الدلالة الصوتية في اللغة

الدلالة الصوتية: "تلك الدلالة المستمدة من طبيعة الأصوات، فإذا حدث إبدال أو إحلال صوت منها في كلمة بصوت آخر في كلمة أخرى - أدَّى ذلك إلى اختلاف دلالة كل منهما عن الأخرى"[1]، أو هي: "المعاني المستفادة من نطق ألفاظ معينة"[2].

وقد عُنِي القدماء بهذا النوع من الدلالات، فقد أشار إليها الخليل؛ فقال: كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة ومدًّا، فقالوا: صر، وتوهموا في صوت البازي تقطيعًا، فقالوا: صرصر[3].

وأصَّل عبقري اللغة ابن جني لهذه الدلالة، فعقد بابًا في تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني، وبابًا في إمساس الألفاظ أشباه المعاني، وبابًا في قوة اللفظ لقوة المعنى، جمع فيها ابن جني أمثلة تُبين القيمة التعبيرية للحرف = (الصوت) الواحد في حال البساطة، وأيضًا في حال التركيب[4].

لقد رأى أن الحرف الواحد يقع على صوت معين، ويوحي بالمعنى المناسب؛ سواء أكان هذا الحرف أولًا، أم وسطًا، أم آخرًا، وذلك في حال البساطة.

فمثال ما وقع فيه الحرف أول الكلمة: "العسف والأسف، والعين أخت الهمزة، كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها، والهمزة أقوى من العين، كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف، فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين"[5].

ومن ذلك: قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ [مريم: 83]؛ أي: تزعجهم وتُقلقهم، فهذا في معنى تهزهم هزًّا، والهمزة أخت الهاء، فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين، وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة؛ لأنها أقوى من الهاء، وهذا أعظم في النفوس من الهز؛ لأنك قد تهز ما لا بال له؛ كالجذع وساق الشجرة، ونحو ذلك[6].

ومن ذلك قولهم: صَعِد وسَعِد، فجعلوا الصاد - لأنها أقوى - لما فيه أثر مُشَاهَد يُرَى وهو الصعود في الجبل والحائط ونحو ذلك، وجعلوا السين - لضَعفها - لِما لا يظهر ولا يشاهَد حِسًّا، إلا أنه مع ذلك فيه صعود الجَد لا صعود الجِسم، فجعلوا الصاد لقوَّتها مع ما يشاهَد من الأفعال المعالَجة المتجشَّمِة، وجعلوا السين لضَعفها فيما تعرفه النفس وإن لم تَرَه العين[7].

ومن ذلك أيضا: سَدَّ وصَدَّ، فالسُّدُّ دون الصُّدِّ؛ لأن السد للباب يُسدّ والمَنْظَرة ونحوها، والصُّدّ جانب الجَبَل والوادِي والشِّعْب، وهذا أقوى من السد الذي قد يكون لثَقْب الكُوز ورأس القارورة ونحو ذلك، فجعلوا الصاد لقوتها للأقوى، والسين لضعفها للأضعف[8].

ومما وقع في وسط الكلمة: التاء والطاء والدال في بناء: (ق ط ر)، و(ق د ر)، و(ق ت ر)، فالتاء خافية متسفلة، والطاء سامِية متصعدة، فاستُعمِلتا - لتعاديهما - في الطَرَفين كقولهم: قُتْر الشيء وقُطْره، والدال بينهما ليس لها صعود الطاء ولا نزول التاء، فكانت لذلك واسطة بينهما، فعبر بها عن معظم الأمر ومقابلته، فقيل: قدر الشيء لِجماعِه ومحرنجمه [9].

