الآميش (بالإنجليزية: Amish) هي طائفة مسيحية تجديدية العماد. تأسست في العصور الوسطى مع حركات نصرانية كثيرة ومن ضمنها ما أطلق عليها جينئذ المسيحيون الجدد الآنابابتيست. أتباعها حوالي 200.000 موزعين في 22 مستوطنة في الولايات المتحدة و بأونتاريو في كندا.
أتباع
تعيش الجماعة الأقدم منهم المكونة من بين 16 و18 ألفا في مقاطعة لانكستر، وهي منطقة زراعية نائية استوطنها الأميشيون الأول في العشرينات من القرن الثامن عشر، وقد لجأ الكثير منهم إلى هناك هربا من الاضطهاد الديني في أوروبا. تنقسم الطائفة إلى عشرات التجمعات يعيش كل منها باستقلالية تامة وفقا لقوانينها الخاصة غير المكتوبة، المعروفة بـ"أوردنانغ" [1]
معظم الأميشيين يتحدثون ثلاث لغات: لغة قريبة من الألمانية تسمى "بنسلفانيا داتش" في منازلهم، ولغة قريبة أيضا من الألمانية تدعى "هاي جيرمان" في صلواتهم، والإنكليزية في المدارس.
عقيدتهم
يؤمنون بالإنعزال عن العالم الخارجي وأي محاولات لدمجهم أو خلطهم بمجتمعات وتعاليم أخرى.
تاريخهم
حركة الآنابابتيست قوبلت بـ "التكفير" من قبل طوائف الكاثوليك والبروتستانت وتم الحكم عليهم بالإعدام وتم بالفعل إعدام الكثير منهم مما حدا بهم للفرار بـ "دينهم" في بداية الأمر إلى جبال سويسرا وجبال جنوب ألمانيا. إلى أمريكا.
وفي عام 1536 وعلى يد قسيس كاثوليكي إسمه مينو سايمنز تأسست حركة المينونايت والتي وحدت وبلورت حركة الآنابابتيست. وفي عام 1693 أسس قس نصراني إسمه يعقوب عمًّان "جيكوب عمان" طائفة الآميش والتي انفصلت فيما بعد عن المينونايت. ولم توقف ملاحقة هذه الحركات من قبل الكاثوليك والبروتستانت ومضايقتهم إطلاقا مما حدا بهم للفرار بدينهم مرة أخرى إلى أمريكا وبالتحديد بنسلفينيا نظرا لكون أمريكا حينئذ بلد غير مأهول بشكل كبير وفرص مضايقتهم تكاد تكون معدومة هناك حينئذ. وبالفعل استوطنت طائفة المينونايت بنسيلفينيا في عام 1720.
طائفة الآميش لا تؤمن بالتغيير .... فهم يؤمنون بالالتزام بالعيش كما جاء بالإنجيل الذي بين أيديهم بحذافيره .. ولديهم مجلس "فتوى" يطلق عليه "أولد أوردر" وهم مجموعة من كبار السن المتدينين "المشايخ" يدرسون أي طاريء ويصدرون فتوى وفقا لما يرونه مطابقا لتعاليم الإنجيل وما يعرف فيما بينهم باسم "الأوردينان" وهي تعاليم إنجيلية تتبع بحذافيرها.
طائفة الآميش لا تؤمن بالكهرباء واستخدامها ولا بالسيارات بل ولا النقود الحكومية الورقية – إلا في حالات طارئة ! طبعا التطور أجبر مجلس الفتوى عندهم على إصدار فتوى بإنه يجوز للآميش أن يركب سيارة للضرورة ما دام أنه لا يقودها، وهم يستخدمون عوضا عنها الأحصنة أو العربات التي تجرها الأحصنة.
الآميش لا يؤمنون بإدخال أطفالهم للمدارس، وفي عام 1972 تم إصدار قانون خاص بهم يستثني طائفة الآميش من التدريس الإلزامي، بعكس الطوائف الأخرى هناك، لا سيما المسلمين الذين يُلزَمون بإدخال أولادههم المدارس.
البنات البالغات والنساء عند الأميش يلبسن زيا محافظا جدا، فهن لا يلبسن إلا الأكمام الطويلة واللباس الفضفاض الطويل، وهن أيضا متحجبات ولا يسمح لهن بقص شعورهن أبداً! أي إن نساء الآميش محجبات! فهن يلبسن غطاء الرأس الأبيض إذا كن متزوجات وأسود إذا كانت غير متزوجة.
