يلاحظ العديد من الناس رائحةً مميزةً تخرج بعد سقوط المطر أو بعد سقوط المطر على أرض جافة وسطح متعرض للشمس،
وقد تنتشر هذه الرائحة أحيانًا قبل سقوط المطر، هي ذات الرائحة التي
يمكن استنشاقها عند الحراثة أو تصفيف العشب أو ري التربة بالماء – ولكن المطر نفسه لا رائحة له، فما السر خلف تلك الرائحة!؟
لطالما تساءلت عزيزي القارئ عن سبب رائحة المطر هذه و التي يمكنها وصفها ” بالترابية المنعشة” ؟ وما هو مصدرها؟
رائحة المطر
(رائحة المطر أو رائحة الأرض الندية بعد هطول المطر: Petrichor)
هي مزيج من المركبات الكيميائية العطرة والزيوت التي تصنعها
النباتات و المساهم الرئيسي في تكونّها هي بكتيريا الأكتينوبكتيريا (Actinobacteria)
أو ما يطلق عليها بالشعاويات أو شعاعيات أو بكتيريا شبيهة بالفطر.
تتواجد هذه البكتيريا الصغيرة في المناطق الريفية والحضرية
بالإضافة إلى البيئات الرطبة والبحرية و تعمل هذه البكتيريا على
تحليل المواد العضوية الميتّة والمتحللة وتحويلها لمركبات بسيطة.
وكناتج من هذه العملية البيولوجية ينتج مركب عضوي يساهم
بشكل رئيسي في تكون رائحة للمطر يطلق عليه اسم الجيوسمين (Geosmin).
وهو مركب عضوي من مشتقات الديكالين الذي ينتمي إلى مجموعة الكحولات ثنائية الحلقة، وصيغته الكيميائية (C12H22O)
ويكون على شكل سائل عديم اللون. له رائحة ونكهة مميزتين.
البنية الكيميائية المعقدة لمركب الجيوسمين تجعله ملحوظًا للبشر
حتى وعند مستويات منخفضة للغاية منه ، و يمكن لأنوفنا شم
الجيوسمين لكل تريليون من جزيئات الهواء.
قبل حدوث المطر تصبح الأرض أكثر رطوبةً ومبللةً وهذا يسرع من
نشاط البكتيريا (Actinobacteria) مما يؤدي لتكوّن أكثر لمادة الجيوسمين
وكلما زاد معدل الجفاف يتبآطىء نمو هذه البكتيريا.
و عند تساقط قطرات المطر على الأرض وخصوصًا الأسطح المسامية مثل التربة المفككة يتكون الهباء الجوي (Aerosols)
الأمر الذي يؤدي لانطلاق الجيوسمين ومركبات (Petrichor) الأخرى
التي قد تكون موجودة على الأرض أو الذائبة في قطرة المطر.
إذا كان هطول المطر قويًا بما يكفي ، يمكن لرائحة المطر السير في
اتجاه الريح والتي بدورها تعمل على تنبيه الناس بأن هناك مطرًا
سوف يسقط قريبًا، و يقل تأثير هذه الرائحة عندما تبدأ درجات
الحرارة بالارتفاع أو عند زيادة معدل الجفاف