آداب ختم القرآن وأدعيته
الحمد لله على نعمة الولاء لمولانا أمير المؤمنين و سيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام
عند الفراغ من قراءة بعض القرآن العظيم
كان الصادق (عليه السلام) يقول عند الفراغ من قراءة بعض القرآن العظيم :
اللهم !.. إني قرأت ما قضيتَ لي من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك ، فلك الحمد ربنا ، ولك الشكر والمنّة على ما قدّرتَ ووفّقتَ .
اللهم !.. اجعلني ممن يحلّ حلالك ، ويحرّم حرامك ، ويجتنب معاصيك ، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه ، واجعله لي شفاءً ورحمةً وحرزاً وذخراً .
اللهم !.. اجعله لي أُنساً في قبري ، وأُنساً في حشري ، واجعل لي بركةً بكلّ آيةٍ قرأتها ، وارفع لي بكلّ حرفٍ درسته درجةً في أعلى علّيين ، آمين يا رب العالمين .
اللهم !.. صلّ على محمد نبيك وصفيك ونجيّك ودليلك والداعي إلى سبيلك ، وعلي أمير المؤمنين وليّك وخليفتك من بعد رسولك ، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك ، المستودَعين حقك ، والمسترعين خلقك ، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته . ص7
المصدر: الإقبال
جواهر البحار
آداب ختم القرآن وأدعيته
قال رسول الله (ص) : من أعطاه الله القرآن فرأى أن أحدا أعطي شيئا أفضل مما أعطي فقد صغر عظيما ، وعظم صغيرا . {البحار ج89:ص205}
عن أبي جعفر (ع) قال : من ختم القرآن يمكة من جمعة الى جمعة أو أقل من ذلك أو أكثر وختمه في يوم الجمعة كتب الله له الأجر والحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا الى آخر جمعة تكون فيها ، وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك . {البحار ج89 ص205}
عن أبي عبدالله (ع) قال : قيل يارسول الله ..أي الرجال خير ؟.. قال : الحال المرتحل ، قيل : يارسول الله .. وما الحال المرتحل ؟..قال : الفاتح الخاتم .. الذي يفتح القرآن ويختمه فله عند الله دعوة مستجابة . {البحار ج89ص205 }
عن أبي جعفر (ع) قال : من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله (ص) ويرى منزله من الجنة . {البحارج89ص205 }
عن أمير المؤمنين (ع) قال: حبيبي رسول الله (ص) أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن : اللهم إني أسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الابرار ، واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ووجوب رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار . {البحارج89ص206}
قال أمير المؤمنين (ع) : ألا أخبركم بالفقيه حقا، قالوا : بلى ياأميرالمؤمنين ، قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه الى غيره .. ألا لاخير في علم ليس فيه تفقه .. ألا لاخير في قراءة ليس فيها تدبر . { البحارج89ص211}
عن أبي عبدالله (ع) قال : اذا مررت بآية فيها ذكر الجنة .. فاسأل الله الجنة ، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار .. فتعوذ بالله من النار . {البحارج89ص211}
عن الصادق (ع) : أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة ، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية . {البحارج89ص211}
عن أبي عبد الله( ع) : قال ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن ، فيكتب له مكان كل آية يقرأها عشر حسنات ، ويمحى عنه عشر سيئات . {عدة الداعي}
قال الصادق (ع) : ثلاثة تشكو إلى الله العزيز الجليل .. مسجد خراب لا يصلي فيه أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه .{عدة الداعي}
دعاء الإمام السجاد عليه السلام عند ختم القرآن:
اللهم إنك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا، وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته، وفضلته على كل حديث قصصته، وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرائع أحكامك، وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا، ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله تنزيلا، وجعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه، وشفاء لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه، ونور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه، وعلم نجاة لا يضل من أم قصد سنته، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته.
اللهم فإذ أفدتنا المعونة على تلاوته، وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه وموضحات بيناته.
اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله مجملا، وألهمته علم عجائبه مكملا، وورثتنا علمه مفسرا، وفضلتنا على من جهل علمه، وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله. اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة، وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله، فصل على محمد الخطيب به وعلى آله، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك، حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه، ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه.
اللهم صل على محمد وآله، واجعلنا ممن يعتصم بحبله، ويأوى من المتشابهات إلى حرز معقله، ويسكن في ظل جناحه، ويهتدي بضوء صباحه، ويقتدي بتبلج أسفاره، ويستصبح بمصباحه، ولا يلتمس الهدى في غيره.
اللهم وكما نصبت به محمدا علما للدلالة عليك، وأنهجت بآله سبل الرضا إليك، فصل على محمد وآله، واجعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة، وسُلّماً نعرج فيه إلى محل السلامة، وسبباً نجزى به النجاة في عرصة القيامة، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة.
اللهم صل على محمد وآله، واحطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار، وهب لنا حسن شمائل الأبرار، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار، حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره، وتقفوا بنا آثار الذين استضاؤوا بنوره ولم يلههم الأمل عن العمل، فيقطعهم بخدع غروره.
اللهم صل على محمد وآله، واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مونسا، ومن نزغات الشيطان وخطرات الوساوس حارسا، ولأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا، ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا، ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا، حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه وزواجر أمثاله، التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله.
اللهم صل على محمد وآله، وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا، واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا، واغسل به درن قلوبنا وعلائق أوزارنا، واجمع به منتشر أمورنا، وارو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا، واكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا.
اللهم صل على محمد وآله، واجبر بالقرآن خلتنا من عدم الإملاق، وسق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق، وجنبنا به الضرائب المذمومة ومداني الأخلاق، واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق، حتى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك وجنانك قائدا، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذايدا، ولما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا.