الرجال لا يحلقون لحاهم أبداً.
طائفة الآميش تحرّم التصوير. والدليل عند الجماعة مأخوذ من [[[سفر الخروج]] 20:4]. بل إن لعب البنات (الباربي) التي يلعب بهن البنات ممحي عنها صورة الوجه.
الآميش يحرمون الموسيقى والمعازف.
طائفة الآميش لا يؤمنون بالتأمين، فهم يعتبرون كل شيء قضاء وقدر.
يجتمع الآميش عند حصول مصيبة لأحدهم، كاحتراق حظيرته فمثلا، فيقوم الجميع عندئذ بالمشاركة ببناء حظيرة جديدة للمتضرر.
الآميش لا يستخدمون الهواتف النقالة بل ولا حتى الهواتف الأرضية.
وقد تبرعت الحكومة وبنت لهم خارج بيوتهم كبائن على شكل أكواخ للاتصال في حالة وجود طارئ أو ما شابه.
الآميش عندهم التبديع والهجر (يطلق عليها بالإنكليزية: شنينغ "Shunning") .
فعند الآميش كل من لا يتبع طريقتهم فهم مبتدعة ويهجرونه ويحرم على كل الآميشيين التعامل معه ... وإذا كان "المبدَّع" الزوج يحرم على الزوجة أن تقربه أو تكلمه.
والآميش لا يشربون الكحول ولا يؤمنون بالمعاشرة الجنسية قبل الزواج.
لا يسمحون للنساء بقيادة العربات (الآميش لا يقودون السيارت أصلا، وهذا الكلام منقول من صفحة تنتقد الآميش والكاتب الذي ذكر هذا قد ذكر للأمانة بأن بعض من الآميش في غير بينسيلفينيا يسمحون للنساء بالقيادة بشرط أن يكون معها نساء أو بالغين).
من شهادات المعاصرين
يقول أحمد عبد الرحمن الصويان في "مجلة البيان" [2]: أذكر أنني زرت في الولايات المتحدة الأمريكية منطقةً تنتشر فيها طائفة من طوائف النصارى البروتستانت تسمى بـ(الآمش) يرون أن من أسباب البلاء الذي تعيشه الإنسانية تلك الحضارة المادية التي سيطرت على الإنسان الغربي, وجرته إلى مستنقع الرذيلة والانحطاط, ولهذا انعزلوا عن المجتمع وتركوا كل ألوان الحضارة, وامتنعوا عن استخدام كافة المخترعات التقنية الحديثة, وأسسوا مجتمعهم الخاص بما في ذلك مدارسهم التي ترعاها الكنيسة, وراحوا يشتغلون بالزراعة وتربية المواشي بوسائلهم البدائية المتاحة وامتنعوا عن شرب الخمور والزنا..! والعجيب أن نساءهم لا زلن يلبسن اللباس الطويل الساتر, ويضعن منديلاً على الرأس, ولا يختلطن بالرجال, وعلى الرغم من ازدراء بعض إخوانهم الأمريكان لهم إلا أنهم فخورون بمبادئهم, ومعتزون بمسلكهم ..
وعلى الرغم من أنهم رأوا أن بلادهم وصلت إلى قمة التقدم المادي المعاصر إلا أنهم انعزلوا عنهم, وراحوا يمارسون معتقداتهم الفكرية والسلوكية بكل اعتزاز.
شخصيا
شخصيا, قمت بزيارة لمنطقة يعيش فيها الآمش وفعلا تعجبت من اسلوب حياتهم. بسيطة, لا يستخدمون الكهرباء ولا السيارات. تراهم يستخدمون العربات والخيول للتنقل. نساؤهم متحجبات. وبيوتهم مصنوعه من خشب ومع اننا ذهبنا في عز الصيف الا ان البيوت بارده من الداخل.وقد ذهبت اليهم بعد احداث سبتمبر ولكن لم ينظروا الي نظرة احتقار وكأنهم لا يعلمون ما حدث في احداث سبتمبر.
حتى البقالة تبيع اشياء بسيطة جدا كأنها عطار. وتراهم ناس محترمين يستقبلون الغرباء برحب.