إني عشقتك
إنّي عشقتكِ فاقبلي أشواقي
ودعي الدلال يذوب في الأحداق
هذي طيوفكِ في المساء أحبها
تهفو إليّ بسمرة الآماق
فأصوغُ في نظم الغرام مشاعراً
وخواطراً تشدو إلى أوراقي
وتضجُ في نفسي المواجد كلها
ويعود لي سيل الهوى الرقراق
يا أنتِ كم قلبي تفلّتَ شارداً
يهوى الجمال يسوح في الآفاق
يصبو إلى الوجه الجميل يشوقه
هذا البهاء يلوح في الإشراق
شردته يا فتنةً أحببتها
وغدا المحبُّ مكبلَّ الأعناق
حطّ المسير تشدّه اهواءه
متلهفاً في نشوة المشتاق
يا أنت مازال الحنين بخافقي
فلما القيود وقسوة الأطواق
أنا في الغرام بذلتُ كلَّ مشاعري
وتدفقت في عنفها أشواقي
ورميتُ كلّ حبائلي في صيدها
ووسائلي نبضي يتيه في خفّاقي
أأخاف من غدر الزمان حبيبتي
والحبُّ جاء بوجده السبّاق
ملأ الفضاء بكلِّ شعرٍ نادرٍ
والحرف فاض بحبره الدفّاق
ولكم بنيتُ مع السنين حكاية
تهدي الطريق لمعشر العشاق
و إذاي أبحثُ في السراب مشرداً
غدر الزمان وجئتُ بالإخفاق
أضحيتُ وحدي والرياح تصّدني
وبكى عليّ أحبتي ورفاقي
وجفا حبيبي ما عرفتُ جريمتي
ورجعتُ أشكو للندى إملاقي
يا أنتِ ناداك الهوى متضرعاً
لا تكثري الإمعان في إحراقي
فأنا ضعيفُ القلب قد غزيته
ولهاً ووجداً زاد في إغراقي
أيكونُ عهدك خلبُ في برقه
يا ضيعة الأيام دون تلاقي
ناداك قلبي فلتجيبي فتنتي
هذا سناكِ يقرُّ في الأعماق
كوني الطبيبة للشغاف فكلها
ثكلى تثير الدمع في الآماق
هذا محبكِ قد أتى بصفائه
ما عاد يشكو خيبة الإخفاق
سيبوح بالآهات في كل الدنا
ويقول إنّي في الهيام لباقي
أسعد الناصر