ملايين الناس حول العالم يَعشقون سِلسلة الأفلام الرائعة (سو Saw) ، ونحن نقدرُ عشقهم هذا بالتأكيد، فقط وجدوا فيه إختلافاً ملحوظاً وأبعد مايكونُ عن قِصص الرعب التقليدية، فلن تَجِدَ فيها قاتِلاً بقناعٍ غريبٍ لا يُقهر يُلاحقك بين الأشجار داخل غابةٍ موحِشة وبعد ان تنال منهُ بدقائق يعودُ إلى الحياة ثم يقتلك بدمٍ بارد .
الرعب في هذه السلسلة يبدأ عند إستيقاظ الضحية من نومه ليَجِدَ نفسه مُحتجزاً في مكانٍ مُرعب به أدواتٌ قاتلة، فإما أن يُخلصُ نفسه بسرعةٍ وينجو بحياته أو يستسلم وهذا يعني الموت بالتأكيد، بينما يكتفي القاتل بمشاهدة الضحية وهي تقتل نفسها بِنفسها دون تدخلٌ منه .
تفاصيل قد يتطابق بعضها مع أحداث قصتنا اليوم بعنوان "سفاح صندوق الألعاب"
تبدأ القصةُ في 22 من مارس عام 1999 م وبالتحديد في (بيلين ، نيومكسيكو) في الولايات المتحدة عِندما هربت فتاةٌ شابةٌ من الجحيم متجهةً إلى أقرب مكانٍ به مخفرٌ شُرطة أو هاتفٌ متاحٌ على الأقل، وبعد مدةٍ طويلة من الركض تمكنت الفتاة من العثور على منزلٍ متنقلٍ صغير به إمرأة في الأربعينات أستنجدت بِها وطلبت مِنها المُساعدة . ورغم تردد وتخوف تِلك المرأة من هول المنظر وبشاعته إلّا أنها ساعدتها بتقديم الماء وبعض الملابس والأهم من ذلِك أنها مكتنها من الإتصال بالشرطة وتبليغهم عن مكان تِلك الغرفة التي كانت كالجحيم الملتهبةِ بالنسبة لها .
توجه بعد ذلك بعضُ عناصر الشرطة إلى المكان المُبلغ عنه ليجدوا تِلك الغرفة المرعبة داخِلَ منزلٍ متنقلٍ يمتلكه رجلاً يُدعى: David Parker Ray، كانت أغرب غرفة قد يراها اﻹنسان في حياته فهي مزودة بجدرانٍ عازلةٍ للصوت باﻷضافة إلى أدوات من بينها : "مناشير وسوط جلدي ملوث، شفرات، سكاكين جراحية، مشابك حديدية ،
سلاسل حديدية، أدوات جنسية
، سرير طبي مُتسخ والكثير من الأدوات المتخصصة للتعذيب البشري، بالإضافة إلى جهاز تلفاز معلق أمام السرير .
ديفيد باركر راي David Parker Ray
وبعد نقل تِلك الفتاة المسكينة إلى المستشفى تعرفت الشرطة على هويتها وكانت تُدعى : "Cynthia Vigil"
آثار الكدمات والحروق على جسدها المتعب الهزيل كانت جداً مُعبرة عن فظاعة ما حدث لها. أعترفت "سينثيا" إنها عاهرةٌ وقد أجبرها "ديفيد" على الذهاب معه
منتحلاً شخصية شرطي وفي يده شارة شرطة مزورة وبعد ذلك أصطحبها و أفقدها وعيها وعند استفاقتها وجدت نفسها مكبلة اليدين والرجلين فوق سريرٍ طبي في غرفة مليئة بمختلف أدوات التعذيب !! ..
