صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
الموضوع:

في رحاب الإمام علي عليه السلام

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 541 الردود: 10
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    عضو محظور
    Seeker for Truth
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: السماء
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,209 المواضيع: 335
    صوتيات: 8 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3393
    المهنة: Witnessing
    مقالات المدونة: 9

    في رحاب الإمام علي عليه السلام



    في رحاب الإمام علي عليه السلام



    قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ

    صدق الله العظيم




    الابن والحفيد


    وورث فرع المجد من ال هاشم وجاء كريما من كرام اماثل


    جلس الفتى مبهور الانفاس ، مشدود المشاعر ، وسط القوم الذين أحاطوا بوالده، وهو يحتضر


    كان احتضار ابيه يشغله ويحزنه .

    لكنه مع ذلك ، وربما فوق ذلك ، كان يشغله ويستغرق وعيه وفطنته ، ولعه الشديد بأن يرى : كيف يلتقي الاثنان وجها لوجه البطولة والموت ..!!

    ألا إنها لفرصة فريدة للفتى المشغوف بالمعرفة، فإن ممثل البطولة في زمانه يتهيأ الان للرحيل ويقترب الموت منه في حفاوة صديق !
    فلينتظر الفتى _ ما شاء _ كيف يواجه الأبطال الموت .


    وتململ الشيخ المحتضر في فراشه ، و أشار الى الذين حوله لينهضوا قليلا ، حتى إذا أقاموا ظهره ورفعوا رأسه ، عانقتهم من عينيه نظرات حانيه ، امتدت واتسعت حتى وجدوا بردها في صدورهم !!
    ثم راح يوجه إليهم كلمات ، أراد أن تكون آخر عهده بهم ، وبالدنيا!!
    يا معشر قريش ...
    أوصيكم بتعظيم هذا البيت _ الكعبة_ فإن فيه مرضاة الرب ، وقوام العيش ...
    صلوا أرحامكم ، ولا تقطعوا ، فإن صلة الرحم منسأة في الأجل ..
    أتركوا البغى ، فقد أهلك القرون من قبلكم ....
    يا معشر قريش ...
    أجيبوا الداعي ، وأعطوا السائل ، فإن فيهما شرف الحياة وشرف الممات ...
    وعليكم بصدق الحديث ، و أداء الامانة ..
    ألا و أوصيكم بمحمد خيرا ، فإنه الأمين في قريش ، و الصادق في العرب ، وهو الجامع في كل ما أوصيكم به ...
    و لقد جاءنا بأمر قبله الجنان، و أنكره اللسان ، مخافة الشنآن ...
    و أيم الله لكأني أنظر الى صعاليك العرب ، و أهل الاطراف ، والمستضعفين من الناس ، قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، و عظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ...
    ولكأني به وقد محضته العرب ودادها ، وأعطته قيادها ...
    والله ، لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يهتدي بهديه إلا سعد.
    ( ولو كان في العمر بقية ، لكففت عنه الهزاهز، ولدفعت عنه الدواهي )
    ثم وضع عينيه على أهله الأقربين من بني هاشم ، واختصهم بوصية أخرى
    و أنتم يا معشر بني هاشم
    ( أجيبوا محمد وصدقوه، تفلحوا وترشدوا)
    وأومأ إليهم، ليعيدوه الى ضجعته الأولى ، واستوى تحت غطائه ...
    وعبرت لحظات ، وتغشته بعدها سكينة الموت !!
    لقد أدى الراحل المسجى ، آخر الأمانات لديه...أمانة كان يحاذر أن تعجزه رهبة الموت عن أدائها!!
    ومال رأسه المثقل بالخوف ، على صدره المثقل بالإشفاق..
    ولكن ...الخوف ممن ؟
    و الإشفاق على من..؟
    الخوف من قريش .. والاشفاق على ابن اخيه الذي حشدت قريش له كل كيدها بأسها لأنه يهتف فيهم:
    _ أن " لا إله إلا الله"
    أعرفتم الآن عمن نتحدث..؟
    أجل - إنه هو.. أبو طالب ، شيخ قريش، وسيد جيله...
    و أما الفتى الذي كان يجلس مبهور الأنفاس ، مشدود المشاعر، فهو أبنه وفتاه :
    علي بن أبي طالب !!
    أنظروا ..
    هاهو ذا ، يقبل جبيت أبيه ، ثم يسجيه ، ثم ينهض في ثبات ليدبر امره ...
    إن غبطة ظاهرة تزاحم في نفسه كل مشاعر الحزن والفجيعة إذ رأى أبيه يموت _ حين يموت _ لا صامتا ولا مخذولا .... بل خطيبا ، يلخص في كلمات سواطع كل فضائل حياته التي عاشها فوق الارض وبين الناس ويواصل في إالحاح نبيل وقفته الى جانب تلك الفضائل ، والى جانب الممثل الجديد والمجيد لها .... الداعي الى الله بإذنه ...
    " محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام "
    أجل ... فبقدر ما أحزن الابن فقد والده، كانت غبطته إذ تلقى في لحظة الختام هذه أصدق عظات الحياة أروعها:
    عظموا الكعبة ...
    صلوا الرحم ....
    اتركوا البغي ...
    أجيبوا الداعي ...
    كونوا صادقين ...
    عيشوا أمناء ....
    واولا واخيرا :
    انصروا محمدا
    فإنه الهادي الى سواء السبيل

