كــان .... ياما كــان
حينَ لم يكن على ظـهر الأرضِ إنسـان
وكان الحبُ شـذىً ... يملأ كل مكـان
فلا مكانَ للغـــِل
كانت زهــرةً تغــفو بجنبِ النــهــر
وكان ربيعــُها قــد أَطــــَل
فريــدةً بينَ كُـل أنواع الـزّهــر
كأنها الجـمال.. حينَ خـُطَ في الأزل
وفي ليلةٍ ، كان قد رآهـا القـــمـر
هُــناك،، بـــدت مـواسـِمُ الغــَزَل
فكـانَ كلَ ليلـةٍ عنـدَ الســّحــٰر
تـراهُ إليـها نـــَزَل
فيــختـَلــِطُ النــورُ بالعــِطـِر
والعشـقُ بالرحيقِ والخــَجَـل
وكان حينها كل الشـجـر
يترقب ُ على مـَهـَل
ملهـوفاً يستـرقُ النـــظــر
وكان القمر كل ليلةٍ يتسائل
هل يكفي كل النورِ لهـا مـَهـــٰر
كان يخـافُ منهـا الزعـل
ويغارُ من الهوى حينَ بهـا يــَمُـر
بل حتى من زيارات النــّـحــَل
وكان قد باهى بها الليل والسهــَر
والشمس وعطُاردها وزُحـــَل
وكانت تلك الحسناء تمقت الغمام والمطر
حين يحجبها عن عشقها إذا حــَل
والنهار وضـياؤهُ والفـجــر
حين عن معشوقها تنعــَزِل
فضـربا للعاشقين على مدى الدهــر
أروعُ حـكـايا وأروعُ مـــَثــَل
وفي ليلةِ خــريفٍ بِكــــر
زارها القمر ،، فوجدَ غصـنُهـا قد ذَبـــَل
فزاغَ بــهِ البصــــر
مات الحُلُـم وماتَ الأمـــَل
وضاعت كل احلامُ العـُمُــر
كان حلماً،، سريعاً مر وسريعاً رَحـــَل
من يومها ترى القمر،،، ليس على حالٍ يستقر
فتراهُ ساعةً مُـحاقاً ... وسـاعةً بـــَدر
وساعةً يغيب.... وساعةً يستتر
فصار عنواناً لكل شاعرٍ وشــِعر
وحبيباً ومواسياً لكل المـُـقـَل
لازال وجهه مضيئاً للعاشقينَ مُســتَمـِر
وضهـرهُ مُـضـلماً يشكو الهجـرَ وما فَعــَل
فهكــذا خطّـت يدُ القــَـدَر
فلا حالَ على حالٍ يـَضـَل
ولا كل عشقٍ تراهُ بالسعادةِ يكتــَمـِل
عمار سامي