سينثيا فيجل Cynthia Vigil
كان لــــــ " ديفيد" ثلاثة شركاء في جرائمه وهم :
صديقه Dennis Roy Yancy وصديقته "Cindy Hendy" وإبنته "Jesse Ray "
1- دينيس روي ينسي، 2- جيسي راي (إبنة ديفيد) ، 3- سيندي هيندي
كانت إبنته وصديقته مكلفتين بجلب الفتيات الجميلات له وبينما يقوم هو بالتعذيب يكلف صديقه "Dennis" بالتصوير وبتسجيل مقاطع صوتية
للصراخ ومساعدته في التعذيب أحياناً، بعد ثلاثة أيام من التعذيب الجسدي والجنسي قرر "Davied" تكليف صديقته "Cindy" بحراسة "Cynthia" بدﻻً منه ﻷنه سيغيب عن المنزل لبضع ساعات . ولحسن الحظ وبقدرة إلهية تمكنت "Cynthia" من الفِرار والهرب بعيداً بعد إستعمالها لأداةٍ حادةٍ كانت تُستعمل في تعذيبها ولم تتوقف عن الركض حتى وجدت منزل تلك السيدة التي ساعدتها . وقد ذكرت أيضاً أنه يوجد لديهم مقاطع صوتية مخيفة لبشر قاموا بتعذيبهم حتى الموت كان "David" يستمتع بسماعها !! ..
بعد أشهر طويلة من التحقيقات قرر"David" أن يعترف للشرطة بجرائمه بشرط تخفيف الحكم على إبنته "Jesse" التي كان يحبها كثيرا، بينما أعترفت صديقته "Cindy" وحملته مسؤولية كُل تِلكَ الجرائم وتم إلقاء القبض على صديقه "Dennis " بتهمة الإشتراك في ارتكاب تِلكَ الجرائِم .
أعترف "David" بأنه كان يقوم بتعذيب الفتيات بسبب ما كان يتعرض له في طفولته كالعنف الشديد من طرف والده والسخرية الدائمة من طرف الفتيات في المدرسة بسبب خجله المبالغ فيه . الشيء الذي أدى إلى إدمانه الكحول والمخدرات في سنٍ صغيرة. وقد بدأ منذ صغره برسم أدوات التعذيب والقتل
بخلاف ما يرسمه أغلب أقارنه عادةً .
وقد كلفته تلك الغرفة التي يعتبرها حبيبته والتي يطلق عليها أسم "صندوق اﻷلعاب" مبلغ مئة ألف دولار، وأعترف أيضا أنه عند فقدان الضحية للوعي بسبب التعذيب يخرج من الغرفة بعد أن يقوم بتشغيل مقطع صوتي سجله بنفسه قرب رأس الضحية يحكي فيه قصصه المرعبة مع التعذيب وينذرها بما سيفعل بها عندما سيعود إلى الغرفة . وبهذا يكون التعذيب مكتملاً
(جنسي، جسدي ونفسي ) .
بعد العثور على مقاطع صوتية يعترف فيها "David" بأنه كان يقتل شخص واحداً كحدٍ أدنى كل سنةٍ لمدة أربعين عام وبعد ظهور فتاة جديدةٍ تُدعى "Angelica M" أعترفت بأنها تعرضت للتعذيب من طرف "David" لكنها تمكنت من الفرار ولم تستطع التبليغ عنه لخوفها الشديد منه .
وبعد أن تم حصر عدد الضحايا بين 14 و 60 ضحية حُكِمَ على "سفاح صندوق اﻷلعاب" بالسجن 224 سنة ، وحُكِمَ على صديقته "Cindy" بالسجن 36 سنة، أما صديقه "Dennis" فَحُكِمَ عليه بالسجن 15 سنة، بينما حُكِمَ على إبنته "Jesse" بالسجن 9 سنوات .
بعد الحكم على "David" بــ 224 سنة توفي بعد 8 أشهر فقط من الحكم أثر تعرضه ﻷزمة قلبية ربما كان عقابه في اﻷرض يسيراً جداً وغير عادلٍ لكن المحكمة إلهية تنتظره وهناك لن يفلت مجرم من عقاب رب العالمين .
صور حقيقية
"منقــــول من قناة Medtana / ميدتانا على اليوتيوب"