الإخلاص في العمل لله
هل رأى العالم شرقا أو غربا قديما أو حديثا مبارزا يبارز فارسا من فرسان الكفر شديد البأس قوى المراس وقد ظلا يتبارزان حتى ماتت الخيول تحتهما فترجلا ....
وظلا يصطرعان حتى تكسرت سيوفهما ،فتصارعا بالأيدي فأمسك الإمام على رضي الله عنه وكرم الله وجهه بهذا الفارس وألقاه على الأرض على ظهره وركب فوقه وأخرج خنجره ليقتله وإذا بهذا الفارس يبصق فى وجهه فلم يزده حمقا ، ولم يخرجه الغضب عن حده لأنه يقاتل لله لا يغضب لنفسه وإنما يغضب لله ، فقام وتركه فتعجب هذا الكافر وقال : لم تركتني بعد أن تمكنت منى؟ قال رضي الله عنه ملقنا لنا الدرس العظيم الذي علمه لهم النبي الرءوف الرحيم :

( كنت أقاتلك لله فلما بصقت فى وجهى خفت أن أقتلك انتقاما لنفسي وليس طلبا لمرضاة ربى فقال الرجل : وهل تراقبون الله عز وجل فى هذه المواطن ؟ قال : وفى أدق منها ).
هؤلاء الرجال وصفهم الله فقال :
{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء }(54المائدة)
من كتاب كونوا قراّناً يمشى بين الناس
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد