مستشفى (BLK) الهندي، وبعد إجراء الفحوصات له لمعرفة مطابقة كبده لجسم والدته إتضح بعدها ان كبده غير مطابق، وفي هذه اللحظة دخلت والدته في غيبوبة وقال الطبيب الاختصاص بان حالتها مستعصية وهذه ساعاتها الاخيرة، عندها شقيقه الذي جاء لمرافقتهم قرر هو التبرع بكبده وأجريت له الفحوصات وتبين ان هناك ضعف في رئته ولا يمكن إجراء العملية الا بعد 5 أيام من العلاج وعندما رأوا بان الوقت متأخر وجدوا حلاً باجراء العملية مع زرقه أبر أثناء اجراءها، عندها وقّع (فيصل رشيد) على إجراء العملية.
واضاف رشيد، أن العملية قد أجريت وتمت بنجاح وخرج شقيقه من العملية واستأجر له فندقاً لاستراحته ومضت فترة قرابة الـ 18 يوماً على هذا الحال، بعدها انتكست حالته لضيق في التنفس نقل على إثرها الى المستشفى، وتم نقله الى الردهة التي ترقد فيها والدته ولما رأت ولدها المتبرع بحالته تلك انتكست هي الاخرى، وتم نقل شقيقه الى العناية المركزة وقرر الطبيب المعالج بعدها إجراء عملية جراحية اخرى لشقيقه لوجود سوائل في بطنه لا يعرف مصدرها، واستغرقت العملية (6 إلى 7) ساعات، حيث وجد الطبيب 3 ثقوب في إمعائه تسببت بتلف في أحشائه الداخلية بالفضلات وان العملية أجريت لتنظيف الكبد والرئة والكلية من تلك الفضلات والسوائل.
وتابع، "بعد أن هدأت حالة اخي كانت أمي قد ادخلت هي الاخرى الى غرفة العمليات حيث أصيبت بجلطة دماغية، ورقدت بعدها في العناية المركزة، ولا يزال اخي لليوم الـ 23 في العناية لعدم استقرار حالته".

كما بين، انه وبعد أن سأل الطبيب عن حالة اخيه اشار عليه بان حالته غير مستقرة والتهابات الرئة تتناقص وتزداد بين حين وآخر ولا يمكن اجراء اللازم له الا بعد انتكاسته، متسائلاً ولماذا عند انتكاسة الحالة، اجاب الطبيب ان "المبالغ المالية التي لديكم نفدت ولم يعد بإمكاننا اتخاذ اللازم".
وعند سؤال مراسل المربد عن تكلفة العمليات التي اجريت حتى الان قال رشيد، ان العمليات التي اجريت كلفته (60) ألف دولار امريكي، تم دفعها الى المستشفى ولا تزال في ذمتهم (60) ألف دولار اخرى يجب دفعها للمستشفى لفك الاحتجاز عنهم، مؤكداً ان حالة اخيه لا تزال غير مستقر ويتعرض لانتكاسات بين حين وآخر، وان سبب ذلك وجود خلل في الكبد وان غداً الاثنين يقرر الطبيب الاختصاص الاجراءات الطبية اللازمة لمعالجته.

واشار "فيصل رشيد" الى ان السفير العراقي في الهند قام بزيارة والدته واخيه في المستشفى واطلع على حالتهم الصحية وتعهد بمتابعتها مع ادارة المستشفى واجراء اللازم.
كما قدم رشيد، مناشدته للحكومة العراقية ووزارة الخارجية ومجلس النواب مطالباً بتسهيل اجراءاتهم ومساعدتهم في الوضع الذي لا يحسد عليه كونه لا يزال محتجزا في الهند مع والدته واخيه المرضى لحين تسديد المبالغ، مقدماً شكره في الوقت ذاته الى اهالي قلعة سكر والموقف الانساني الذي بادروا به والقائمين على حملة التبرع.
هذا تمكن أهالي قضاء قلعة سكر شمال محافظة ذي قار من جمع كامل المبلغ المطلوب لإنقاذ العائلة المحتجزة في دولة الهند والبالغ 72 مليون دينار (60 الف دولار) بعد يوم واحد ونصف من بدء الحملة الإنسانية لهذا الغرض.
وقال زيد ماضي العميري مسؤول حملة جمع التبرعات المالية في مؤسسة ام البنين في القضاء للمربد إن الحملة الخاصة بإنقاذ العائلة العراقية من أهالي قضاء قلعة سكر والمحتجزة في دولة الهند، جرى المبادرة بتبنيها لعدم تمكنها من تسديد ما بذمتها من مستحقات مالية والبالغة 60 الف دولار على اثر إجراء عدد من العمليات الجراحية الطارئة في العاصمة الهندية.
وأوضح أن الحملة نجحت بجمع كامل المبلغ المطلوب بالإضافة كمية من المصوغات الذهبية خلال يوم ونصف من بدء الحملة، موضحا ان المبلغ الذي تم جمعه سيتم إرساله إلى دولة الهند بعد يومين حيث تواجد العائلة المريضة المحتجزة من خلال احد أشقائهم.
وأكد بأن الحملة تشكل انعطافة إنسانية كبيرة ليست جديدة على أهالي قضاء قلعة سكر مشيرا إلى انه يتوجه بالشكر إلى جميع الأهالي ممن ساهموا في إنقاذ العائلة المحتجزة.
وكان أهالي قضاء قلعة سكر قد بادروا يوم أمس السبت وعبر إحدى المؤسسات الخيرية بجمع مبلغ مالي يصل إلى 48 مليون دينار خلال حملة تبرع نظمتها من أجل إنقاذ عائلة من أهالي القضاء تعرضت إلى الاحتجاز في دولة الهند لعدم تمكنهم من دفع تكاليف عملية جراحية لام وابنها في احدى المستشفيات، فيما كشف النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي اليوم عن إجراء عدد من الاتصالات مع وزارة الصحة وسفارة العراق في الهند للتحرك بشان العائلة المحتجزة.