عظم كيد النساء
سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية


بسم الله الرحمن الرحيم
(( فلما رءا قميصه قد من دبر قال إنه من كيدهن إن كيدكن عظيم )) يوسف / 28
نص قرآني مبارك جاء ضمن القصص القرآني في قصة النبي يوسف عليه السلام .
والملاحظ في النص له عدة مضامين ودلالات قرآنية أكيدة يستدل منها الباحث على مركبات ذات معنى يقيني فيكون قصصا حقيقيا بواقعيته الحاصلة وكذلك لبيان أمر خطير حصل مع نبي معصوم بما فعلت ونوت به معه زليخا وحسب ما جاء به النص المذكور المبارك تبين لنا ان ما تسلكه بعض النساء هو خطير لأسباب ودوافع نناقشها في حينها في هذا الموضوع ..


فنقول أن هذا النص المبارك و البحث فيه لا بد من تقسيمه على ضوء ما جاء به ذكرا وبيانا ومضامين ومن خلال ظاهر بيانه وعليه سنقسم مضامينه البيانية المباركة حيث يقبل التقسيم ..


القسم الأول.... بيان النص. لقد جاء النص على أثر حادث قصصي وهنا نستدل منه على أن الله هو الرقيب والحسيب والكفيل تلطفا بعباده عامة وأنبياؤه ورسله خاصة وفيما كادته زليخا بيوسف لغرض أن ينساق لما تهوى وتريد. وقد وقاه الله تعالى من شر وسوء كيدها ونجاه بشهادة الشاهد منهم فبطل كيدها الذي حضرت له وسائل الكيد بغلق الأبواب


القسم الثاني. .. وصف كيدهن بالعظيم
والملاحظ في وصف كيد النساء في أكثر من نص بالعظيم وهو مالا وصف به غير كيد النساء كمكر الرجال والذي أشار له الذكر الحكيم .. ب (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))
لكنه لماذا لم يصفه كلام الله بالعظيم كما وصف كيد النساء ..!؟
نقول أن الوصف القرآني المبارك بما هو حق وحقيقة فهو اشار وأدل على حقيقة مضمور وغاية ودافع فعل الموصوف أي لا تعظيم لهين ولا تهوين لعظيم في كلام الله تعالى فهو أحق وأصدق الكلام وهو عدل وحقيقة


القسم الثالث .. تعريف الكيد
الكيد تعريفه هو ما جمع المكر والخداع بوسائل ناعمة لغرض الإيقاع بالمكيد به ضمن أمر مخطط له بعناية وقصد وغرض ولا يمكن لكيد أن يكون بلا هذه المؤشرات كونه أخطر من المكر والاحتيال للإيقاع المقصود والمعني به وهو محبوك جيدا في غاية الشر والشيطنة لشدة إثاره وخبث قصده وغاية الكائد فهو فعل دفين بأثر مضر ظاهر على المخصوص به.
القسم الرابع ... أسباب الكيد ودوافعه
من أهم أسباب إتيان الكيد ضعف قدرات الكائد في المواجهة الظاهرة إن كان مظلوما فيما يظن أو ظالما فيما يعلم ولكن البغض والحقد والطمع والانتقام كلها أسبابا ودوافعا لإتيان الكيد وفعله عند من يضمر ويفعل الكيد بغيره .
أن فعل الكيد هو ينم عن دوافع نفسية شريرة ماكرة و محتالة تسلك الكيد كالفخاخ لتوقع المبغوض و المحقود عليه بدافع غرض ما على حال معين أو كإجراء يظنه فاعله لدفع ضرر مظنون ظنا دون حصوله وكأنه إجراء كيدي احترازي في حسابات الكائد.


