جلوسي مفرداً في طيبِ حالِ....أحبُّ إلىَّ من سفَهِ الجدالِ
وطهرُ النفسِ أنْ أبقى وحيداً.....ولم أنطقْ بعوراءِ المقالِ
وإن ألهو معَ الآنامِ أقسو......ويُورثُني التلهِّي للمَلالِ
وأعملُ مُفرداً فيتمُّ أمري.......وأُنجزُ ما أردتُ خليَّ بالِ
وإن يعمل معي أحدٌ تعبتُ.....وأنحتُ في انفرادي للجبالِ
تلوثت النفوسُ فلم تجدها.......كما كنا وكانت في الخوالي
زمانٌ قد مضى بالصفوِ ولَّى......وصار الناسُ أربابَ احتيالِ
ولم يبقَ لهم عهدٌ ووعدٌ.... وجلُّ الناسِ أمسى لا يُبالي
وأهلُ الجهلِ صاروا في اذديادٍ......وأهلُ العلمِ قلُّوا في الرجالِ
ولم يحلو بهذا الكونِ إلا.....جلوسكَ معْ رفيقٍ ذي اعتدالِ
ولاتجلسْ مع الكذابِ يوماً.....ولا النمامِ أو أهلِ الضلالِ
ومن ينقلْ عن الآنامِ سوءاً.......فلا تأمنهُ واحذرْ أنْ تُوالي