وَبَنَيْتُ فِي قَلْبِي لِقَلْبِكَ مَنْزِلاً
وَعَشِقْتُ قَلْبِي حِينَ أَمْسَى مَنْزِلَكْ.
كُلُّ القَصَائِدِ قَدْ تَحكِي حِكايَتَنا
أنَا مَا أَضَفْتُ جَدِيدًا لِلذي فَعَلُوا
لَكِنَّ صِدْقي سَيَبْقَى العُمْرَ يَغْفِرُ لِي
بَاقٍ أُحِبُّ إلَى أَنْ يَفرغَ الأجَلُ.
إنَّ الحياة تصاريفٌ فكن فطنًا
فالمرء يأخذ مما كانَ يعطيهِ
ولما علمت بأنّ قلبي فارغٌ
ممّن سواكَ .. ملأتُهُ بهواكَ
وملأتُ كلي منكَ حتى لم أدعْ
مني مكاناً خالياً لسواكَ
يَا نَازِحِينِ وَنَازِلِينَ بِمُهْجَتِي
لِهَوَاكُمُ سِحْرٌ بِقَلْبِي يَنْفُثُ.
مِمّا أضَرّ بأهلِ العشقِ أنّهمُ
هَوَوا وما عَرَفوا الدنيا وما فطِنوا
تَفنى عُيونُهم دمْعا وأنْفُسهم
في إثْرِ كلّ قبيحٍ وَجهُه حَسنُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
وَأينَ مِـنَ المُشْتَاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
أكفيك عنهم كلهم
كل الذين تودّهم
لو لِـنتَ لي، وسمحتَ لي
وضممتني.. مابين كفّيك اللتين أحبهم
يَا مَنْ رَحَلْتُمْ وَهَذَا الوُدُّ مَا رَحَلَا
بِاللهِ عُودُوا سَئِمْنَا البُعْدَ وَالأَمَلَا.
لِعَينيكِ ما يلقى الفُؤادُ وما لقي
ولِلحُب ما لم يبق مِني وما بقي
وما كُنتُ مِمَّن يدخُلُ العِشقُ قلبهُ
ولكِنَّ من يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ
أمُوتُ شَوْقاً وَلا ألْقَاكُمُ أبَدًا
يَا حَسْرَتَا ثُمَّ يَا شَوْقاً وَيَا أَسَفَا.