مرض الإضطرابات الهضمية
( بالإنجليزية: Celiac Disease ) هو خلل مناعى لا يتحمل المصابون به مادة الغلوتين في الغذاء لأنه يضر البطانة الداخلية للأمعاء الدقيقة ويمنعها من امتصاص العناصر الغذائية. الأمعاء الدقيقة هو جزء من الجهاز الهضمى أنبوبى الشكل بين المعدة والأمعاء الغليظة. الغلوتين هو بروتين موجود في القمح والجاودار شيلم مزروع والشعير، وأحيانا في بعض المنتجات مثل الفيتامينات والمكملات الغذائية ، مرطبات الشفاه، و بعض الأدوية.جهاز المناعة هو نظام الدفاع الطبيعي للجسم، ويحمي الجسم من الإصابة بشكل طبيعي. ومع ذلك، عندما يكون الشخص يعاني من مرض الاضطرابات الهضمية، الغلوتين يثير الجهاز المناعي للرد بطريقة يمكن أن تسبب التهاب وتهيج الأمعاء أو تورمها وأضرار أخرى طويلة الأمد. عندما يتناول المصابون بمرض إضطرابات الجهاز الهضمي الأطعمة أو المنتجات التي تحتوي على الغلوتين، نظام المناعة لديهم يستجيب عن طريق إتلاف أو تدمير الزغب وهى صغيرة جدا تشبه الأصابع مثل النتوءات على البطانة الداخلية للأمعاء الدقيقة. الزغب يمتص المواد المغذية من الطعام وتمر هذه المواد الغذائية من خلال جدران الأمعاء الدقيقة إلى مجرىالدم. لولا هذه الزغب الصحية، يمكن أن يعانى الناس من سوء التغذية، بغض النظر عن مقدار الطعام الذي يأكلونه.
الأسباب
الباحثون لا يعرفون السبب الدقيق لمرض الاضطرابات الهضمية .هذا المرض ينتشر في العائلات . فرص الشخص في الاصابة بمرض الاضطرابات الهضمية تزيد عندما تنتقل له أو لها جينات من الآباء بها بعض المتغيرات في الجينات وعوامل أخرى، مثل تعرض الشخص للأشياء في بيئته يمكن أن يؤدي إلى الاصابة بمرض الاضطرابات الهضمية. بالنسبة لمعظم الناس، تناول طعام به مادة الغلوتين شئ غير مؤذى . و لكن بالنسبة لآخرين، التعرض للغلوتين يمكن أن يسبب ويؤدى إلى ظهور المرض، ليصبح نشط . بعض العوامل مثل إجراء عملية جراحية، والحمل، والولادة، والعدوى الفيروسية، أو الضغط النفسي الشديد يمكن أن يؤدي أيضا إالى ظهور أعراض مرض الاضطرابات الهضمية.
انتشار المرض
من بين 141 أمريكى يوجد شخص واحد منهم مصاب بمرض الاضطرابات الهضمية وعلى الرغم من ذلك يظل معظم المصابين به دون تشخيص .هذا المرض يصيب الاطفال والبالغين في جميع انحاء العالم و أكثر شيوعا في القوقازيين والإناث . و يشيع بكثرة في الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض الوراثية، بما في ذلك متلازمة داون ومتلازمة تيرنر .
أعراض المرض
يعانى الشخص المصاب بمرض الاضطرابات الهضمية من أعراض تشمل الجهاز الهضمى أو تشمل أجزاء اخرى من الجسم و هذه الاعراض أكثر شيوعا في الاطفال وتشمل إحساس بالانتفاخ , إمساك , البراز يصبح أخف لونا و ذو رائحة ودهنى , غازات , ألم بالمعدة , غثيان وقئ , ضعف أو عدم امتصاص المواد الغذائية خلال الفترة التى يكون فيها التغذية ضرورية بشكل قوى للطفل مما يؤدى لمشاكل صحية أخرى . الفشل في رضاعة الطفل بشكل سليم وبالتالى عدم وجود تغذية , ضعف في النمو وقصر القامة , انخفاض في الوزن بشكل ملحوظ , العصبية وتغير في المزاج , تأخر في البلوغ , تأخر في ظهور الاسنان الدائمة . قلما يعانى البالغون من مشاكل في الهضم ولكن ربما يعانون من التالى : الانيميا وفقر الدم , ألم بالعظام والمفاصل , قرح بالفم , القلق والاكتئاب , طفح جلدى في صورة فقاعات بالجلد ويكون مثير للحكة , الارهاق , العقم والإجهاض المتكرر , تشنجات , عدم انتظام الدورة الشهرية في مواقيتها و ربما غيابها في أحد الأشهر , تنميل في أصابع اليد والقدم , ضعف الأظافر و هشاشة العظام , صداع .التهاب الامعاء يمكن ان يسبب الاعراض التالية : الشعور بالارهاق والتعب لفترات كبيرة , قرح , انسداد بالامعاء , من الممكن أيضا أن يسبب مرض الاضطرابات الهضمية رد فعل مناعى تجاه الجسم نفسه بحيث يهاجم الجهاز المناعى الخلايا الصحيحة في الجسم . وهذا التفاعل المناعى يمكن أن ينتشر خارج الجهاز الهضمى ليمتد لجميع أجهزة الجسم مثل الطحال , الجلد , الجهاز العصبى , العظام , المفاصل . يعد تشخيص هذا المرض صعب بعض الشئ لانه مشابه في أعراضه لبعض الامراض الاخرى .
