لماذا إن مشيت أمام قومٍ
تفجّـر في ملامحهم سرورُ؟
وحين تمرُ كفّك فوقَ شيءٍ
يغيّـر عُمرهُ ذاك المرورُ؟
القَلْبُ صَامَ عَن الكَلَامِ لِيَسْمَعَكْ
وَاخْتَارَ مِنْ بَيْنِ المَرَاتِعِ مَرْتَعَكْ
هَلّا احْتَوَيْتَ عَلَى الغََرَامِ جنَانَهُ
وَجَعَلْتَ حُرَّاسَ المَحَبَّةِ أَضْلُعَكْ
مِالِي أَرَاكَ تَرَكْتَ مِيثَاقَ الوَفَا
وَنَسِيتَ قَلْبًا كَانَ يوْمًا مُولَعَكْ؟
العَيْنُ تَكْتُبُ حُبَّهَا بِمِدَادِهَا
وَالرُّوحُ ظِلٌّ دَائِمًا يَمْشِي مَعَكْ
أَتَقُولُ أَنِّي فِي الصَّبَابَةٍ مُجْحِفٌ!
أَدْمَيْتَ قَلْبِي عَامِدًا، مَا أَبْشَعَكْ
شِعْرِي الذي سَطَّرْتُهُ مَا رَاقَكُمْ؟
بَوْحِي الذي طَوَّعْتُهُ مَا أَقْنَعَكْ ؟
أَنْتَ الضِّيَاءُ إِذَا تَحَالَكَ لَيْلهُ
مَا زَالَ يَرْقُبُ فِي الصَّبِيحَةِ مَطْلَعَكْ
تَكْفِي مَدَامِعهُ دَلِيلًا لِلْهَوَى
يَا مَنْ بَخِلْتَ بِأَنْ تُسَيِّلَ أَدْمُعَكْ!
مَا ضَاقَ لمَّا ضَاعَ مِنْهُ فُؤَادهُ
لَكِنَّهُ قَدْ ضَاقَ لمَّا ضَيَّعَكْ.
وَلَسْتُ أُبالي بَعدَ إدراكيَ العُلَى
أكانَ تُراثاً ما تَناوَلْتُ أمْ كَسْبَا؟
ما زال في قلبي سؤال
كيف انتهت أحلامنا؟
ما زلت أبحث عن عيونك علّني،
ألقاك فيها بالجواب
ما زلت رغم اليأس أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتاب ...
ولا تمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً
فكم تحتَها قومٌ همُ منك أرفع
فإِن كنتَ في عزٍ وخيرٍ ومنعةٍ
فكم ماتَ من قومٍ منك أمنعُ
أسرفتُ في طلب اللُقى وهجرتني
فكفاكَ هجرًا يا مليحُ كفاكَ .. !
مني سلامٌ ؛ قدرَ ما ضيعتني
وبقدر أمنيتي .. بأن أسلاكَ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا شَوْقٌ هَمَى
لِلِقَاءِ رَوْضِكَ فِي الحَيَاةِ وَسَلَّمَا
صَلَّى عَلَيْكَ العَالَمُونَ دُهُورَهُم
يَا بَدْرُ مَا سَطَعَتْ نُجُومٌ فِي السَّمَا.
قالت: أنا لا أعرف الأوزانا
وأريدُ مثلك بالقصيد لسانا
قلتُ: انطقي ما شئتِ فهو بلاغةٌ
سيفيضُ حرفكِ رقةً وبيانا
ما قلتِ من قولٍ فموزونٌ على
بحرَ الجمال ويشبهُ الألحانا
لو كان قد أصغى(الخليل)لقولها
لأضافه كي يكمل الأوزانا !
شيء إليك يشدّني
لم أدرِ ما هو منتهاه
يومًا أراه نهايتي
يومًا أرى فيهِ الحياة
وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا
ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ
فرأيتَ مالم ترتجيهِ مع الدعا
وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْ
لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها
حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ
ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها
لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ
صَبّحتُهُ عندَ المساءِ فقال لي
أتهزأُ بقدرِي أم تُريدُ مِزاحَ ؟!
فأجبتُهُ إشراقُ وجهِكَ غرّني
حتى توهمتُ المساءَ صباحَ
أُغالب فيكَ الشوقَ والشوقُ أغلَبُ
وأعجبُ من ذا الهجر والوَصل أعجب
أمَا تَغْلَطُ الأيام فيّ بأنْ أرَى
بغيضا تُنَائي أو حبيبا تُقرّب
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّرا
وارحم حشًى بلظى هواكَ تسعَّرا
وإذا سألتكَ أن أراكَ حقيقةً
فاسمَح .. ولا تجعل جوابي: لن ترى