لغة المشاعر
غادة عطا
لكل منا لغته الخاصة جدا فى التعبير عن المشاعر التى يترجم بها ذاته وشخصيته للعالم من حوله ويروى بها أسلوبه ورؤيته فى الحياة، ويعبر بها عن الأفكار المتباينة التى تعصف بعقله وتسيطر على وجدانه بين الحين والآخر.
هناك من يجيد لغة العيون ويغوص فيها ليبحر بعيدا فى عالم وردى من الأحلام وينقل من خلالها كل ما يريد أن يقوله لمن حوله بمنتهى العمق والحس المرهف والإحساس الصادق الذى يعبر إلى القلوب مباشرة.
ومن يجيد ترتيب الحروف لتغرد كنغمات تعزف على أوتار القلوب وتأسر من يسمعها، ومن يتقن سرد الحكايات وترتيب وتحليل الأحداث ليملك العقول بمنطقه وحكمته وينير طريق الحائرين بحسن فهمه، ومن يستطيع أن يبث الأمل والتفاؤل والحب من روحه البريئة الحالمه فى كل معنى يقص به أقصوصاته ويسطر به كلماته.
وهناك من يفضل لغة الصمت على الكلام ويجد فى الصمت أبلغ تعبير عن الحزن والغضب والشجن والرفض لكل ما لا يستطيع أن يبوح به أو يواجهه بشجاعة فيثور ويتمرد على الحياة بصمت عنيد يملؤه العزم والتصميم، ويعيش أسير صمته وسكاته حالما أن يدرك من حوله قيمة صمته، فى حين أن بين البشر من يرفع صوته بالصراخ والضجيج معلنا بصراخه الثورة والرفض لكل ما يغتال أحلامه ويعوق نجاحه، فهو يعافر ويناضل ويتحدى حتى يفسح طريقا وسط الظلام لأمنياته.
هناك من يستخدم ريشة يجسد بها واقعا يتمناه أو عالما يرفضه أو خيالا سحره وسيطر على كيانه ,ومن يسطر بقلمه على أوراقه كل ما يدور بذهنه أو يمر فى حياته وكل ما يعتمل به قلبه من أمنيات وتجارب وذكريات فيعيش وسط السطور عالمه المبهج الممتلىء بالأمل والأحلام ، ذلك العالم الذى يتخلص فيه من كل العقبات والآلام والإحباطات فيرى الدنيا باسمة مشرقة ونور الشمس يسطع على الحياة بكل الحب والسعادة لكل البشر.
فلكل لغته الخاصة التى يعبر بها لكل من حوله ويتفاعل بها مع عالمه حتى يكاد يكون لكل منا بصمته فى التعبير التى لا يشبه فيها أيا من البشر.
منقول