عفرينالكوردية الاسم والمدينة والتاريخ
تعتبر مدينة عفرين من أجمل المدن الصغيرة في كوردستان سوريا ، وهي مدينة حديثة يعود تاريخ بنائها إلى عشرينات القرن الماضي . تتعامد شوارعها بشكل متناسق جميل ، وتمتد دورها السكنية بلطف على السفح باتجاه الجنوب حيث الشمس التي تمتلك مكانة خاصة في معتقدان سكان جبل الكورد. وقد اتسعت المدينة في العقود الماضية لتمتد شرقاً في أحياء الأشرفية والقراج وطريق طرنده وغرباً في حي المحمودية وشمالاً في حي الزيدية، حيث تقدر بلدية عفرين سكانها بنحو / 80 / ألف نسمة ويمر نهر عفرين من وسطها لتعطيها الحياة، ولكن دون استثماره من الناحية السياحية. وهي مركز إداري لمنطقة عفرين التي تحتل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوريا ومن محافظة حلب .
في العهد الروماني ، كان يمر من موقع مدينة عفرين الحالية ، إحدى الطرق الرومانية المعبدة / السريعة /
ولذلك كان من الضروري أن يكون هناك جسراً . وقد أظهرت الحفريات التي كانت تجري في الحي الجنوبي من المدينة القديمة ، أي على الجهة الجنوبية من شارع طريق جنديرس ، أحجار بناء ضخمة ، ربما كانت أساسات لأبنية قديمة ، أو أحجار القاعدة لذلك الطريق الروماني القديم .
وتذكر كتب التاريخ ، أنه في القرون الوسطى - حوالي القرن الرابع عشر للميلاد - كان في موقع المدينة ، جسر يسمى جسر قيبار ، على أسم المدعو علي قيبار صاحب حصن قيبار ، الذي لاتزال تشاهد في شمال غرب قرية عرش قيبار الحالية.
وفي أواخر العهد العثماني ، كان في موقع المدينة خان لإيواء المسافرين وحيواناتهم بجانب الجسر في مكان مبنى البلدية الحالي تقريباً.
وبعد وضع الحدود السورية التركية بموجب اتفاقيات فرنسية - تركية في عام 1922 ، قسمت المنطقة بشكل رسمي إلى قسمين ، فبقي القسم السوري دون مركز إداري تحل مكان مدينة كلس التي بقيت كافة الوثائق الإدارية ومايتعلق بأمور الناس الشخصية وسجلات النفوس وغيرها في كلس .
وحينما سمى الفرنسيون القسم السوري من جبل الكورد بقضاء كرداغ في نفس العام ، كان لابد من تأسيس مركز إداري للقضاء ، فوقع اختيارهم الأخير على موقع مدينة عفرين الحالية ، بجانب الجسر الجديد الذي كان الألمان قد أقاموه هناك في أواخر القرن التاسع عشر ، ولذلك كان الناس يسمون المدينة إلى أمد قريب بـ كوبرييه أي الجسر بالتركية . وباشر الفرنسيون ييناء الأبنية الحكومية ابتداء من عام 1923.
ومن أوائل سكانها فكانوا بعض آغوات المنطقة ، مثل آل سيدو ميمي ، وآل غباري ، وزعيم الإيزديين حينها درويش آغا شمو ، ثم أحمد خليل من معمل اوشاغي وغيرهم وأيضاً الأرمن الذين هربوا من بطش الأتراك و عملوا في مهنة الحدادة وغير ذلك من الأعمال الأخرى التي كانت القوات الفرنسية بحاجة إليها وخاصة في تجهيز الخيول.
ويبلغ عدد سكان مدينة عفرين حالياً حوالي / 80000 / نسمة ، حسب تقديرات بلدية المدينة ، وهي مركز لمنطقة تتبعها ست نواح ، ويبلغ عدد سكان منطقة عفرين حسب سجلات الأحوال المدنية في نهاية عام / 2000 / ما يقارب / 450000 / نسمة ، أما المقيمون فعلياً في المنطقة حسب إحصاء عدد السكان لعام / 1994 / ونسب الزيادة السنوية للسكان في سوريا فقد بلغ في نهاية عام / 2000 / حوالي / 200000 / نسمة تقريباً.
ويبلغ اجمالي مساحة منطقة عفرين ( 202775 ) هكتار كما جاء في احصاء مديرية الزراعة في المنطقة.
وجاء اسمها من :
Ava riwên
أي الماء الحمراء العكرة
أما أول ذكر لاسم عفرين بشكله الحالي من حيث اللفظ والمعنى ، فقد جاء في نصوص آشورية تعود إلى القرن التاسع على شكل.
Apre
وبنفس الشكل تقريباً في نصوص تاريخية للمؤرخ سترابون منذ القرن الخامس قبل الميلاد ، ويجمع المؤرخون أن.
Ap
تعني الماء في اللغات الآرية القديمة ، وهي الكوردية الحالية ربما تعني مجرى أو مسيل ماء .
وهناك من يقول أن تسمية عفرين جاءت من كلمة ( عفرو ) وتعني بالآرامية الأرض الخصبة كما جاء في المعجم الجغرافي السوري / المجلد الرابع صفحة 314 .
وهذه بعض الصور من هذه المدينة الجميلة :