أسباب تعدد و تنوع أعراض المرض
و يرجع ذلك لعدة عوامل منها :
- طول مدة رضاعة الطفل ; أظهرت بعض الدراسات أن كلما طالت مدة الرضاعة كلما تأخر ظهور أعراض المرض .
- سن الشخص عند بداية تناوله الغلوتين .
- كمية الغلوتين التى يتناولها الشخص .
- مدى تلف الامعاء الدقيقة .
بعض الأشخاص لا يعانون من أعراض المرض ولكنهم مازالت لديهم الفرصة لحدوث مضاعفات على مدار الوقت و تشمل : سوء التغذية , أمراض الكبد , أورام الامعاء و الليمفوما أو ورم الغدد الليمفاوية .
التشخيص
يتم تشخيص المرض عن طريق التاريخ المرضى والعائلى للشخص , الفحص السريرى , اختبارات وتحليل الدم , خزعة من الامعاء والجلد .
أولا: التاريخ المرضى والعائلى للشخص
يُسأل الشخص عن تاريخ عائلته إذا كان بها مصابون بهذا المرض أو الامراض المصاحبة له .
ثانيا : الفحص السريرى
يقوم الطبيب بفحص جسم المصاب بحثا عن أعراض سوء التغذية أو الطفح الجلدى وباستخدام السماعة الطبية ليسمع إذا كانت هناك أصوات غير طبيعية بالامعاء ويضغط عليها ليتأكد من وجود ألم أو انتفاخ من عدمه .
ثالثا: تحليلات الدم
يتم سحب عينة من الدم وتحليلها و قد تظهر وجود بعض الاجسام المضادة وهو الأمر الشائع في مرض الاضطرابات الهضمية . إذا أتت نتيجة تحليل الدم سلبية , يطلب الطبيب إختبارات أخرى للدم عندما يشك بوجود المرض رغم سلبية النتائج . قبل إجراء إختبارات الدم يستمر المرضى بتناول الاطعمة المحتوية على الغلوتين مثل الخبز والمكرونة , و إذا توقف عن تناول الأطعمة قبل إختبارات الدم ستكون نتيجته سلبية حتى لو كان الشخص مصابا به بالفعل .
رابعا : خزعة الأمعاء
الخطوة التالية بعد تاكيد اختبار الدم على وجود المرض هى أخذ خزعة من الامعاء الدقيقة لتأكيد التشخيص . والخزعة هى عملية تتضمن أخذ جزء من النسيج لفحصه تحت الميكروسكوب و تتم هذه العملية بإعطاء المريض مهدئ او مخدر موضعى او مخدر عام للجسم كله عند اللزوم . خلال العملية يقوم الطبيب باستئصال أجزاء صغيرة من النسيج باستخدام المنظار ومن ثم يتم تحليل هذه العينة باثولوجيا كى توضح تلف زغب الأمعاء الدقيقة او صحتها .
إختبارات جينية
فى بعض الحالات يطلب الطبيب بعض الإختبارات الجينية للدم ليتأكد أو يستثنى وجود المرض . معظم المصابين بالمرض لديهم أزواج جينية تحتوى على الأقل على واحد من أنتيجين خلايا الدم البيضاء أو مشابهاته . و هذه المشابهات موجودة أيضا في أمراض أخرى غير مرض الاضطرابات الهضمية لذا وجودها فقط لا يؤكد الإصابة بالمرض . إذا لم تعطى إختبارات الدم وخزعة الأمعاء الدقيقة تشخيص واضح للمرض و أيضا نتيجة الاختبار الجينى أتت سلبية , إذن وجود المرض غير محتمل . هذا الاختبار إذن وسيلة نفى وجود وليس إثبات المرض .