ومن ذلك قولهم الوَسِيلة والوَصِيلة، والصاد -كما ترى - أقوى صوتًا من السين، لما فيها من الاستِعلاء، والوَصِيلةُ أقوى معنىً من الوسيلة، وذلك أن التوسل ليست له عِصْمة الوصل والصلةِ، بل الصلة أصلها من اتصال الشيء بالشيء ومماسَّتِه له، وكونه في أكثر الأحوال بعضًا له؛ كاتصال الأعضاء بالإنسان وهي أبعاضه، ونحو ذلك، والتوسل معنى يضعف ويصغر أن يكون المتوسِّل جزءًا أو كالجزء من المتوسَّل إليهِ، وهذا واضح، فجعلوا الصاد لقوَّتها للمعنى الأقوى، والسين لضعفها للمعنى الأضعف[10].

ومن ذلك: القَسْم والقَصْم، قالقَصْم أَقوى فِعْلًا من القسم؛ لأن القصم يكون معه الدقُّ، وقد يقسم بين الشيئين، فلا يُنْكأ أحدهما، فلذلك خُصَّتْ بالأقوى الصادُ، وبالأضعف السينُ[11].

ومما وقع في آخر الكلمة قولهم: نضح ونضخ، وهما للماء، والنضخ أقوى من النضح، قال الله سبحانه: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66]، فجعلوا الحاء - لرقَّتها - للماء الضعيف، والخاءَ - لغِلَظِها - لما هو أقوى منه[12].

ومن ذلك: القَدُّ طُولًا والقط عَرْضًا، وذلك أن الطاء أحصر للصوت وأسرع قطعًا له من الدال، فجعلوا الطاء المناجِزة لقطع العَرْضِ لقربه وسرعته، والدالَ المماطِلة لِما طال من الأثَر وهو قطعه طولًا[13].

ومن ذلك أيضًا: الخذا في الأُذُن (والخذأ: الاستخذاء في الذل)، فجعلوا الواو في خذا؛ لأنها دون الهمزة صوتًا للمعنى الأضعف، وذلك أن استرخاء الأذن ليس من العيوب التي يُسبُّ بها، ولا يُتناهى في استقباحها، وأما الذل فهو من أقبح العيوب، وأذهبها في المَزْراةِ والسب، فعبَّروا عنه بالهمزة لقوتها، وعن عيب الأذن المحتمل بالواو لضعفها، فجعلوا أقوى الحرفين لأقوى العيبين، وأضعفَهما لأضعفهما[14].

وإذا كان ابن جني قد بيَّن القيمة التعبيرية للحرف الواحد، وهو بعد صوت بسيط يقع في أول الكلمة، ويقع في وسطها تارة أخرى، ويقع في آخرها تارة ثالثة، وهو يؤدي دلالة غير التي يؤديها ما يقاربه في المخرج أو الصفة، إذا كان ذلك كذلك، فقد بيَّن قيمة الحرف حال ترتيبه مع غيره أيضًا، فها هو ذا ابن جني يؤكد أن في ترتيب حروف الكلمة أسرار عجيبة، والحكمة فيها أعلى وأصنع مما ذكر، وذلك أن العرب قد يضيفون إلى اختيار الحروف، وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيبها، وتقديم ما يضاهي أول الحدث، وتأخير ما يضاهي آخره، وتوسيط ما يضاهي أوسطه؛ سوقًا للحروف على سمت المعنى المقصود، والغرض المطلوب[15].
ويمثل ابن جني لذلك بمواد: (بحث، وصد، وجر).
فبحث مثلاً تتكون من الباء والحاء والثاء على الترتيب، فالباء لغلظها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض، والحاء لصحلها تشبه مخالب الأسد وبراثن الذئب ونحوهما إذا غارت في الأرض، والثاء للنفث، والبث للتراب، وهذا أمر تراه محسوسًا محصلًا[16].

وتجدر الإشارة إلى أن علماء غريب الحديث قد تنبهوا إلى هذه الدلالة الصوتية، كما بينوا قيمة الصوت البيانية، وذلك حين يأتي في الحديث الشريف ما يسمح لهم بالحديث عن هذه القيمة.

ومن ذلك ما ذكره أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر نعت أهل الجنة، قال: (ويرفع أهل الغُرَف إلى غرفهم في درة بيضاء، ليس فيها قَصْم ولا فصم)[17].

