بسم الله الرحمن الرحيم
ولدت في بيت الطين قرب الناعور الذي يسقي الحرث لينبت زرعا من نبات الحنطة والشعير شتاءا ولتنمو الخضروات والطماطة والباذنجان صيفا هكذا ترعرعت ونشأت حتى يكلفني والدي لانبه حصان الناعور ليستمر في الدوران كي تنبت الارض بزرعها ويعم الخير قريتنا .
بلغت السن السادسة من عمري ولم يحالفني الحظ لكي ادخل المدرسة لبعد الشقة والمسافة بين بيتنا الطيني ومدرسة حوران الابتدائية التي اعتاد ابناء المنطقة ان يتعلموا القراءة والكتابة على يد معلميها لقد مرت السنة وانا وبالاحرى والدي رحمه الله كان اكثر شوقا وتحرقا وتواقا لكي نتعلم ليحقق ذلك الحلم في ابناءه بعد ان عجز ان يحققه بنفسه كونه عاش يتيما تحنو عليه والدته فترعرع بين اقران واصدقاء القرية الذين لايقرؤون ولايكتبون لعدم توفر المدرسة ولا حتى الكتاتيب .وماان جاءت السنة الجديدة من عمري حتى انتقلت عائلتي الى مكان اقرب نسبيا من مكان بيتنا الاول ليكون اقرب للمدرسة لكني غير قادر على قطع مسافة تقدر ب٧كم مشيا على الاقدام لعدم توفر سيارة او دراجة او اية واسطة نقل عدا الدابة (كرمكم الله)وفر لي الاهل تلك واسطة النقل المريحة لاستغلها يوميا للمشاركة بدوام المدرسة مع زملاء لي من ابناء منطقتي ويشاركنا الدراسة ابناء المناطق المجاورة بنصف قطردائرة يتعدى ال ٧كم وهكذا نأتي صباحا لانتظار معلمينا الذين يسافرون لنا بسفرة يومية من مركز المحافظة الى مدرستنا لمسافة تتجاوز ٢٥كم مستخدمين سيارات فولفو سويدي(( باص خشب صغير ))ويسلكون طريقا ترابيا غير معبد ولذلك هم يستخدمون احد صفوف المدرسة كغرفة مبيت لهم ايام وليالي الشتاء الممطر لانقطاع الطريق الرئيسي بين المركز وقريتنا .انظر مدى حرص المعلمين لان يؤدوا واجباتهم ولكي لايتغيبوا وبعذر مشروع فانهم ابوا ذلك وقرروا المبيت بالمدرسة على فرش اكثر ماتسمى فرش سفر تحت وابل من المطر وقارص البرد رحم الله اساتذتي الذين وافتهم المنية وامد الله باعمار الباقين منهم ...والى حلقة اخرى تتضمن ((المعارك التي اخوضها يوميافي طريق مجيئي للمدرسة مع مجموعةمن الكلاب الشرسة ))ا ن بقي من العمر بقية مع اسمىايات التحايا والتقدير