التغير المناخي يدق جرس الإنذار.. الأرض قد تتحول إلى "لهب"
تامبا- الولايات المتحدة-أ.ف.ب
حذَّر باحثون دوليون من التلوّث الناجم عن مصادر الطاقة الأحفورية الذي قد يحوّل كوكب الأرض إلى ما يشبه "الأتون" وهو قلب اللهب، وفي حال استمرّ الغطاء الجليدي القطبي في الذوبان والغابات في الانحسار وانبعاثات غازات الدفئية في الازدياد سنة تلو الأخرى، ستبلغ الأرض نقطة اللاعودة. وقد يحدث هذا التحوّل " خلال بضعة عقود لا غير"، بحسب ما حذّر علماء نشرت أبحاثهم في حوليات الأكاديمية الوطنية للعلوم (بناس).
ويؤدّي تخطي هذه العتبة إلى "ازدياد الحرارة بأربع أو خمس درجات مئوية مقارنة بالعصر ما قبل الصناعي، وارتفاع مستوى البحر بين 10 أمتار و60 مترا".
وخلص علماء من جامعة كوبنهاجن والجامعة الأسترالية الوطنية ومعهد الأبحاث في بوتسدام الألماني حول آثار التغير المناخي إلى أن "تحوّل الأرض إلى أتون هو أمر خارج عن السيطرة يشكّل خطرًا على كثيرين".
ومن شأن هذه الفرضية، إن تحققت، أن تؤدي إلى فيضان الأنهر واشتداد الأعاصير على السواحل واندثار الحواجز المرجانية، وذلك قبل نهاية القرن وحتى في وقت أبكر.
وسيتخطى معدّل الحرارة في العالم ذاك المسجّل في كلّ الفترات الفاصلة بين عصرين جليديين، منذ 1,2 مليون سنة. وسيؤدي ذوبان الغطاء الجليدي وحده إلى ارتفاع كبير في مستوى المحيطات التي ستغمر مناطق ساحلية يعيش فيها مئات ملايين الأشخاص.
وبحسب الباحثين، قد نبلغ نقطة اللاعودة وقت تصبح حرارة الأرض أعلى بدرجتين مئويتين مما كانت عليه في العصر ما قبل الصناعي. وقد سبق لها أن ارتفعت درجة مئوية واحدة وازديادها متواصل بمعدّل 0,17 درجة في العقد.
وحذّر التقرير من أن "احترار الأرض بمعدّل درجتين مئويتين قد يحفّز عوامل من شأنها أن تزيد خطر بلوغ نقطة اللاعودة ... ما قد يؤدّي بدوره إلى ارتفاع حرارة الأرض بعد أكثر".
واقترح العلماء عدداً من الحلول منها، تحسين إدارة الأراضي والممارسات الزراعية وتعزيز حماية التربة والسواحل، فضلاً عن تطوير تقنيات لاحتباس ثاني أكسيد الكربون وزرع أشجار والحدّ من إزالة الغابات.