القسم الخامس .. لماذا بصمت ووصفت به النساء
أن ضعف قدرات القوة البدنية الفعلية يدفع هذا الضعيف إلى المكر والحيلة والكيد كمن السارق والغشاش حيث لكل منهم أساليبه ووسائله لكي ينجز أو يمرر ما يريد وهذا كله من دوافع ضعف نفس وسوئها وشرها ولكن كل في مجاله العملي والنفسي الغرضي الذي يعمل به .
المرأة هي أحد الضعيفين في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال في حديثه النبوي الشريف ..
( الله الله بالضعيفين الطفل والمرأة )
و المرأة الموصوفة وصفا حقيقيا بالكيد لأنه جاء في أكثر من نص قرآني مبارك نعتها بالكيد وأدل عليه بشواهد وبوصف توكيد صفتها على إتيان أفعال خطيرة ضارة بالغير كما فعلت زليخا بيوسف أو وصف أفعال من خلال بعض القصص كونه فعل إرادي لا كما يقول الأشاعرة بالجبر وكأن الإنسان منزوع الإرادة وكل ما يفعله من خير وشر صالح وفاسد وجرائم هو من عند الله بهذه الإصابة المنصوص عليها في النص المبارك والعياذ بالله عما يعتقدون وهذه مصيبة إرجاع أفعال العبد المجبور بأفعاله الى الله ويقولون يحاسبه الله تعالى عليها هذا ظلم منكور نسبوه لحكمة وحاكمية الله والعياذ به سبحانه وحاشا لحكمته من كل ظلم بل هو سبحانه محض كل خير وعدل وحق ولطف ورحمة.
أن قولهم بالجبر هذا لهو من أسوء ما قيل في هذا الغرض في عقائدهم فهو قول ضلال مفضوح وجهل في عدل الله على وضوحه و يقين الاعتقاد به لقد نسبوا الظلم الصارخ إلى عدل الله الواضح المبين لأن الله تبارك وتعالى غني كل الغنى عن الظلم الذي هو من فعل وفعال المخلوقين .


القسم السادس ... العدل في حاكمية الله تعالى
فنقول يقينا ومعتقدا أن هذه الأفعال الظالمة الشريرة جعلها الله مقابل الفجور والتقوي المكملة بالخير والصالح والاحسان لكي يختبر الإنسان بملء إرادته في حياته الدنيوية بدليل من يسقم ويتلف عقله تسقط عنه التكاليف والحساب كل في زمن وحين سقم عقله وتلفه . بالاختيار للعبد العاقل فهو مخير غير مجبور فإي الطرق يسلك وأي الأعمال يعمل وأي سلوك يسلك فالمرأة الماكرة الكائدة اختارت المكر والكيد بملء أرادتها وميلها وسلوكها آلا المؤمنات اللواتي يخشين الله تعالى كما الرجال المؤمنين لأن الإيمان وتقوى الله هما المتحكمان في سلوكهما وأعمالهما إجمالا دون غيرهم كالماكرين الظالمين والكافرين والمجرمين الملعونين من الرجال والماكرات الكائدات بالغير والمشعوذات الملعونات من النساء .


ولهذا نرى أن هذه الأسباب والدوافع النفسية الغائية هي سبب الأسباب من كون المرأة هي ضعيفة بدنيا رقيقة الاحاسيس والمشاعر نفسيا وبخصوصية لا يمتلكها الرجل نهجت المكر والكيد والكذب أكثر من الرجل لعدة اسباب اضافية على تلك الأسباب وبما أنها غير كاسبة لقوتها لأن النفقة والإنفاق هو في شرع الله كتب على الرجل مقابل القوامة وكونه بدنيا ونفسيا مهيأ لذلك كما كتب عليه القتال دون المرأة فالمعادلة هي قائمة في حكمة الله بالحق والعدل على الرجل فالجأت المرأة للكذب والمكر والكيد الذي بصمت ووصفت به بإرادتها ظنا منها تسد ضعفها حيال الرجل لكونه هو القوام عليها بما جعل الله القوامة له عليها وهو ضمن نص قرآني مجيد تبلغ به الجميع وهو غير مخفي .
وبما أنها لا تكسب قوتها بيدها فهي محتاجة لإرضاء الرجل وكذلك هو من بيده عقدة النكاح الا ما أوشترط بغير ذلك بالتراضي فهي على ضوء هذه الأسباب دائما هي محتاجة لإرضاء الرجل زوجها لغرض حصولها على ما تحتاجه من الإنفاق على نفسها وكذلك لغرض أن لا يحصل هجرها والركون إلى غيرها كما أباح له الشرح تعدد الزوجات حد الأربعة بشرط ملكة الإيمان ومن بين هذه الملكة القدرة على الأنفاق بالعدل دون التميز الظالم وكذلك بالسلوك والحقوق الشرعية وهذه معادلة في الحاكمية والعدل الإلهي ولا ظلم أو إجحاف فيها لأحد إن ألتزمت الناس بالشرع الحنيف.


وإضافة إلى ما ذكرناه هناك دوافع وسلوكيات وأفعال شيطانية كون المرأة مهيأة لها أكثر من الرجل بوجود خواص خلقية تكوينية جسدية فيها مع تلك الأسباب تساعدها على إتيان الكيد وتمريره بيسر كون الرجل بحكم الخلقة والتكوين ميال للمرأة لا يستطيع العيش بدونها وهذه أمور متشعبة ودقيقة نغض النظر عنها وما أشرنا له فيه الكفاية.