اتهام معلمة مصرية بإجبار التلاميذ على مسح حذائها
استمرارا لمسلسل عنف المعلمين والمعلمات المصريين تجاه الطلاب، وبعد أيام من انشغال الرأي العام بواقعة إقدام معلمة منتقبة على قص شعر طالبتين في إحدى المدارس الابتدائية بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) لرفضهما ارتداء الحجاب؛ أجبرت معلمة في مدينة الإسكندرية تلاميذها على مسح حذائها، عقابا لهم على تخلفهم عن أداء الواجب المدرسي الذي كلفتهم به.ذاعت الواقعة بعدما تلقت مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية شكاوى من بعض أولياء أمور التلاميذ في إحدى المدارس الابتدائية التابعة لإدارة المنتزه التعليمية (غرب الإسكندرية)، من إجبار معلمة أحد الطلاب على مسح حذائها، وهو سلوك تكرر غير مرة عقابا للتلاميذ على التخلف عن أداء الواجب المدرسي، الأمر الذي أثار غضب أولياء الأمور تجاه المعلمة وطالبوا بمعاقبتها.وعلى الأثر، انتدبت مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية لجنة لبحث الشكوى، وبعد التحقيق تبين لها صحة الواقعة. إلا أن المعلمة موضوع الشكوى، دافعت عن نفسها بالقول: إن ما تفعله نوع من العقاب للتلاميذ تلجأ إليه حين يقصرون بتأدية الواجبات (الفروض) المدرسية. وتابعت أنه وسيلتها البديلة كونها لا تفضل العقاب البدني بالضرب، مضيفة أنها تحب الأطفال وتحب طلابها ولم تفكر يوما في إيذاء أي منهم.الواقعة انتشرت بين وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أمس، حيث صب كثيرون جام غضبهم على «صاحبة الحذاء اللامع» من خلال التعليقات الإلكترونية. وكتبت إحدى المعلمات الحديثات التخرج تقول إنها تعرف المدرسة حيث حدثت الواقعة، وفيها تلقت فيها تدريبا عمليا على النشاط التدريسي لمدة 3 سنوات وقت دراستها الجامعية. وأوضحت أن ثمة تجاوزات بالفعل ترتكب في المدرسة من جانب المعلمين تجاه الطلاب، وادعت أنها رأت معلمين ومعلمات يمارسون العنف والضرب تجاه طلابهم، وقبل أن تنهي تعليقها أكدت أنها كمعلمة تتبرأ من هذا السلوك.من ناحيته، وصف مدير المركز المصري للحق في التعليم، عبد الحفيظ طايل، عقاب التلاميذ بمسح أحذية المعلمين بـ«الجريمة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما فعلته المعلمة يصنف كعنف رمزي يستهدف إشعار التلاميذ بالإهانة، وهو ما يكون له عميق الأثر على النفس». وأردف «هذا ليس سلوكا تربويا، وهو يتعارض مع قانون الطفل المصري والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وقانون التعليم المصري، وكذلك المواثيق الدولية والمحلية».