قال أبو عبيد: قوله: القَصْم بالقاف: هو أن ينكسر الشيء فيَبِين، يقال منه: قصمت الشيء أقصمه قصمًا، إذا كسرته حتى يَبين، ومنه قيل: فلان أقصم الثنية إذا كان مكسورها...، وأما الفصم بالفاء: فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين، يقال منه: فصمت الشيء أفصمه فصمًا، إذا فعلت ذلك به، فهو مفصوم....[18].

لقد وقف أبو عبيد على دلالة الصوت التعبيرية من خلال هذا الحديث الشريف، فقد بيَّن الفرق بين (الفصم) و(القصم)، فالفصم: انصداع للشيء من غير أن ينكسر وينفصل بعضه من بعض، والقصم: انكسار الشيء حتى يَبين وينفصل بعضه من بعض.

فجعل الصوت الضعيف للمعنى الضعيف = (الفصم)، وجعل الصوت القوى للمعنى القوى = (القصم).
قال ابن فارس: الفاء والصاد والميم أصل صحيح يدل على انصداع شيء من غير بينونة.
من ذلك: الفصم، وهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين[19].
وقال: القاف والصاد والميم أصل صحيح يدل على الكسر[20].
وهذا ما ذكره الهروي، فقال: القصم - بالقاف - أن ينكسر الشيء فيبين،... والفصم - بالفاء - هو أن ينصدع الشيء فلا يبين[21].

ومن ذلك ما ذكره أبو عبيد في حديث أبي هريرة أنه مر بمروان وهو يبني بنيانًا له، فقال: ابنوا شديدًا، وأمِّلوا بعيدًا، واخضموا فسنقضم[22].

قوله: اخْضموا فسنقضم، الخَضْم أشد في المضغ وأبلغ من القضم، وهو بأقصى الأضراس والقضم بأدناها...[23].
ذكر أبو عبيد ها هنا القيمة التعبيرية لكل من الخاء والقاف في (خضم وقضم)، وبيَّن أن الخضم أبلغ من القضم، فالخضم بأقصى الأضراس، والقضم بأدناها.

إن أبا عبيد ها هنا يقف بنا على دلالة صوتية بيَّنتها القيمة البيانية لكل من صوتي الخاء في (خضم)، والقاف في (قضم)، ولقد جعل الخضم أقوى وأبلغ من القضم، ويخالف ابن جني أبا عبيد في الذي ذهب إليه؛ إذ قال في باب إمساس الألفاظ أشباه المعاني: "فأما مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث، فباب عظيم واسع، ونهج متلئب عند عارفيه مأموم، وذلك أنهم كثيرًا ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها، فيعدلونها بها ويحتذونها عليها...، من ذلك قولهم: خضم، وقضم، فالخضم لأكل الرطب؛ كالبطيخ والقثاء، وما كان نحوهما من المأكول الرطب، والقضم للصلب اليابس؛ نحو: قضمت الدابة شعيرها، ونحو ذلك. وفي الخبر: (قد يدرك الخضم بالقضم)؛ أي: قد يدرك الرخاء بالشدة، واللين بالشظف، وعليه قول أبي الدرداء: (يخضمون ونقضم، والموعد الله)[24].

وما ذهب إليه ابن جني يؤيده أمران:
1- ما ذهبت إليه الدراسات الصوتية من أن الخاء: "حرف مهموس رخو مستعل منفتح مصمت"[25]، والقاف "شديدة مجهورة مستعلية منفتحة"[26]، فالقاف أقوى من الخاء.

2- ما ذهب إليه أبو عبيد نفسه في تفسير هذا الحديث؛ حيث قال: وإنما أراد أبو هريرة بهذا مثلاً ضربه، يقول: استكثروا من الدنيا، فإنا سنكتفي منها بالدون [27]، فمن رضي بالدون، فحاله شديدة تحتاج إلى القضم لا الخضم، فناسب المعنى القوى الصوت القوى، والمعنى الضعيف الصوت الضعيف، ومما جاء الصوت فيه بقيمته البيانية آخر الكلمة: ما ذكره ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه دَعا بِلالًا بتمر فجَعَل يجيء به قُبَصًا قُبَصًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (أنْفِق بلال ولا تَخْشَ من ذي العرش إقْلالاً)[28].

