اللذة في الحب واستمرارها
من كتاب في الفكر والحياة.
إن لذة الحب تكمن في ذلك الجنون، في تلك الحماقة التي كنت أمارسها في عزوبيتي وأخبرك عنها اليوم دون خجل أو خوف لنمارس المزيد منها.
أن نحظى بحياة العشاق ولا نتقيّد بسجن ذلك الروتين الممل القاتل لكلّ سعادةٍ ونبتعد عن النشوز والغرور والكبرياء الفارغة.
أن يكون لنا جانب من الحرية والثقة المتبادلة ونُحرِّم التجسّس والاقتحام في الخصوصيات.
فكلّ هذه الحماقات ترتكب باسم الحب وهي في الحقيقة حب تملك وسيطرة وصراع وعدم ثقة وليست من الحب في شيءٍ بل تدعو للنفور من الحب.
والحب الحقيقي يجب أن يكون طاقة إيجابية نحصل عليها لتحيط بنا وتزيدنا قوةً وثباتًا.. لا ضعفًا ووهنًا واستسلامًا وخضوعًا للآخر..
هو ذلك الحب الذي لا ينتهي.. ولا ينقضي.. حب بالإنسان يرتقي.. بالأفكار يرتوي..
هو حب الروح قبل الجسد.. حب لا يفقدنا الحرية.. حب تنتهي عنده الأنانية.. والعبودية..
هو الحب الذي يشتمل على المودة والرحمة والاحترام المتبادل.. يشتمل على التعاون في متاعب الحياة ومشقاتها.
الحب يعني التحرر من القيود واحترام شخصية الطرف الآخر ودعمه وتشجيعه ليكون هو وليس أنا.
الحب الحقيقي نادر الوجود.. وهو كالقرآن فيه هدى وشفاء ورحمة..
هو اتصال وتواصل بين النفوس المتماثلة..
فالنفوس المتماثلة الفيّاضة تصبو إلى نظرائها، وتحب وتعشق من يشابهها في أحلامها ومن يشاطرها آمالها ومن يتألم لحزنها ومن يسعد لسعادتها، ومن يشعرها بوجودها وأهميتها ويخاف عليها ويستمع لصمتها، ومن يخفف عنها المسافات والصعوبات ويُهوِّن عليها الطرقات الطويلة الشاقة..
الحب الحقيقي يعني فرحًا وسعادةً وطاقةً متجددةً تزداد بمرور الأيام..
إن لم يكن سببًا لزيادة سعادتك وإبداعك وقوتك ومتعتك بالحياة.. فتأكد أنه ليس حبًا ويمكنك أن تسميه أيّ شيءٍ آخر.
منقول و العنوان من بالي