TODAY - 01 September, 2010
حملة في البصرة تحول الجدران الكونكريتية إلى لوحات فنية بأنامل رسامات
كسرنا حاجز الخوف لدى الفتيات وأضفنا مسحة من الجمال على قيودنا
إحدى المشاركات في الحملة ترسم على أحد الجدران الكونكريتية في البصرة
البصرة
جذبت الجدران الكونكريتية في مدينة البصرة جنوب العراق أخيرا بعض الرسامات البصريات اللاتي يقفن ساعات طويلة من نهار رمضان، وتحت درجات حرارة تتجاوز الـ53 درجة مئوية، لرسم ما يسمى «إسكيجات» فنية، بغرض إبراز هوية المرأة البصرية، وإضفاء نوع من الجمالية على قطع صماء شوهت المنظر الحضاري للمدينة.
وتبنت إحدى منظمات المجتمع المدني في مدينة البصرة حملة لتحويل القطع الكونكريتية في المدينة إلى أعمال فنية، عدتها مسؤولة الحملة، رئيسة مركز «المستقبل للمرأة» في البصرة، زينب صادق، الأولى من نوعها في العراق بأنامل نسوية. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «الفنانات طالبات في كلية الفنون الجميلة، وخروجهن للرسم في الشارع يعد الأول من نوعه، ليس في مدينة البصرة فحسب، بل في عموم العراق». وتضيف: «إقامة (إسكيجات) في الهواء الطلق وفي الشارع من قبل فنانات يتنقلن من شارع إلى آخر هو أمر جميل وغريب في الوقت نفسه، ويضفي مسحة من الجمال على قطع تشوه المنظر الحضاري للمدينة»، مشيرة إلى أن «الحملة ستستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتشمل تحويل الجدران الكونكريتية إلى لوحات فنية في مناطق مختلفة من مدينة البصرة، منها الجدران أمام مبنى المحافظة السابق ومطار البصرة القديم في المعقل وأماكن أخرى». ورأت أن «الحملة كسرت حاجز الخوف لدى الفنانات في البصرة». وعن المواضيع التي تتناولها اللوحات الفنية، قالت إسراء علي، إحدى الرسامات المشاركات في الحملة : إن «المواضيع تضم عدة جوانب، منها علاقة المرأة بالبيئة والتراث البصري القديم، والطبيعة، والعادات الاجتماعية في البصرة؛ كالأعراس والأعمال التي تمارسها المرأة»، وأضافت: «العمل ضمن أجواء البصرة الحارة يشكل إحدى الصعوبات الكبيرة التي تواجه المشتركات في الحملة، إلا إن الجمالية التي سيضفيها المشروع على المدينة تقلل من تلك المعاناة». وقالت: «إن الارتقاء بالحس الفني والذوق العام للمدينة هو الهدف الأساسي». إلا أن رئيس جمعية الفنانين التشكيلين في البصرة، الفنان ناصر أسماري، أبدى تحفظه على الحملة، وقال, إن «هذه الحملة تعد الثالثة من نوعها التي تقام على الجدران الكونكريتية نفسها»، متسائلا: «ما الذي أضافته الرسوم سابقا لكي تضيف الآن شيئا»، مبينا أن «استخدام فنانات في طور النشوء أمر خطأ، لأن ذلك قد لا يلبي الطموح، وقد تكون الأعمال دون المستوى المطلوب، فنحن نريد أعمالا تبقى خالدة ولا نريد أعمالا وقتية».