قال: قُبَص جَمْع قُبْصة، وهو من القَبْص، والقَبْص بأطْراف الأصابع، والقبض بالكف كلِّها[29]. وإنما كان ذلك لأن الضاد فيها من القوة ما ليس في الصاد.

هذا في حال البساطة، أما في حال التركيب، فقد تنبه هؤلاء العلماء الأجلاء لهذه القيمة للحرف في حال التركيب، وأشار ابن جني إلى هذه الدلالة؛ حيث ذكر أن سيبويه قال في المصادر التي جاءت على الفعلان: إنها تأتي للاضطراب والحركة؛ نحو: النقزان، والغليان، والغثيان، فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال.

ووجدت - أنا - من هذا الحديث أشياءَ كثيرة على سمت ما حداه، ومنهاج ما مثلاه، وذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير؛ نحو: الزعزعة، والقلقلة، والصلصلة، والقعقعة، والصعصعة، والجرجرة، والقرقرة، ووجدت أيضًا الفَعَلى في المصادر والصفات إنما تأتي للسرعة؛ نحو: البشكى، والجمزى، والولقى؛ قال رؤبة من الرجز [30]:
أَوْ بَشَكَى وَخْدَ الظليم النَّزِّ

وقال الهذلي[31]:
كَأَنِّي وَرَحْلِي إذا هَجَّرْت
على جَمَزَى جَازِئٍ بالرمال

أو أصحمَ حَامٍ جَرَامِيزَه
حَزَابِيةٍ حَيَدَى بِالدِّحَالِ

فجعلوا المثال المكرر (بشكى وجمزى) بتوالي حركاتها للمعنى المكرر - أعني باب القلقلة - والمثال الذي توالت حركاته للأفعال التي توالت الحركات فيها[32].
وسيأتي بيان لذلك في الاشتقاق الصوتي، وأكتفي بذكر مثالين.
قال ابن قتيبة: كان يقال: من وقى شر لقلقه، وشر ذبذبه، فقد وقى.
قال الأصمعي اللَّقْلَق اللِّسان والقَبْقَب البَطْن والذَبْذَب الفَرْج...، إنَّما قيل للسان: لَقْلَق من اللَّقْلَقة، وهي الجَلَبة، وكأنَّ اللقلقة حِكاية الأصوات إذا كثُرت...، وإنَّما قيل لِلبَطْن قَبْقب من القَبْقَبة، وهو صوت يُسْمَعُ من البَطْن، وكأنَّ القَبْقبة حكاية ذلك الصوت[33].

فكلمتا (لقلق، وقبقب) حكايتان للأصوات إذا كثُرت، وقد بيَّن ابن قتيبة علة تسمية اللسان لقلقًا، والبطن قبقبًا.
وأصل بناء (لقلق، وقبقب) (لق، وقب) تكرر هذا المقطع، فنتج البناء الرباعي المضاعف، فهذا الأصل الثنائي ما يفتأ أن يوحي عند التركيب والامتزاج بما كان يوحي به الصوت في حال البساطة والإفراد من قيمة بيانية له.