العلاج
معظم الناس الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية لديهم تحسن ملحوظ في الأعراض عند تتبع نظام غذائي خال من الغلوتين. الأطباء يُنصح عادة الناس بمتابعة اختصاصي تغذية متخصص في علاج الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض . وإختصاصي التغذية يقوم بتعليم الشخص كيفية تجنب الغلوتين مع اتباع نظام غذائي صحي ومغذ , و يقوم بإعطاء تعليمات بكيفية قراءة الملصقات الغذائية والمنتجات وتحديد المكونات التي تحتوي على الغلوتين و إتخاذ القرارات السليمة حول أنواع الأطعمة التى يمكن تناولها .بالنسبة لمعظم الناس، اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين سوف يوقف الأعراض ، و يشفى ضرر الأمعاء ، و يمنع المزيد من الضرر. قد تتحسن الأعراض خلال أيام إلى أسابيع من بدء النظام الغذائي. عادة ما يتم علاج الأمعاء الدقيقة في مدة من 3 إلى 6 أشهر في الأطفال . الشفاء الكامل يمكن أن يستغرق عدة سنوات في البالغين. وبمجرد أن يتم علاج الأمعاء، فإن الزغب يقوم بامتصاص العناصر الغذائية من الطعام إلى مجرى الدم بشكل طبيعي. بعض الناس الذين لا يزالون يعانون من أعراض حتى بعد تغيير نظامهم الغذائي قد يكون بسبب بعض الأمراض الأخرى الشائعة في مرضى الاضطرابات الهضمية . ويمكن أن تشمل هذه : النمو الزائدللبكتريا في الأمعاء الدقيقة ، والذي يحدث عندما تنمو الكثير من البكتيريا في الأمعاء الدقيقة , عدم الكفاءة الإفرازية للبنكرياس فلا تنتج ما يكفى من العصارة الهضمية , التهاب القولون المجهري ، القولون العصبي , عدم تحمل اللاكتوز وهو المرض الذي فيه الناس لديهم بعض الأعراض بعد تناول الحليب أو منتجات الألبان عدم تحمل تناول الأطعمة الأخرى ، التي قد تحدث بسبب الضرر المستمر الأمعاء.في بعض الحالات، لا يزال الناس يجدون صعوبة في امتصاص العناصر الغذائية على الرغم من اتباع نظام غذائي صارم خال من الغلوتين. الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، والمعروف باسم مرض الاضطرابات الهضمية المقاومة للعلاج ، تكون الأمعاء فيه بالغة التلف صعب أن تلتئم. أمعائهم لا تمتص يكفي من المواد الغذائية، لذلك فإنها قد تحتاج إلى الحصول على المغذيات عن طريق الوريد. يواصل الباحثون لتقييم الأدوية لعلاج مرض الاضطرابات الهضمية . اعتمادا على عمر الشخص عند التشخيص، فإن بعض مضاعفات مرض الاضطرابات الهضمية لن تتحسن، مثل قصر القامة والعيوب مينا الأسنان. للأشخاص الذين يعانون التهاب الجلد الحلئي، الأعراض الجلدية تستجيب عادة لنظام غذائي خال من الغلوتين وقد تتكرر إذا كان الشخص يضيف الغلوتين إالى غذائه .الأدوية مثل دابسون يمكنها السيطرة على أعراض الطفح الجلدي لكن لايمكنه علاج تلف الأمعاء ، لذلك المصابون بالتهاب الجلد الحلئي يجب عليهم الحفاظ على نظام غذائي خال من الغلوتين، حتى لو لم يكن لديهم أعراض في الجهاز الهضمي. حتى عندما يكون الشخص يتبع نظام غذائي خال من الغلوتين فإن الجروح الجلدية الناتجة عن التهاب الجلد الحلئي قد تستغرق شهورا أو حتى سنوات للشفاء تماما، وغالبا ما تتكرر على مر السنين. قد تحتوي بعض الأدوية والمكملات الغذائية، وغيرها من المنتجات أيضا على الليسيثين، مصدرا خفيا للغلوتين . يجب على الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز الهضمي أن يسأل الصيدلي عن المكونات في الأدوية التى تصرف دون وصفة طبية مثل الفيتامينات , المكملات المعدنية , المكملات العشبية والغذائية و غيرها من المنتجات التى يمكن بلعها أو نقلها من يد الشخص على فمه. يمكن قراءة البطاقات الملصقة على المنتجات لمساعدة الناس على تجنب التعرض الغلوتين. وتشمل المنتجات التي يمكن أن تحتوي على الغلوتين : أحمر الشفاه، ملمع الشفاه، ومرطب الشفاه, مواد تجميل الجلد والشعر , معجون الأسنان وغسول الفم , الغراء على الطوابع والمغلفات .
المصادر
- http://www.niddk.nih.gov/health-info...ges/facts.aspx
- Rubio-Tapia A, Van Dyke CT, Lahr BD, et al. Predictors of family risk for celiac disease: a population-based study. Clinical Gastroenterology and Hepatology. 2008;6(9):983–987.
- Rubio-Tapia A, Ludvigsson JF, Brantner TL, Murray JA, Everhart JE. The prevalence of celiac disease in the United States. American Journal of Gastroenterology. 2012;107(10):1538–1544.
- Ruiz AR. Celiac disease. The Merck Manual website. http://www.merckmanuals.com/professi...e.htmlExternal Link Disclaimer. Updated May 2014. Accessed August 27, 2014.
- Ahn R, Ding YC, Murray J, et al. Association analysis of the extended MHC region in celiac disease implicates multiple independent susceptible loci. PLoS ONE. 2012;7(5):e36926.
- Rubio-Tapia A, Hill ID, Kelly CP, Calderwood AH, Murray JA. ACG Clinical Guidelines: diagnosis and management of celiac disease. American Journal of Gastroenterology. 2013;108(5):656–676.