الشوق غلآب!
قل للسماء لا عاد تمطـر حبايـب
أنا امتلا ظهري من طعون الأحباب
جردٍ رعاها بـأول العمـر غايـب
ما عاد يغريها الوسم تنبت أعشـاب
اللي كسر ظهره جحـود القرايـب
وشلون يستأمن سكاكيـن الأجنـاب
يا أحباب مالي بالحكي والطلايـب
وما عاد فيني قلب يستحمل عتـاب
من كثر ما شافت عيوني مصايـب
شريت صبري قفل وأسكنته البـاب
ألد طرفي عـن بـروق السحايـب
عن كل ما يغري بي قلوب الأغراب
قم غنّ لجروح الزمـان العطايـب
ولا عاد تسألني على كل من غـاب
وإن عنّت الذكرى وهبّـت هبايـب
سكّر درايشها نرى الشوق غـلاّب
دموع آلتماسيح !
الليـل محـراب الوجـع والتباريـح
وأنا بسكين الحكي .. بذبح الصمـت
ما عاد يغرينـي حديـث المراجيـح
ولا الهوى اللي عقب عرفه تندّمـت
ولا عاد تخدعني دمـوع التماسيـح
من كثـر خـذلان الخلايـق تعلّمـت
أكـون بـارد دمّ لـو قلبـي يصيـح
وأضحك بوجه جروحهـم لا تألمـت
واللـي تغانـم طعنتـي ربّـي يبيـح
منّه , ويجبر زلّتـي يـوم عشّمـت
محدٍ معاه لضيـق صـدري مفاتيـح
حتى الذي في صدق قلبـه توسّمـت
هذي ذنوبي بيـن دعـوة وتسبيـح
علّقتهـا فـي رحمـة الله وسلّمـت
ما عادت حروف القصايـد مصابيـح
ضويت لين إستنفذ الشعـر وأظلمـت
تجري بما لا تشتهي سفنـي الريـح
حتـى معاهـا ويـن هبّـت تيممـت
ما كان ودّي يبلـغ السيـل وأزيـح
وجه الرضى , عن طلّتي لا تكلمـت
ليته يكفّي عن غثى الحكـي تلميـح
أو ليت بعض الناس تستوعب الصمت
يارب عطني عدو !
سولفت للغيم بعض اللي تحملته
لجّت بروقه بصدره ضيق من حالي
قلت القليل وكثير أهملت ما قلته
وأشوفه أرخى جفونه يبكي قبالي
لو شيّلته السنين السود ما شلته
ما ظل بالأرض نبت ولا لها والي
هذا وأنا راحمه ومطوّف أسئلته
وشلون لو جبت قصّة (...) بالتالي
ما ظل بالأرض شبرٍ ما بعد جلته
طرقي وأجر اللحون وكنّي الجالي
كم غصن مريت أهيجن لين ميّلته
كم درب غنّيت له حزني وغنّى لي
طفلٍ خذاني زماني غدر وأبحلته
كم مرّبي في سنين البؤس يبرالي
وكم غرّر أعز خلق الله وأهملته
ما يغري ألا عزيز وصاحب وغالي
يرمي بهم ذلٍ بوجهي و ذلّلته
صدّيت ما كن ذا عمّي ولا خالي
وخاواني لكثر ماني طيب جمّلته
يصب لي حنظله وأقول له حالي
راح أوّله مقفيٍ بالعز كلّلته
عن ما ينقّص بقدري شمت متعالي
سكين وقتي يحاول لين ملّلته
والخبل شرهان بيده يقطع حبالي
يارب عطني عدوٍ لا تمقلته
يملى عيوني وكفو يكون لأمثالي
الأثم في مثل هذا .. ما تحللته
لا صرت عالي فخصمك خلّه العالي