الليل يبلغ من العمر الاخير

مازلت أسمع الأصوات
وصافرات كل السفن
تبغي الوصول إلى اعماق المؤمل
من ارض الامل
الرحيل نحو الحرية
بؤرة الضوء والثورة
بركان متفجر ينتظر
وعلى الوسادة ليل وسهر
بريد الموت وحبيبتي حين هاجرت
حيث الليل وغياب النور
كل ما اراه تراه عيني
وقلبي يريد الضوء
لنشعل شمعه تضئ الظلمه
الرحيل نحو الحرية
شذى الاماسي وصور غائبة
تضليل الصور وجدران عارية
صامته ترقد بسلام
وترقب الغضب وتسمع الأصوات
هناك لحظات الحزن والنوى
تأطر ذلك الوداع
تحت السلالم وبريد الآهات
وموت الدموع بالمآقي
تنظر في اعماق العيون
يصحو السكون فجأة
وذلك الليل يلثم الوحشه
يعانق الصمت
الليل كان هادئا ساكنا
وفي الصمت رحت أسمع
همهمةَ أنفاس الزمن
تجري في قاع الكأس
الأغطية في أسفل السرير
حافاتها ترتجف
أرى حوريات البحر تنتشر
بين الظلال العارية
وبين أهداب الجفون
شاحبات تلك الدموع
ذلك الهروب من صوت الرحيل
أم صوت الفؤاد
الملامح ترسم نفسها
ومحيا الروح تسري
مثل زخارف في مدنٍ تحترق
مثل كلام ينال صورته من بين الشفاه
ليل طويل يستحق الحصار
ورحيل ممل رغم البعد وتلك الأسوار
هو الرحيل نحو الحرية
من محطات الأفق النائية
وصوت السفن وذلك الوداع المر
تنبلج الريح تهب مملؤة حجراً
اسمع حوافر موتي مجهدة
تصعد نحوي
في احراش الذكريات المحزنة أنقل خطواتي
انا الذي تمنيت أن اكون شخص آخر
يرسم مزرعة دواجن وأقرأ كتابا وأغير قانونا
سوف انام في العراء واترك الليل
لكن فرحا مفاجئا اوشك أن يملأ صدري
رأيت اخيرا اني وانا وانت امام الموت
حملت تلك الساعة وألقيت بها في متاهات ليلي
ويبقى الأمتحان بيني والوداع
وبينها والموت
أنها ساعة مدمرة فاقت كل الصور



هيثم الأسدي