    من صلب هذا الوالد جاء
    " علي "

    يتبع ...

    من كتاب : خلفاء الرسول
    الكاتب : خالد محمد خالد

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    الحُــــــــــر
    تاريخ التسجيل: November-2014
    الدولة: والشعراء والصورُ
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,378 المواضيع: 674
    التقييم: 12542
    مزاجي: أرى السعادة.. آتيـة
    أكلتي المفضلة: طعام حلال
    موبايلي: iphone 15
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    الاتصال:
    يا للأنتقـــــاء!!! ولذوق الأنتقــــاء!!!
    الله ! ما هذه كلمات ! هذه نبضاتُ حيــــــاة !
    أغدقهـا الكاتب فيضـاً من المشاعر... هنيئـاً لـه هذه القُربى .
    شكراً لك.. جداً ، بصدق أعدت القراءة ثلاثاً ..
    . تقييم خجل لحضرتك .

  3. #3
    الكون له أسرار
    تاريخ التسجيل: November-2017
    الدولة: حيث انا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,430 المواضيع: 646
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 23551
    مزاجي: الحمد لله على كل حال
    المهنة: Energy Engineer
    موبايلي: SAMSUNG
    من صلب هذا الوالد جاء " علي "
    نِعمَ الخلف لخير سلف
    انتقاء راقي..بانتظار الجزء التالي
    دمتِ موفقة

  4. #4
    عضو محظور
    Seeker for Truth
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jawad980 مشاهدة المشاركة
    يا للأنتقـــــاء!!! ولذوق الأنتقــــاء!!!
    الله ! ما هذه كلمات ! هذه نبضاتُ حيــــــاة !
    أغدقهـا الكاتب فيضـاً من المشاعر... هنيئـاً لـه هذه القُربى .
    شكراً لك.. جداً ، بصدق أعدت القراءة ثلاثاً ..
    . تقييم خجل لحضرتك .

    وهنيئا لنا بالمصطفى و ال المصطفى

    شكرا جواد لكلماتك الساطعة

  5. #5
    عضو محظور
    Seeker for Truth
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mohammed K.F مشاهدة المشاركة
    نِعمَ الخلف لخير سلف
    انتقاء راقي..بانتظار الجزء التالي
    دمتِ موفقة

    ونعما لنا بعلي عليه السلام


    شكرا لك محمد

  6. #6
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,017 المواضيع: 83
    صوتيات: 30 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 16345
    مزاجي: من تسنیم
    مو گلت لکم های البنیة ممیزة


    بورکت صدیقتی العزیزة

  7. #7
    عضو محظور
    Seeker for Truth
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سام .. مشاهدة المشاركة
    مو گلت لکم های البنیة ممیزة


    بورکت صدیقتی العزیزة
    بوركت صديقي سام

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    DNA
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,979 المواضيع: 141
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 14657
    مزاجي: هادي
    المهنة: "Electrical Engineering"
    أكلتي المفضلة: Fish
    موبايلي: iphone 6
    آخر نشاط: منذ 3 أسابيع
    احسنتِ سرد رائع وانتقاء اروع

  9. #9
    عضو محظور
    Seeker for Truth
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ^_AHMED_^ مشاهدة المشاركة
    احسنتِ سرد رائع وانتقاء اروع
    شكرا لك أحمد

  10. #10
    عضو محظور
    Seeker for Truth

    لقد كانت قريش كلها تنظر الى أبي طالب نظرتها الى زعيم
    الكل يحبه ، ويهابه ويحترمه لا لمكانته في قريش فحسب ، بل قبل هذا وذاك لما يحمله من نفس كريمه ، وخصال عظيمة وشخصية عادلة فاضلة ، تبهر الناس بقوتها واستقامتها ، وشموخها ...!!
    و إنه ليكفينا في التعرف إلى شخصية هذا البطل لمسات من مواقفه تجاه الاسلام وقريش ..
    لقد وقع على كاهله دون أعمام النبي جميعا ، ودون أهله وعشيرته كلهم ، عبء مناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقاومة قريش ...
    وثبت الرجل ثباتا باهرا أمام مناورات و مؤامرات تهد الجبال !!
    ذلك أنه أوسع رجال قريش افقا و أذكاهم قلبا و اوفرهم جسارة وعزما .

