ابتداء جملة الصلة باسم معرف بأل في شعر المتنبي

يميل المتنبي في عدد ملحوظ من المرات (خمس عشرة مرة على الأقل)، إلى جعل جملة الصلة اسمية مبتدؤها اسم معرف بـ(أل)؛ مثل:
إن في ثوبَك الذي المجدُ فيه *** لضياءً يزري بكلِّ ضياءِ
(والتركيب المعتاد هو: الذي فيه المجد).

أين الذي الهرمانِ من بنيانِهِ؟ *** ما قومُه؟ ما يومُه؟ ما المصرعُ؟
(التركيب المعتاد: الذي من بنيانه الهرمان).
♦ ♦ ♦
تتقاصرُ الأفهامُ عن إدراكِهِ *** مثل الذي الأفلاكُ فيه والدنا
(التركيب المعتاد: الذي فيه الأفلاك والدنا).

على أن هذا التركيب إنما يكثر وروده إذا كان الاسم الموصول هو (ما)، كما في الأمثلة الآتية:
يريدُ بك الحسادُ ما الله دافعٌ
وسمر العوالي والحديدُ المذرَّبُ

♦ ♦ ♦


وأشقى بلادِ اللهِ ما الرومُ أهلُها
بهذا وما فيها لمجدِك جاحدُ

♦ ♦ ♦


وسيفي لأنت السيفُ لا ما تسلُّه
لضربٍ ومما السيفُ منه لك الغمدُ

♦ ♦ ♦


فإن كان خوفُ القتلِ والأسرِ ساقَهم
فقد فعَلوا ما القتلُ والأسرُ فاعلُ

♦ ♦ ♦


وما استغربت عيني فراقًا رأيتُه
ولا علمتني غير ما القلبُ عالمُه

♦ ♦ ♦


سبحان خالقِ نفسي! كيف لذَّتُها
فيما النفوسُ تراه غايةَ الألمِ؟

والمعتاد في هذه الجمل أن تكون فعلية، فتكون الجملة الأخيرة مثلًا هكذا: (فيما تراه النفوس غاية الألم)، ولكنه المتنبي!