يقول وليم فوكنر "إن أشد الرجال وحشية لم يصنعوا بامرأة
ما تصنعه أفضل النساء برجل"
وأنا أعترف بأنني أكثر الرجال وحشية
وبأنكِ أفضل النساء
ولكن هل صنعتُ بكِ ما صنعتِ أنتِ بي
لقد جعلتني - أحبك - وهذا عندي غاية التوحش
ومنتهى اللاإنسانية
كان وجودك هو العصى الوحيدة التي أتوكأ عليها في هذا
العدم المحض
هذه الأيام المقحمة على الزمن
هذه الأشجار المفروضة على الريح
ــــ الريح التي تتصدم كلما اقتربت من مصادرنا ــــ
كان وجودك هو العدم الوحيد الذي أتقرب به أليّ
أنا الذي أنهيت علاقتي بالأبدية من أمد بعيد
وصارحت الريح آخر معجزاتي...
بعدما كنت أنا سيّد الأبد وأكثر مريديه جرأة في التحوّل
من زوال محض تدعوه الأبدية بالموت
إلى موت محض أدعوه أنا بالتحوّل
التحول عن كوني أشد المخلصين للأبدية
لا أحب الأشياء الفانية
أمقت هذا الزوال الذي يصاحبني حتى وأنا في ذروة وجودي
لا أحبّك
لأنك العصا الوحيدة التي أنكسرت أمام أول ريح اقتربت من
مصيري
لا أحب المنكسرين ولا أحترم دموع أمي تلك التي انسكبت
أمام أول ريح اقتربت من مصيري :
لقد حاولت أن أكون : أنت
بعدما تعبت من كوني : أنا
حاولت أن أهدم آخر قلاعي بيدي
حاولت أن لا أتحصّن منك أيتها الريح العاتية
يا مصيري الذي انكسر
أمام أول خرق لعادتي
أحبك
وعلى غير عادتي
أشتهيك
أيتها الفانية مثل علاقتك بي
ومثلك أنت
فانية حتى وأنت في ذروة وجودك .