    في الايام الاولى لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبو طالب ولده _ عليا يصلي خفية وراء الرسول ، و كانت هذه أول مرة يعلم أن ابنه الصغير السن قد اتبع محمدا .
    و ما اضطرب الطفل حين رأى أباه يبصره مصليا
    ولما أتم صلاته ذهب للقاء والده وقال له في صراحة وثبات ليسا بطارئين عليه :
    ( يا أبت
    لقد آمنت بالله وبرسوله وصدقت ما جاء واتبعته )
    فأجابه أبو طالب :
    ( أما إنه لا يدعوك إلا إلى الخير ، فالزمه )
    ليس ذلك فحسب ...
    بل إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوما يصلي وقد وقف "علي" إلى يمينه
    ولمح من بعيد ولده " جعفرا" فناداه ، حتى إذا اقترب منه قال له :
    ( صل جناح ابن عمك
    وصل عن يساره )
    سعة أفق وذكاء قلب يحملان صاحبهما على إفساح الطريق للحقيقة الجديدة حتى تأخذ فرصتها وتثبت صدقها و أحقيتها
    ولو أن إنسانا آخر غير " محمد " عليه السلام هو الذي جاء بهذه الدعوة ما تخلف أبو طالب عن نصرته
    فهو _ كما نراه في أخباره وسيرته _ من اولئك الاذكياء المنصفين الذين لا يتورطون في حماقه تجميد الزمن والحجر على المستقبل
    وهو _ كما رأينه في وصيته عند موته _ من المؤمنين بقوة الفضيلة والخير وقد عاش حياته يناصر كل دعوة وكل داعية في هذا السبيل .


    و أبو طالب بعد هذا أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم
    فهو عمه وكا فله ومربيه
    إنه يعرفه أنسانا كاملا ...
    صادقا ، لم يعهد عليه كذب قط ...
    أمينا ، لم تشب أمانته شائبة ...
    طاهرا، لم تعلق به شبهة
    ولطالما رآه يتفجر شوقا إلى رؤية الحقيقة ...
    ولطالما رآه يضطرم هما و أسى على أهله وقومه الذين ألغوا عقولهم ووجودهم أمام حجارة مركومة زعموها آلهة و أربابا !!
    فهل يتخلى عنه ..؟ هو الذي لم يكن سيتخلى عن أي غريب آخر جاء يحمل رايته ويعلن دعوته ؟
    لقد كان " أبو طالب " عظيما بشخصيته ، وبمواهبه ن وبسجاياه..
    ولقد وقف الى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام الناشئ الموقف الذي تمليه عليه رجولته وعظمة نفسه .

    لقد صمد لقريش و أحبط كل مكائدها حتى لم تجد آخر الامر بدا من أن تلجأ إلى عمل تأباه تقاليد العرب و أخلاقهم
    وذلك حين يئست من ثني الرسول عن دعوته ومن ثنى أبي طالب عن مناصرته فقرر زعماؤها مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ..
    وفعلا أنحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبو طالب و أقاموا معه في شعبهم
    ولبثوا داخل هذا الحصار الرهيب قرابة الثلاثة أعوام حتى أكلوا ورق الشجر اليابس ليدرءوا به غوائل الجوع
    و أبو طالب كالطود شموخا ورسوخا يرفض كل مساومة تحاولها قريش ويسلط عليهم موهبته الشعرية فينفحهم بالقصيد تلو القصيد

    أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
    ولا تتبعوا أمر الوشاة وتقطعوا أوصارنا بعد المودة والقرب
    فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا لضراء من عض الزمان ولا كرب
    ولما تبن منا ومنكم سوالف و أيد أترت بالقساسية الشهب

