تتنوع تقاليد الزواج في بلدنا تبعا للتنوع الديني والقومي والمذهبي، وكذلك العرف الاجتماعي والقبلي، لكن هذه التقاليد جميعها تلتقي عند نقطة واحدة هي الاتفاق قبل الشروع بعقد القران بين الزوج والزوجة، لكن مع ذلك فإن ظاهرة الطلاق مازالت في ارتفاع مضطرد، لأسباب يعزوه المعنيون الى حالات الزواج المبكر والحالة المعيشية للعائلة وأسباب أخرى كثيرة..وبحسب احصائيات غير رسمية، فإن هناك محاكم للأحوال الشخصية تستقبل نحو 10 حالات طلاق يومياً، والتي يكون أغلبها لمواليد العقد التسعيني، أي الزواج المبكر.وتقول الباحثة الاجتماعية (س.ع) في أحدى محاكم قاطع الرصافة: ان “حالات الطلاق ازدادت مؤخراً بنسبة كبيرة تصل الى نحو 80 بالمئة”، موضحة أنه “خلال الشهر الواحد ترد المحكمة أكثر من 250 قضية تفريق بين الأزواج ويصل العدد في أحيان أخرى الى300 حالة طلاق شهرياً لأسباب متنوعة”.
أكثر المواليد طلاقاً
وتلفت (س.ع) النظر الى أن أكثر حالات الطلاق التي ترد المحكمة في قضايا التفريق (الطلاق) هي لنساء من مواليد النصف الثاني من العقد التسعيني، وأغلبهن لا يملكن تحصيلا دراسيا، مشيرة الى أن هناك صعوبة اصلاح مثل هذه الفئة العمرية سواء للرجل أو المرأة كونهما لايمتلكان ثقافة ووعياً علميا من الممكن مخاطبتهما به واصلاح قضيتهما واقناعهما بالعدول عن قرار الطلاق.
السبب الحقيقي للطلاق
وتذكر الباحثة ان “هناك حالات لطلب الطلاق بسبب الغيرة المفرطة من قبل الزوجة على زوجها أو العكس، وحالات أخرى تنتج عن ضغوطات العمل وانشغال الزوج، بما يؤدي الى حدوث فتور في العلاقة الزوجية، فضلا عن الفروقات الفردية في مجالات الثقافة والتعليم التي تؤدي في أحيان كثيرة الى سوء التفاهم بين الطرفين، وتنتهي بالطلاق.
وتشير الباحثة الاجتماعية الى أن شمول المطلقات بالاعانات الحكومية ورواتب الحماية الاجتماعية، يعد سبباً آخر يضاف الى أسباب زيادة عدد حالات الطلاق من أجل الحصول على الراتب.
وتقول الباحثة في علم الاجتماع في جامعة بغداد الدكتورة حنان العبيدي ان “أغلب حالات الزواج المبكر تؤدي الى التفريق مبكراً”، مضيفة ان “الانفتاح الاجتماعي للشاب واستمرار علاقاته مع فتيات الماضي وهو متزوج وعدم احترام مشاعر زوجته يؤدي الى الانفصال”.
وتدعو العبيدي “الشباب غير المتزوجين، والمقبلين على الزواج الى التأني واختيار شريكة حياته بدقة لتؤدي الى نتائج صحيحة وموفقة، وعدم تدخل الأهل بالزواج وفرض آرائهم على الشاب والتأثير عليه أو دفعه للزواج مبكرا”.
وتابعت بالقول: “على الشاب دراسة موضوع الزواج جيداً وعدم الانجرار وراء المشاعر في فترة المراهقة، كما ان على الآباء معرفة ما اذا كان الزوج على استعداد لتوفير متطلبات الزوجة، وقدرته على التعايش وتكوين الأسرة”.