«المستنصرية» أشهر المدارس التي شيدت في العصر العباسي

المدرسة المستنصرية تاريخ عريق

تعتبر المدرسة المستنصرية واحدة من أشهر المدارس التي شيدت في العصر العباسي , وكان هذا اسمها منذ البدء . أي منذ إنشائها وقد شيدت في عصر الخلفاء العباسيين والبالغ عددهم سبعة وثلاثون خليفة . وقد بناها الخليفة المستنصر بالله . والذي بدء بتشييدها سنة 625-640 بعد الميلاد (1227- 1242)بعد الهجرة . وتقع في منطقة اسمها شارع النهر قرب جسر الشهداء إلى الجانب الشرقي من ضفة نهر دجلة في بغداد بالعراق . وقد أنعم بنائها في عام 631بعد الميلاد و(1224) بعد الهجرة . وأن المدرسة المستنصرية كانت مدرسة إسلاميه في العلوم العربية مثل الطب بكل أنواعها كالجراحة العامة , وكسور العظام . وكانت بالإضافة إلى ذلك تدرس القران الكريم وأيضا تدرس مواضيع أخرى متعلقة بالدين والشريعة والفقه الإسلامي والفريضة والفيلولوجيا أي (علم الفقه ) وكذلك علم القانون وفلسفة التشريع . وكانتا تدرس بكل دقة وموضوعية , ولقد كان أجمل ما يميز المدرسة ويعطيها خصوصية دونا على البقية هو النظام الخاص الذي وضعة الخليفة المستنصر بالله فكانت أبواب المدرسة مفتوحة لذلك كان الإقبال كبيرا جدا عليها وذلك لشهرتها في التعليم .. وكانت لها مكانتها العلمية في البلاد ولأنها تحتوي على نخبة كبيرة من العلماء والفلاسفة من ذوي الخبرات والاختصاص . والذين كانت أسمائهم لامعة لن ينساها التاريخ . وكان عددهم في المدرسة لا يقل عن 120 فيلسوفا وعالما يتمتعون بسمعة طيبة تسبق خبراتهم التعليمية وبنيت المدرسة المستنصرية على شكل بناء متكامل ففي وسطها ساحة أمامية وهي منطقة مفتوحة وتحتوي على حدائق مزروعة بأجمل أنواع الزهور والنباتات . وكذلك توجد ساحة تكون أرضيتها صلبة ومبلطة يستطيعون الطلاب التنزه فيها بين الحدائق وكانت مساحتها كبيرة جدا . أما الغرف الموجودة ليست غرف للتدريس فقط . بل كانت تحتوي على قاعات عدة للتدريسيين وأروقه عديدة تربط الغرف المتعددة مع بعضها وعدد صفوفها أكثر من 80 صفا وفيها مطبخ ومشفى ومكتبة . والى الجانب الأيمن من المدرسة جامع كبير بمنارة مميزة لإقامة الصلاة في أوقاتها . وكانت أمام الصفوف من الجانب الأيسر عند دخولك من باب المدرسة الساعة المائية الأثرية وهي تتكون من بازين من ذهب وعندما تمر ساعة من الوقت تسقط من فم الباز بندقة ذهبية لكن هذا الشيء الأثري سرق عند الاحتلال الأمريكي . ولقد كانت هذه المدرسة أشبه بمدينة صغيرة لأهل العلم والمعرفة . وتعتبر مكان مميز لكل من يريد أن يطلب العلم في ذلك العصر . أما أحجار الصفوف الموجودة في هذه المدرسة كانت مساحتها كبيرة وكل غرفة منها تحتوي على ما لا يقل عن أربع نوافذ لغرض التهوية وكانت هذه النوافذ قريبة من الأرضية بحيث يستطيع الطلاب أن ينظروا من خلالها إلى الباحة المكللة بالحدائق والزهور وهذه الغرف أو الصفوف مشيدة من طابوق خاص . فكل غرفة عالم بحد ذاته مفصول عن ما يجاوره من الغرف . وأن بناء هذه المدرسة لم يكن مجرد بناء عادي وإنما بنيت من أرقى واغرب الزخارف الهندسية في ذلك الوقت فكان ابهظ وأثمن الأرابيسك وهو نقش يثير التأمل للناظر لعدة ساعات بدون ملل , وتبعث في النفس راحة وتعطي مجال للناظر للتفكر والتأمل .