    إن أبا طالب إذا آمن بشئ ، كان إيمانه قويا صلبا
    نفس الصلابة والقوة اللتين ورثهما عنه ولده "علي" بل بنوه أجمعون
    ولقد آمن " أبو طالب" بحق الرسول صلى الله عليه في أن يقول كلمته ويبلغ دعوته فإن كانت حقا ، فمن حق الحق أن ينتصر و يسود .
    و إن كانت باطلا ، فإن الباطل سيذهب جفاء ...
    من أجل هذا قاوم قريشا عندما رآها تفرض الصمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أجل إنه لا يقف مع " محمد " ابن اخيه ...
    و إنما يقف مع " محمد"الداعي إلى الحق و إلى الخير
    "محمد" الصادق و الامين
    ولو شك "أبو طالب" في صدق ابن أخيه ما ناصره ولا ظاهره.
    فهو إنما يناصر فيه الحق ، لا القرابة !!
    و ليس أدل على ذلك من موقفه يوم أنباه الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الله قد سلط الارضة على الصحيفة التي كانت قريش قد سطرت فيها عهدها بمقاطعة بني هاشم وبني المطلب ، وعلقتها في جوف الكعبة .
    أنبأه الرسول أن الله قد سلط الارضة فأكلتها و لم تبق منها إلا اسم الله .
    هنالك ذهب أبو طالب إلى قريش في ناديهم وقال لهم :
    ( يا معشر قريش ..
    إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا ، فهلم صحيفتكم ، فإن تك كما قال محمد فانتهوا عن قطيعتنا وا نزلوا عما فيها و إ ن يك كاذبا ..دفعته إليكم)
    ورضي زعماء قريش بهذا ...
    وقاموا على الكعبة وجاءوا بالصحيفة عن مكانها فإذا الامر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وسقط في ايديهم وخرج الناس من عهد المقاطعة وباءت المؤامرة بالهزيمة والفشل ..
    إن أبا طالب هنا يحتكم الى حق الصدق في أن يحمي .... لا إلى حق القرابة في أن تشايع ...!!
    فهو يقول لقريش :
    _ إذا تبين صدق محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة التي يمكن التثبت منها في يسر ، فله عليكم الحجة ..
    و إذا تبين كذبه، فأنا لا أحمي الكاذبين ...
    و حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يكون صادقا ..!!
    و من قبل هذا ، عندما ذهب وفد قريش إلى أبي طالب قائلين له :
    إن لك فينا سنا وشرفا و منزلة ...
    و أنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ...
    و إنا لا نصبر على هذا ، من شتم آبائنا وعيب آلهتنا و تسفيه أحلامنا
    ( فإما أن تكفه عنا ، أو ننازله و إياك حتى يهلك منا أحد الفريقين)
    حين قالوا له ذلك ، وحين جاءه رد الرسول :
    ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الامر حتى يقضيه الله أو اهلك دونه )
    ازداد الطود شموخا والعزم مضاء وراح البطل ابو طالب يلفح قريشا بصلابته و إصراره و يقول :

    ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
    والله، لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا

    مرة أخرى : هذا هو الرجل الذي من صلبه جاء "علي"


    كان يجلس ذات يوم في سقيفة له ، عندما أقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا آسفا ..
    وتحراه الامر .. فعلم أن قريشا أغرت به سفيها من سفهائها فألقى عليه روثا ودما وهو ساجد في الكعبة يناجي ربه وخالقه ..!!
    فنهض من فوره ، حاملا سيفه بيمينه ، متأبطا ذراع النبي بيساره حتى غذا وقف على المتآمرين ، ورآهم يتململون حين بصروا به مقبلا ، وصاح فيهم :
    ( والذي يؤمن به محمد ، لئن قام منكم أحد ، لأعاجلنه بسيفي )
    وراح يمسح الروث والدم بيده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قذف به على وجوههم جميعا ..وجوه أشراف قريش الذين تحولوا أمام البطل إلى جرذان ..!!
    ولقد أدركت قريش آخر الأمر ، أنها لن تنال من الرسول منالا و ابو طالب جواره ، يذود عنه ويحميه.

    لقد أحب أبو طالب في ابن أخيه كل الفضائل التي كان يعشقها و يقدسها والتي رأى الرسول يرفع لواءها في ولاء منقطع النظير ...
    ولقد عبر عن حبه ذاك بإرادته الصلبه في تلك المواقف التي رأينا طرفا منها ... كما عبر عنها بموهبته الفنيه في شعره البليغ :
    لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا، ولا يعنى بقول الاباطل
    حليم رشيد عادل غير طائش ثمال اليتامى ، عصمة للأرامل


    ومات أبو طالب ...
    مات وملء فؤاده ميل عارم إلى الدين الجديد ، وحنان مفيض ، على رسوله المجيد
    واشتد أذى قريش للرسول صلى الله عليه وسلم
    وذات يوم وقد اشتد عليه وطأة المشركين و أذاهم ، وجه لعمه تحية يستحقها حين قال :
    ( ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب )
    ثم هز رأسه العظيم في أسى و قال :
    ( يا عم ...
    ما أسرع ما وجدت فقدك )



    يتبع ...

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال