وتعاهديني بالسلام حبيبة
زعم الفؤاد بأنهُ يكفيني
وزعمتُ أنّي لو أراك بليلتي
لاشتقت صُبحا والهوى يُغريني
يُحادثني.. يُحادثني كثيرًا
فمِن ليلِ الهوى حتى الظهيرة
يحبُّ قصائدي ويحبُّ وجهي
ويخشى أن أغيبَ ولا أُديرا
لربّي قد شكوتُ مُصاب قلبي
فكيفَ أعيشُ؟ دلّلني كثيرًا
لِعَينيكِ ما يلقى الفُؤادُ وما لقي
ولِلحُب ما لم يبق مِني وما بقي
وما كُنتُ مِمَّن يدخُلُ العِشقُ قلبهُ
ولكِنَّ من يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ
سلامٌ لعينيكِ مِنّي سلامْ
سلامٌ إذا الصمتُ غَنّى الكلامْ
بعينيكِ دمعي , بخدّيكِ حزني
ومِن كلُّ عينٍ يسيلُ الغرامْ
قُل للفُؤاد وقَدْ تَمادَى غَمُّهُ
مَالي أَرَاكَ مُسَهّداً مَهمُوماً؟
أومَا عَلِمتَ بِأنَّ ربَّكَ قَائِلٌ
صَلُّوا عَليْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
فَبِهَا يُفَرّجُ كلّ كَرْب فادِحٍ
وتَكُونُ ذُخْراً للمَعَادِ عَظِيماً.
وأذكر يومها حين إلتقينا
وجدتُ بعينها ضوءٌ ونجمة
وأفلاكٌ، مجرّاتٌ، شهابٌ
أناروا في فؤادي كل عتمة
أقسمتُ باللهِ إنّي لا أكلّمها
لأنّها لا تفي بالعهدِ والذممِ
وإنْ أتتْ تدّعي حبّاً سأهجرها
ولنْ أبالي بما ألقاهُ من ألمِ
فما لبثتُ سوى يومٍ وليلتِه
ورحتُ اسألُ عن كفّارةِ القسمِ
لماذا الليل يؤذيني
لماذا الحب يعييني
لم الايام تقتلني
لم الاشواق تضنيني
يسألني الليل ايا قمري
أتغيب حبيبي عن نظري؟
يسألني فتفيض دموعي
في فجري ونسيم السحرِ