تعرضت شاعرة تونسية لانتقادات واسعة، بعدما طالبت بتغيير النشيد الوطني لأن كاتبه “مصري”، على اعتبار أن شعراء تونس أولى بنشيد وطنهم.
ودوّنت الشاعرة سونيا الفرجاني على صفحتها في موقع فيسبوك “كمواطنة تونسية، أطالب الحكومة بتغيير النشيد الوطني بكلمات تونسية خالصة. مصطفى صادق الرافعي (المصري) أحترمه، لكن شعراء تونس اولى بنشيد وطنهم”.
وأثارت دعوة الفرجاني ردود فعل متفاوتة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحب الشاعر عبيد العيّاشي بقوله “يسعدني أن أسمع هذا منك. لقد حشروا فيه بعض أبيات الشابي وبقينا نردد لحنا ليس لحنا تونسيا وكلمات ليست لشاعر منا”.
وأضافت الشاعرة سماح البوسيفي “من حق تونس ان يكتبها أهلها شعريا، النشيد الوطني إسم على مسمى ليس مشاعا عربيا بل يكتسب صفة الوطنية من عتبته الأولى. نحن عربيا نتشارك موروث الشعر والذي فيه نخاطب الانسان، لكن في نشيد وطني، للوطن مرسمه الذي لن يكتبه غير افراد شعبه، ومن هنا جاءت تلك الخصوصية العلاقة الدموية بين الشعب ورقعة الوطن. النشيد الوطني من حق الشعر التونسي”.
فيما استنكر الباحث والناشط السياسي، الأمين البوعزيزي، دعوة الفرجاني، حيث دوّن – ساخرا – على صفحته في موقع فيسبوك “على هذا الأساس، يلزمك أيضا المطالبة تغيير العلَم، فهو بدوره معدل قليلا عن علم الخلافة العثمانية؛ كما النشيد الوطني معدّل عن قصيد مصري. ويلزمك أيضا المطالبة بتغيير لغة البلاد وعقائد شعبها؛ فالعربية من قريش والأديان الإبراهيمية الثلاث من المشرق العربي. ويلزمك مطالبة أشقائنا في ليبيا تسليمك نشيدهم الوطني؛ الله أكبر لأن كاتبه تونسي. ويلزمك المطالبة بفسخ بورقيبة من تاريخ تونس لأنه ليبي. والقائمة تطول”.
وخاطب الباحث العراقي علي الخالد، الفرجاني، بقوله “ماذا لو أن شاعرا عربيا من تونس كتب نشيدا استوحى به تاريخ العراق وألق حضارته وملامح تأريخه وعبر عن احاسيس العراقيين ازاء وطنهم، فهل نرفضه لانه شاعر تونسي؟ هل نسيت بأن قصيدة ابي القاسم الشابي (ارادة الحياة) يرددها ويتغنى بها كل العرب بوصفها قصيدة عربية تستنهض شعوب الأمة العربية وتلهب حماس رادة التغيير في بلدانهم؟ وهل نسيت انشودة (بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان)؟”.
والنشيد الوطني التونسي (حماة الحمى) كتبه أغلب كلماته مصطفى صادق الرافعي، وتمّت إضافة بيتين لشاعر تونس الأكبر، أبو القاسم الشابي، ولحّنه أحمد خير الدين. وكان الوطنيون التونسيون يرددون النشيد خلال مرحلة النضال الوطني، واعتمد رسميا كنشيد وطني في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1987 عوضا عن نشيد “ألا خلدي”، الذي كتبه الشاعر جلال الدين النقاش ولحّنه صالح المهدي، وكان يتضمن “تمجيدا” للزعيم الحبيب بورقيبة، والذي جاء بدوره تعويضا لنشيد “سلام الباي” (النشيد الوطني خلال الحكم الملكي للبايات).