معلومات قد لا نعرفها عن لوحة الموناليزا الشهيرة
لوحة الموناليزا هي أحد أعمال الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، استخدم فيها أسلوب فريد من نوعه وهو تصوير المرأة المرسومة من الجانب والأمام معاً، ما أعطى اللوحة طابع ثلاثي الأبعاد قليلاً، وساهم في إظهار تفاصيلها بشكل أوضح، لذلك اعتُبرت من أجمل اللوحات على مر العصور حتى اليوم.
بدأ دا فنشي في رسم اللوحة عام 1503 وانتهى من رسمها تماماً عام 1510، ارتفاعها نحو77 سم، وعرضها 53 سم، لكنها تُعتبر صغيرة نسبياً مقارنة بباقي اللوحات في هذا الوقت، مكانها حالياً في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس.
من هي الموناليزا
ظلت السيدة المرسومة في لوحة الجيوكاندا سراً حتى اليوم، فلا أحد يعرف على وجه التحديد من هي، البعض يدعي أنها والدته، والبعض الآخر يقول أنها من نسج خياله، أو امرأة عابرة ألهمت خياله.
أما بعض المؤرخين فيدعمون نظرية مختلفة تماماً، فقد ظل المؤرخ الإيطالي جوزيبي بالانتي يبحث في لغز الموناليزا قرابة 25 عاماً، بحث خلالها عن وثائق وشهادات زواج تمت في هذا الوقت، حتى توصل إلى أن الموناليزا كانت شخص حقيقي عاصر دافنشي وعرفه جيداً، وكانت زوجة أحد تجار الحرير الإيطاليين “فرانسيسكو ديل جيوكوندو” الذي كان على علاقة وطيدة جداً بليوناردو دافنشي.
يقال أن فرانسيسكو كان صديق مقرب لليوناردو وقد طلب منه رسم لوحة لزوجته، وهو تحديداً ما فعله دافنشي، إلا أن الغريب في الأمر أن فرانسيسكو لم يستلم اللوحة فيما بعد.
رغم وجود الوثائق التي تدل على وجود الموناليزا ومعرفتها بليوناردو، إلا أنها لا تثبت أنها السيدة الموجودة في اللوحة، ولا يُوجد إثبات واضح على هذا حتى الآن، بالتالي تظل الشكوك قائمة حول هويتها الحقيقية.
سر جمال الموناليزا
أهم ما يميز اللوحة عن غيرها هي الابتسامة الغامضة التي تُزين وجه الموناليزا، فقد ظل تفسيرها غامضاً حتى اليوم، رغم تعدد النظريات حولها، فمنهم من قال أنها ابتسامة والدته، والبعض قال أنها تعود لعواطف الموناليزا المعقدة في تلك اللحظة، آخرون قالوا أن ليوناردو كان يستأجر مهرج ليُبقيها مُبتهجة طوال الوقت.
لكن ليس هذا ما يجعل اللوحة فريدة من نوعها فقط، فالأسلوب المميز الذي استخدمه ليوناردو في رسمها لم يكن معروفاً في ذلك الوقت، بل كان أحد التقنيات الثورية في عالم اللوحات الشخصية، حيث اعتاد الرسامون على تصوير الأشخاص من جانب واحد فقط وهو ما كان يجعل اللوحة مسطحة لا حياة بها، أما دافنشي فقد استخدم التجسيم لأول مرة، ثم قلده بعدها العديد من الفنانين المحترفين في ذلك الوقت مثل رافئيل.
كانت الموناليزا أيضاً أول لوحة تُرسم بتقنية الضبابية، فعند ملاحظة ملابس السيدة مثلاً لا تجد أي خطوط واضحة وصريحة، بل مجموعة من الألوان المتداخلة تعطي المظهر المطلوب، وهو عكس ما كان مُتبع في ذلك الوقت.
وعند النظر للخلفية نجد تقنية أخرى، وهي إتباع ليوناردو للمنظور حتى يُعطي انطباع بعمق وتجسيم الخلفية وليس تسطحها، فنجد أن تفاصيلها تُصبح ضبابية ومبهمة أكثر كلما ازداد عمقها وابتعدت المسافة.
انتقال اللوحة
يُقال أن السبب وراء عدم استلام فرانسيسكو للوحة هو أن ليوناردو استغرق وقتاً طويلاً في رسمها، بالتالي ظلت مع ليوناردو واخذ ينتقل بها من بلد لآخر كي يستعرض مهاراته في الرسم، لكن انتقالها وتغير إطاراتها أدى لإتلاف تفاصيل عديدة، حيث يتواجد ببعض اللوحات المُقلدة لها تفاصيل أكثر اختفت من الموناليزا الأصلية.
أول من اشترى اللوحة كان الملك فرانسيس الأول عام 1516م، وُضعت في البداية في قصر شاتوفونتابلو قبل أن تُنقل إلى قصر فرساي، بعد ذلك انتقلت لغرفة نابليون الأول ثم إلى متحف اللوفر بباريس.
سرقة اللوحة وإعادتها
عام 1911 تمكن شاب يُدعى بيروجي فرنسي الأصل من سرقة اللوحة، وذلك أثناء قيامه بترميم وتبديل أطر اللوحات، استمر اختفائها قرابة عامين، حيث قام ببيعها لفنان إيطالي يُدعى ألفريدو جيري.
لما تأكد جيري أن اللوحة أصلية أبلغ السلطات الإيطالية وقاموا بالقبض على لسارق ووضع اللوحة في متحف بوفير جاليري.
لما علمت فرنسا بالأمر قامت بمفاوضات عديدة لإعادة اللوحة، كادت تنتهي بقطع العلاقة بين البلدين، لكن في النهاية تمكنوا من استعادتها والسارق أيضاً.
أثناء المحاكمة قال بيروجي أنه سرق اللوحة لأنها تُشبه حبيبته التي توفيت منذ فترة، وقد تم الحكم عليه بالسجن لعام واحد فقط لا أكثر.