ولقد سمى العلماء هذه الظاهرة بـ"الثنائية التاريخية" وقد قال بعض العلماء: إن أصل الكلم هو الثنائي، فلقد وضعت الكلم في أول أمرها على هجاء واحد: متحرك فساكن، محاكاة لأصوات الطبيعة، ثم فُئِّمَت؛ أي: زيد فيها حرف أو أكثر في الصدر أو القلب أو الطرف، فتصرَّف المتكلمون بها تصرُّفًا يختلف باختلاف البلاد، والقبائل، والبيئات، والأهوية، فلكل زيادة، أو حذف، أو قلب، أو إبدال، أو صيغة معناة أو غاية، أو فكرة دون أختها، ثم جاء الاستعمال فأقرها مع الزمن على ما أوحته إليهم الطبيعة، أو ساقهم إليها الاستقراء، والتتبع الدقيق، وفى كل ذلك من الأسرار والغوامض الآخذة بالألباب، ما تجلت بعد ذلك تجليًا بديعًا، استقرت على سنن وأصول وأحكام ثابتة لن تتزعزع"[34].

ومن ذلك أيضًا ما ذكره الخطابي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الكهان؟ فقال: (ليس بشيء)، فقالوا: يا رسول الله، فإنهم يقولون كلمة تكون حقًّا، قال: (تلك الكلمة من الحق يخطفه الجني، فيقذفه في أذن وليِّه كقر الدجاجة، ويزيدون فيه مائة كذبة)[35].

قوله: كقر الدجاجة، يريد: صوتها، يقال للدجاجة إذا قطعت صوتها: قرت تقر قرًّا وقريرًا، فإذا رجعت فيه، قيل: قرقرت قرقرة وقرقريرًا[36].

لم ينص الشارح صراحة على الدلالة الصوتية، وإنما يستنتج من كلامه، وأرى أن تكرير المقطع (قرقر) دل على حركات الفعل = (ترجيع الصوت)، كما دل القطع في الفعل (قَرَّ) على قطع الصوت.

قال الخليل: والقرقرة في الضحك، ومن أصوات الحمام، قال (من الطويل):
وما ذاتُ طَوْقٍ فوقَ خوط أراكةٍ ••• إذا قَرْقَرَتْ هاج الهوى قَرْقَريرُها [37]

وأنشد (من الرجز):
كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنَّ المُنْحَدِرْ ••• صَوْتُ شِقِرَّاقٍ إِذا قال قِرِرْ[38]
يَصِف إبلاً وشربها.
فأظهر حرفي التضعيف، فإذا صرفوا ذلك في الفعل، قالوا: قرقر، فيظهرون حروف المضاعف لظهور الراءين في قرقر، ولو حكى صوته وقال: قر، ومد الراء لكان تصريفه: قر يقر قريرًا، كما يقال: صر يصر صريرًا، وإذا خفف وأظهر الحرفين جميعًا، تحول الصوت من المد إلى الترجيع فضوعف؛ لأن الترجيع يضاعف كله في تصريف الفعل إذا رجع الصائت، قالوا: صرصر وصلصل، على توهُّم المد في حال، والترجيع في حال[39].