اللهم صل على محمد وآله، وهون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق وجهد الأنين وترادف الحشارج إذا بلغت النفوس التراقي، وقيل من راق، وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب، ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق، وداف لها من زعاف الموت كأسا مسمومة المذاق، ودنا منا إلى الآخرة رحيل وانطلاق، وصارت الأعمال قلائد في الأعناق، وكانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم التلاق.
اللهم صل على محمد وآله، وبارك لنا في حلول دار البلى، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، وافسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا، ولا تفضحنا في حاضر يوم القيامة بموبقات آثامنا، وارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا، وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا، ونجنا به من كل كرب يوم القيامة، وشدائد أهوال يوم الطامة، وبيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظَّلَمة في يوم الحسرة والندامة، واجعل لنا في صدور المؤمنين ودا، ولا تجعل الحياة علينا نكدا.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما بلغ رسالتك، وصدع بأمرك ونصح لعبادك، اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه وآله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا، وأمكنهم منك شفاعة، وأجلهم عندك قدرا، وأوجههم عندك جاها، اللهم صل على محمد وآل محمد، وشرف بنيانه، وعظم برهانه، وثقل ميزانه، وتقبل شفاعته، وقرب وسيلته، وبيض وجهه، وأتم نوره، وارفع درجته، وأحينا على سنته، وتوفنا على ملته، وخذ بنا منهاجه، واسلك بنا سبيله، واجعلنا من أهل طاعته، واحشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، واسقنا بكأسه، اللهم صل على محمد وآله، صلاة تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك، إنك ذو رحمة واسعة وفضل كريم، اللهم اجزه بما بلغ من رسالاتك، وأدى من آياتك، ونصح لعبادك، وجاهد في سبيلك، افضل ما جزيت أحدا من ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين المصطفين، والسلام عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته. الصحيفة السجادية
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول عند ختم القرآن: "اللهم اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعني عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك" . المستدرك ج4 ص378
في تأكد استحباب تلاوة شيء من القرآن كل يوم وليلة
عن أبي عبد الله (ع) قال : القرآن عهد الله الى خلقه .. فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية .
عن الرضا(ع) قال : ينبغي للرجل اذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية .
عن النبي (ص) قال : اجعلوا لبيوتكم نصيبا من القرآن ، فان البيت اذا قرأ فيه القرآن تيسر على أهله ، وكثر خيره ، وكان سكانه في زيادة ، وإذا لم يقرأ فيه القرآن ضيق على أهله، وقل خيره ، وكان سكانه في نقصان .
عن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمس مائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار ، والقنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب ، المثقال أربعة وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحد ، واكبرها ما بين السماء والأرض .
استحباب القراءة في المصحف وحفظ المصحف في البيت
قال أبي عبد الله (ع) : من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره ، وخفف على والديه وإن كانا كافرين .
قال النبي(ص) : ليس شيء أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظراً ، و المصحف في البيت يطرد الشيطان .{عدة الداعي}
و عن إسحاق بن عمار قال .. قلت: لأبي عبد الله (ع) جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب ، فأقرأه عن ظهر قلبي أفضل ، أو أنظر في المصحف .. قال ، فقال لي : لا بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل .. أ ما علمت أن النظر في المصحف عبادة .{عدة الداعي}
عن أبي عبد الله (ع) ، عن أبيه (ع) قال : أنه ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عز وجل به الشياطين .
روي عن النبي (ص) .. أن الله تبارك وتعالى قال : من شغله قراءة القرآن عن دعائي و مسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين . {عدة الداعي}
دعاء قبل التلاوة
روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه كان من دعائه إذا قرأ القرآن: "بسم الله، اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكتابك الناطق على لسان رسولك، فيه حكمك وشرائع دينك، أنزلته على نبيك، وجعلته عهداً منك إلى خلقك وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك.
اللهم إني نشرت عهدك وكتابك، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي تفكراً وفكري اعتباراً، واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه واجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ولا على سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوة، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذاً بشرائع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرمة، إنك أنت الرؤف الرحيم."
دعاء لحفظ القرآن
قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) : "أعلمك دعاء لا تنسى القرآن: ’اللهم ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارحمني من تكلف ما لا يعنني، وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عني، وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم نور بكتابك بصري، واشرح به صدري، وفرح به فلبي، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني، وقوني على ذلك، وأعني عليه إنه لا معين عليه إلا أنت، لا إله إلا أنت . الكافي ج 2 - ص 577
في كيفية قراءة القرآن
عن عبد الله بن سلمان قال : سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عز وجل ( ورتل القرآن ترتيلا ) .. قال : قال أمير المؤمنين (ع) : بينه تبياناً ، ولاتهذه هذ الشعر ، ولاتنثره نثر الرمل .. قفوا عند عجائبه ، واقرعوا به القلوب القاسية ، ولايكن هم أحدكم آخر السورة .{نوادر الراوندي }
عن أبي عبدالله (ع) قال : أعرب القرآن فانه عربي.
قال أبو عبد الله (ع) : يكره أن يقرأ قل هو الله أحد في نفس واحد .
عن أم سلمة أنها قالت : كان النبي (ص) يقطع قراءته .. آية آية .
عن أبي عبد الله (ع) قال : أن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن .
قال النبي (ص) : حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً .
عن أبي جعفر (ع) : من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ، ومن قرأه في صلاته جالسا كتب الله له بكل حرف خمسين حسنة ، ومن قرأه في غير الصلاة كتب الله له بكل حرف عشر حسنات {عدة الداعي}
عن علي بن الحسين (ع) : آيات القرآن خزائن العلم ، فكلما فتحت خزانة ، فينبغي لك أن تنظر فيها . {البحار ج89ص211}