النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

تأملات فكرية في صراحة الرأي

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 299 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    أزرع الورد
    تاريخ التسجيل: May-2016
    الدولة: Basra-Iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,319 المواضيع: 79
    صوتيات: 8 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13631
    مزاجي: In a Relationship

    تأملات فكرية في صراحة الرأي

    تأملات فكرية في صراحة الرأي

    سليمان إبراهيم البحراوي

    كم في النفوس من عبارات صامتة، وفي القلوب من معانٍ كامنة! نُظهر خلاف ما نُبدي في أحيان كثيرة، لاعتبارات وحيثيات معينة وقلة هم الذين يتحدثون عن آرائهم الشخصية، سواء في أمورهم الخاصة أو أمور الحياة العامة،

    كثيراً ما يُثنى على فلان من الناس بأنه صريح من جهة أنه يجهر بما في نفسه من الآراء، والعواطف؛
    فلا يكتمها.

    وكثيراً ما تسمع من بعض الناس فخره بنفسه بأنه صريح، وأن صراحته وليدة الشجاعة، والإخلاص، والسلامة من النفاق والمواربة.

    وقد يأتيك إنسان حاقد ناقد قلبه لاينتج الا غل وغيظا وحقدا على خلق الله فيقدم لك مقدمة
    يقرر فيها:
    أن المؤمن مرآة أخيه، ثم يمطر عليك بعدها وابلاً من الملاحظات دون مراعاة للذوق، أو أسلوب النصيحة.
    ثم يختم ذلك بقوله: أنا صريح وفصيح وبقول ال في قلبي والله لولا انى بحبك مش هقولك اصلا
    وهو في قرارة نفسه يتمنى أن تزول بك الدنيا وتزول انت وتغرب عن وجه غروب الشمس بلا رجعة

    فما هكذا يكون الذوق الرفيع ، ولا كان ذلك من سنن الإسلام، ولا من هدي سيد الأنام صلى الله عليه وسلم

    وفي مقابل ذلك تجد من يبدي الملاحظات تلو الملاحظات في المجالس والمنتديات على فلان من الناس في غَيبته.وإذا لامه أحدٌ على هذا الأسلوب، قال: أنا صريح، ولا أوافق على الأخطاء، ولابد لي من إبداء الملاحظات التي أراها وإذا قيل له: واجهْ صاحبَ الخطأ خصوصاً إذا كان ذلك ميسوراً وسهلا له تعلل بأنه يستحيي منه، ولا يريد مواجهته بما يكره.

    هذا هو حال الناس في مسألة الصراحة والمصارحة .

    ولا شك أن هذا المفهوم للصراحة هو ظلم لها، ووضع لها في غير مواضعها.

    والحقيقة أن الصراحة التي تعد من الخصال الحميدة والسلوكيات القويمة التى بها نصلح من عيوب بعضنا فما أراه فيك من سلوك ينتقده البعض قد لاتراه انت فأهمس لك بينى وبينك ناصحا بكل صراحة دون اجحاف أو تكبر بهدف أصلاحك ابتغاء وجه الله تعالى فقط وواجبي نحوك كأخ لى في الإسلام أو الإنسانية .

    فليس من شرط الصراحة أن يكون الإنسان صفيقاً،
    قليل الذوق، لا يراعي المشاعر، ولا يتحرى الأساليب
    التي تجعل الصراحة خفيفة الوقع على الأسماع مؤثرة في الوجدان منتجة لآثارها .

    وليس من شرطها أن يُفْصح الإنسان عما بَدَا له في أي صورةٍ ما؛ دون مراعاة لعامل الزمان، والمكان، والأحوال، والأشخاص.وذلك بدعوى انه مرآة لاخيه فإن كانت النصيحة والصراحة هكذا تغلق القلوب وتصدها عن طريق السعادة وعن العلاج فبئس هى النصيحة وبئس هى المرآة حقاً
    فالمرآة التى تري الإنسان عيوبه وتكشف عنها له
    لا تأتي إلى الإنسان لتريه عيوبه، وإنما هو الذي يجيء إليها بحثا عن إصلاح ذاته وتنظيم هندامه ومظهره
    كما أنها لا تريه عيوبه فحسب، بل تريه مع ذلك محاسنه.كما أنها تريه ظاهره لا باطنه ومقاصده،
    وتريه وجهه لا قفاه وماتخفي نفسه .

    وليس من شرط الصراحة ألا يبدي الإنسان إلا العيوب، والمكاشفة بالعداوة، كما يصرح بعضهم لفلان من الناس بأنه يبغضه، وأنه صريح في ذلك.