[1] السابق (ص30)، وينظر: دلالة الألفاظ؛ د. أنيس (ص35).
[2] الدلالة الصوتية والصرفية في سورة يوسف في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة ومناهجها (ص2)؛ د. نادية رمضان النجار، بحث منشور بكتاب المؤتمر العلمي التاسع بكلية دار العلوم 2007م.
[3] الخصائص (2/ 152)، وينظر العين (1/ 56).
[4] ينظر: الخصائص (2/ 145) وما بعدها، ودراسات في فقه اللغة؛ د. صبحي الصالح (ص141) وما بعدها، دار العلم للملايين، ط 13- 1997م.
[5] الخصائص (2/ 146).
[6] الخصائص (2/ 146).
[7] السابق (2/ 161).
[8] السابق نفسه.
[9] الخصائص (2/ 161).
[10] السابق (2/ 160).
[11] السابق (2/ 161).
[12] السابق (2/ 158).
[13] السابق نفسه.
[14] السابق (2/ 160).
[15] السابق (1/ 162).
[16] السابق (2/ 163).
[17] المصنف في الأحاديث والآثار، (كتاب الصلوات - في فضل الجمعة ويومها)، (1/ 477)؛ لأبي بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، تح/ كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض 1409هـ، والفائق في غريب الحديث (3/ 200)؛ لمحمود بن عمر الزمخشري، تح/ علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة، لبنان ط2، بدون تاريخ، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 870)، لأبي السعادات المبارك محمد الجزري، تح/ محمود محمد الطناحي، دار الفكر، بدون تاريخ.
[18] غريب الحديث (3/ 294) وما بعدها؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، ت د. حسين محمد محمد شرف، 1404هـ - 1984م.
[19] المقاييس (4/ 506).
[20] السابق (قصم) (5/ 93).
[21] الغريبين في القرآن والحديث (5/ 1553، 1554) لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري تح ودراسة/ أحمد فريد المزيدي. مكتبة نزار مصطفى الباز. مكة المكرمة. الرياض ط:1- 1419هـ - 1999م.، والفائق (2/ 200).
[22] الفائق (1/ 379)، والنهاية (2/ 111).
[23] غريب أبي عبيد (5/ 210).
[24] الخصائص (2/ 157).
[25] المختصر في أصوات اللغة العربية: دراسة نظرية وتطبيقية (ص91)؛ د. محمد حسن جبل، مكتبة الآداب ط5، 1429هـ - 2008م.
[26] السابق (ص94).
[27] غريب أبي عبيد (5/ 210).
[28] البحر الزخار المعروف بـ(مسند البزار) (1/ 396)؛ للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق العتيكي البزار، مؤسسة علوم القرآن بيروت، ومكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط1، 1409هـ -1988م، وشُعَب الإيمان (3/ 209)؛ لأبي بكر أحمد الحسين البيهقي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410هـ - 1998م.
[29] غريب الحديث (1/ 214)؛ لأبي محمد عبدالله مسلم بن قتيبة الدينوري، مطبعة العاني، بغداد، ت د. عبدالله الجبوري، ط1 - 1397هـ.
[30] مجموع أشعار العرب (ص65)، اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم بن الورد البروسي، دار ابن قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت بدون تاريخ، والبشكى: الناقة السريعة، والوخد: ضرب من سير الإبل، يقال: وخد البعير، إذا رمى بقوائمه كمشي النعام، والظليم: النز السريع الذي لا يستقر في مكان؛ ينظر: الصحاح (وخد) (2/ 548)، واللسان (نزز) (8/ 517).
[31] لأُمية بن أبي عائذ، شرح أشعار الهذليين (2/ 175، 176)؛ صنعة أبي سعيد السكري؛ حققه: عبدالستار أحمد فراج، مكتبة دار العروبة، بدون تاريخ، يريد بالجمزى: حمار الوحش، وجازئ: يَستغني بالرطب عن الماء، والأصحم: من الصحمة، وهي سواد إلى صفرة، وجراميزه: جسده ونفسه، وحزابية: مجتمع الخلق غليظ، وحيدى: يحيد من سرعته، والدحال: جمع الدحل، وهو هوة من الأرض ضيقة.
[32] الخصائص (2/ 152، 153).
[33] غريب ابن قتيبة (1/ 430).
[34] نشوء اللغة ونموها واكتهالها (ص1، 2)؛ للأب أنستاس ماري الكرملي، مكتبة الثقافة الدينية، بدون تاريخ.
[35] الجامع الصحيح (صحيح البخاري)، (كتاب الأدب، باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء..)، (5/ 2294)، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ت د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، واليمامة، بيروت ط3، 1407هـ - 1987م، وصحيح مسلم، (كتاب السلام، باب تحريم الكهانة..)، (4/ 1750)؛ للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري؛ تح/ أحمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ.
[36] غريب الحديث (1/ 160، 161)؛ لأبي سليمان أحمد بن محمد الخطابي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة؛ ت د. عبدالكريم إبراهيم العزباوي، ط2، 1422هـ - 2001م.
[37] اللسان (قرر) (7/ 308)، بدون عزو.
[38] جاء في اللسان (قرر) (7/ 308)، بدون عزو، والشقراق: طائر يتطير منه العرب.
[39] العين (قر) (5/ 23).