فإن نظرنَ منحنَ القلبَ راحتَهُ
وإن نطقنَ فإِيقَاعُ المزاميرِ
هُنَّ القواريرُ هذا قولُ سيِّدنا
في وَصفهِنَّ فرفقًا بالقواريرِ .
ولقد ضمَمتكَ مرةً من لهفتي
حتى حسبتُكَ قد تُلاقي مصرعَك
وشمَمْتُ عطْرَكَ مرةً في مخدعي
أوَ بعدَ ذاكَ تظن أني أخدعكْ؟
وحنيتُ جِذعي كي أضمك ثانيًا
أحسبتني بعد الفراق قد أتركك!
إنّ الفراقَ معَ الغرامِ لقاتلي
صعبُ الغرامِ مع اللِّقاءِ يهونُ
وسهرنا في مساءٍ مُقمرٍ
سألتني: أيُّ شيءٍ أعجبك؟
قلتُ لا الكونُ ولا أنجمهُ
زينةُ اللّيلِ هنا أنِّي مَعك
كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ شَوْقِي مُهْلِكِي
مَا قُدتُ فِيكَ مَرَاكِبِي نَحْوَ الغَرَقْ.
فَيَا شَوْقُ ما أبْقَى ويَا لي من النّوَى
ويَا دَمْعُ ما أجْرَى ويَا قلبُ ما أصبَى
هلّا تعانقنا ؟ فليسَ خطيئةً
إنَّ الخطيئةَ أن أضُمَّ سواكَ
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلماتٍ لستَ تعنيها
كم اخترعتُ مكاتيباً سترسلها
واسعدتني ورودٌ سوف تُهديها
وكم ذهبتُ لوعدٍ لا وجود لهُ
وكم حلمتُ بأثوابٍ سأشريها
كُنِّي أكُنكَ لعلّنا
فى التٍّيهِ نُدرِكُ كوننا
إن كُنتُ دونَكَ لن أكونُ
ومن أكونُ بلا أنا
يا كلُّ من جاؤا إليَّ
أنا هُناكَ ، فمن هُنا ؟؟
أحبك في القنوط وفي التمنّي
كأني منك صرت وأنت منّي
أحبك فوق ما وسعت ضلوعي
وفوق مدى يدي وبلوغ ظنّي
عاهدتني بالصدقِ ثم جفوتّني
وسرقتني من واقعي ورميتنِي
وضممتنِي لصدرك ثم قتلتِني
جعلتنِي لليّل كم أسهرتنِي ؟
يَاقِبْلَةَ الأَشْوَاقِ أَيْنَ رَحَلْتُمُ؟
هَلْ طَابَ مِنْ دُونِي لَكُمْ تِرْحَالُ؟
ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْض حِينَ غِيَابِكُمْ
وَتَغَيَّرَتْ مِنْ بَعْدِكُمْ أَحْوَالُ
يَا غَيْمَةَ الحُبِّ الطَّهُورِ أَمَا تَرَى!
أَنَّ التَّصَبُّرَ فِي الغَرَامِ مُحَالُ.
ولقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
ولقيتها ديمًا لأيامي سقَت،
شطرًا يُتمِّم شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت!
عندما رأيتك وقع الشِعر في ورطة
وخرّتْ كل القصائد ساجدهْ
فبأيّ لغةٍ أقول أحبك
وأنتِ سبع سماواتٍ في واحدهْ !
من ذا يحاسبني عليك وأنت لي
هبةُ السماء ونعمةُ الأقدارِ؟
من ذا يُقاضيني وأنت قضيتي
ورفيقُ أحلامي، وضوءُ نهاري
مَالي أرى فِي عُيونِ الناس عَيناهُ
مالي أرى حيثُ ما أمضي مُحياهُ؟
أ إختار سَكنًا لهُ في وَسط أعيُنِهم
أم أصبح الخلقُ للمَعشوقِ أشباهُ؟
بينِي وبينَك ما بينَ البينِ بَينٌ
شيءٌ من اللاشيء ، كقافٍ بعد
الشين ، وما قبل الشينِ عينٌ