    بل قد تكون الصراحة في إبداء المشاعر الطيبة، والعواطف النبيلة، والتكرم بإظهار الشكر، والاعتراف للمحسن؛ فهذا نوع من الصراحة المحمودة،وبعض الناس لا تطاوعه نفسه على التصريح بمثل هذه المشاعر ..

    ومن التفريط في الصراحة

    أن يرى الإنسان عِرْضَ أخيه المسلم يُنْتَهك في مجلس، وأن الظلم يقع عليه من قبل من لا يرجون لله وقاراً؛ فلا يتحرك للذبِّ عن أخيه والدفاع عنه ، مع أنه قادر على ذلك.
    ومن التفريط في الصراحة

    ما يكون من بعض من لهم كلمة وقَدْر ومكانة من كبر ُ سِن أو مقام ٍّ أو علم؛ فيرى الخطأ من فلان على فلان رأي العين، ولا يخطر بباله أن يرد الخطأ على صاحبه، مع أن ذلك لا يجلب له أدنى ضرر؛ ولكنها التهاون وراحة البال .

    ***
    واذا تاملت في واقع الحياة وما نعيشه تجد العجب العجاب فقد انتشر في الآونة الأخيرة تطبيق عملى يظهر بحق كيف حال الناس في سلوك الصراحة وكيف حينما تتاح الفرصة للإنسان ليقول لك عما في ضميره بصدق ومن قلبه بلا حواجز ولا خوف من فضح نفسه ونواياه تري العجب .
    فموقع صراحة خير مثال

    فالموقع في نشأته وهدفه الغرض منه خيراً وفكرة الموقع أن تقول رأيك بكل صراحة وبكل وضوح وبدون أن يعرف المرسل إليه من صاحب هذه الرسالة أو من صاحب هذا الكلام،
    * ويبقي فرحان ويقول صارحونى وعايز آرائكم *

    ويوم بعد يوم نكتشف الحقيقة المؤلمة، وهي أن الصراحة في الأغلب تحزن وتظهر لنا ما في الصدور من كره وبغض بعضنا للبعض، فتظهر لنا ما في القلب من حقائق وحقد ولم نعرفه إلا من موقع صراحة، حينما أتيحت الفرصة لذوي النفوس الضعيفة وذوي الأحقاد
    وأصبحت الفكرة من مجرد لعبة أو فكرة جديدة والغرض منها خيراً، انعكست لتصبح صورة لما نخفيه داخلنا واصبحنا نشك في بعضنا وفي أقاربنا سواء من الأصدقاء أو من المعارف والجيران - سبحان الله -
    فمن الناس من تسببت له تلك الصراحة في صدمة عاطفية أو فرحة مؤقتة أو كارثة بخبر مؤسف أو أمور كانت لا تخطر له على بال دون علم قائلها ان كان بصدق أو بكذب وحالات نفسية واضطرابات عاطفية
    وعاوز أو عايزة تموت وتعرف مين بيعاكس ومين بيشاكس ومين بيحب ومين بيكره ومين قال الكلام الجميل دا ومين قال الكلام السيئ ومين بيظن ومين بيشتم ومين بيعمل اشتغالات وغيرها .....

    فما هكذا تكون الأخلاق القويمة

    فإذا اقتضى الحال الصراحة فإن لها أساليب تختلف باختلاف أحوال المخاطبين، فمن حسن بيان المتكلم أن يراعيها، ويصوغ عبارته في الأسلوب المناسب؛ حتى تأتي الصراحة بثمراتها الطيبة.

    ولنعلم يقينا أن الطريق المعتدل للصراحة، وهو الذي يعد فضيلة أن يجهر الإنسان بما له من آراء وعواطف؛ حيث يكون في الجهر مصلحة، ولا يتوصل إليها بطريق التعريض أو الكنايات الخفية، وأن الصراحة في أصلها خلق نبيل مرتبط بمنظومة الأخلاق التي تتلاقى لتتعاون على البر والتقوى؛ فلا غنى للصريح عن الذوق، والعقل، ومراعاة المصالح و المفاسد

    فكن اخى الكريم ناصحا غير فاضح هادف بالنصح من أجل الإصلاح واتقي الله في كل قول وعمل واعلم بأنه سبحانه وتعالى رقيب عليك مطلع حتى على ماتخفيه الصدور قبل أن يكتب في سطور فصدق الله العظيم حين قال ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
    فكن بنصحك وصراحتك هَادفاً ومُصلحاً لا مفسداً

    منقول

  2. #2
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,216 المواضيع: 74,473
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95697
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 41 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    احسنت النقل عبد الله

  3. #3
    من أهل الدار
    أزرع الورد
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sawsanmahmoud مشاهدة المشاركة
    احسنت النقل عبد الله
    أنرت الموضوع سوسن
    شكراًجزيلاً لكِ

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال