من وضع قواعد اللغة العربية
أبو الأسود الدؤلي واضع قواعد اللغة العربية
يُعدّ أبو الأسود الدؤلي أول من وضع قواعد اللغة العربية، وأنهج سبلها، ووضع قياسها، وفتح بابها، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل، رجل بصري، وهو من أصحاب الرأي العلوي، حيث وضع باب الفاعل، والمفعول به، وحروف الجر، والمضاف، والرفع، والنصب، والجر؛ وذلك بسبب وقوع الناس في اللحن والخطأ في قواعد اللغة العربية.[١]،
الروايات حول واضع قواعد اللغة
لقد زعم قوم أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج هو أول من وضع قواعد النحو، ويرى آخرون أنّه نصر بن عاصم، ولكن هذا الزعم ليس صحيحاً، وحيث يُعدّ أبو الأسود الدؤلي هو أول من وضع قواعد اللغة العربية، وذلك لأنّ جميع الروايات تستشهد بأبي الأسود الدؤلي، ويستشهد أبو الأسود بالإمام علي، ويُقال إنّ أبا الأسود الدؤلي أجاب عن سؤال من أين لك هذا النحو؟ فقال: إنّه أخذ حدوده من علي بن أبي طالب،[٢] وفي روايةٍ أخرى ذكر أنّ أعرابي قدم إلى المدينة المنورة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال: من يقرئني شيئاً ممّا أنزله الله تعالى من القرآن الكريم؟ فقرأ رجل سورة "التوبة" وقال:"أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ"[٣] بجرّ رسوله بدلاً من الرفع، فقال الأعرابي: أوَ قد برئ الله من رسوله؟ إن يكن الله تعالى برئ من رسوله فأنا أبرأ منه، وبلغ ذلك عمر رضي الله عنه، فأوضح عمر للأعرابي وقال له: ليس هكذا، وإنّما هي: "أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ" بضم رسوله ، فقال الأعرابي: أنا والله أبرأ ممّن برئ الله ورسوله منهم، وبعد ذلك أمر عمر رضي الله عنه ألّا يُقرِئ القرآن إلّا عالمٌ باللغة، ثمّ أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع النحو.[٤]
سبب تسمية النحو بهذا الاسم
اعتاد أبو الأسود الدؤلي على إطلاع الإمام علي بن أبي طالب على ما يقوم به من وضع أبواب العطف، والنعت، والاستفام، والتعجب وغيرها، فكان في كلّ مرةٍ يقول له: "ما أحسن هذا النحو الذي نحوْتَ!"، ولهذا سمي النحو، وفضّل العلماء تسمية النحو إحياءً لكلمة الإمام علي، والتي تعني النحو اللغوي، كما وتتناسب مع المعنى اللغوي والاصطلاحي على حدٍ سواء.