نافذة الصمت رمادية اللون
................

عبرت دروب السماء حمامة رمادية اللون
أشاحت بوجهها عن الصمت ..اخترقت عزلتي
حطت على شفا نافذتي دون إستئذان بكل ثقة
ثقبت نظراتها زجاج الصمت
لعلني ارمقها بنظرة غاضبة فتسدل ستار نظراتها الحادة
سمعت هديلا يناديني ...لم انت غاضب أيها القابع
خلف نافذة الذكرى
خاطبتها متسائلا لم؟ لون منقارك المدبب يسوده لون ازرق
كانه سماء او بحار ومحيطات
اطرقت مليا وقالت حقيقة ..
نحن معشر الطيور ديدننا ان نبتلع حصيات صغيرة
مع الحبوب التي نأكلها او كسرات الخبز
لكي يسهل علينا طحنها ...انظري انا لست متعجبا
فانا أعلم ذلك لكنني اسالك عن هذه الزُرقة في منقارك
قالت نعم انا تعودت انا انقر حروف من بعض ما اجده
من ورق ذَرته رياح الذكرى في مهب هذا المهد
قلت متعجبا حروفا!!!
قالت نعم لذلك يتسم لون منقري باللون الازرق
نعم فهمت السبب وزالت عني الدهشة
قلت لها لم اخترتِ نافذتي لتحطي عليها
قالت أنا لم اختر انا اوصل الحروف التي انقرها
إلى اصحابها وهذه حروف لك كنت قد نقرتها
عن ورقة احتجزتها صبارة
طالعها براعم ازهرت وتعلم جمال زهرتها لكنني لم انتظر ان تُثمر تلك الزهرة فاستعجلت المجيء لاقول لك
هي زهرة فوق صبارة تنتظر إشارة
قد لا يراها جميع المارّة ....
اطرقت لحظة لأخرج لفافة تبغ فأوقد نهايتها
نظرت إلى نافذتي اختفت الحمامة الرمادية
عجبت من لونها لم؟ ليست بيضاء ولا سوداء
فادركت انني في قلب الحيرة استوقد سيجارتي
وارنو الى مخدعي وعيناي معلقتان بتلك النافذة
نافذة الصمت....

صلاح محمد الصالح