عناية الله بحبيب الله ومصطفاة:
عندما بشر أنبياء الله برسول الله صلى الله عليه وسلم بينّوا زمن مولده ومكان هجرته وطريق هجرته وما سيحدث له في صغره، حتى بينوا متى يذهب إلى بلاد الشام، وفي أي عام وفي أي طريق يسلك.
ولذلك عندما أخذه عمه أبو طالب وكان عمره وقتها اثني عشر عاماً وهو ذاهب إلى التجارة في بلاد الشام وجد الراهب بحيره في انتظاره وقال له:
ما يكون هذا الطفل بالنسبة لك؟قال: أنا أبوه.
قال: لا، عندنا في الكتاب المكنون أن أباه يموت وهو في بطن أمه.
قال: أنا عمه.قال: صدقت، عندنا أن الذي يتولى تربيته جده ثم عمه.
ارجع بابن أخيك فإن اليهود يعلمون أن هذا عام خروجه إلى الشام وقد وقفوا على اثنى عشر طريقاً على كل طريق وفد منهم يترقبونه ليقتلونه يريدون أن تكون النبوة فيهم ولا تذهب إلى ولد إسماعيل يعلمون حتى العام الذي سافر فيه إلى بلاد الشام والطرق التي يتوقعون أن يسير فيها ويقفون على هذه الطرق.
فردَّه أبو طالب لأنه علم علم اليقين أن أمر هذا النبي أعلمه الله عز وجل للأنبياء والمرسلين قبل بعثته بآلاف السنين.
من كتاب كونوا قراّناً يمشى بين الناس
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد