ابواب بغداد القديمة.. تاريخ وذكريات
الباب الوسطاني
هو الباب الوحيد الباقي من أبواب سور بغداد الشرقية ويقع بالقرب من مرقد وجامع الشيخ الزاهد عمر السهر وردي والتربة _ اي المقبرة – الوردية نسبة الى الشيخ السهر وردي. من الناحية التأريخية عرف بباب الظفرية منسوبا الى شخص يسمى (ظفرا) من مماليك الخلفاء العباسين وتنسب الى ظفر هذا محلة الظفرية التي تقع قبالة الباب و(قراح) ظفر , والقراح كما يفسره ياقوت الحموي بمعنى البستان في لغة أهل بغداد العامية اما كيف نشأت هذه المحلة؟ فالجواب ان الناس اخذوا يشيدون الدور في البساتين , وبمرور الزمن صارت الكلمة تستعمل للدلالة على اسم المحلة الجديدة وبسمى الباب ايضا باب خراسان لأنه يؤدي الى جهات خراسان وبلاد فارس اي الى الشرق لأن معنى خراسان الشرق بالفارسية.
فقد ذكر المؤرخ الفارسي حمد الله المستوفي ان باب الظفرية سمي بعد الفتح المغولي بغداد(باب خراسان) , اما المؤرخ البريطاني (لسترانج) فقد ذكر ان بعض المخطوطات تذكره بأسم " باب طريق خراسان " وممن اشار الى هذا الباب هو الرحالة العربي ابن جبير من بين ابواب السور الاربعة.
اما في الوقت الحاضر فيعرف ب(الباب الوسطاني) لأنه يقع في وسط المسافة بين ركني السور الشمالي والجنوبي. وتشير المصادر التاريخية الى ان باب الظفرية من ابنية الخليفة العباسي المسترشد باللهَ (512- 538هـ) او الخليفة الناصر لدين اللهَ (575 _ 622هـ). وقد قامت دائرة الاثار في اواسط الثلاثينات بترميم البناية وصيانتها وجعلت من هذا الباب متحفا للاسلحة القديمة عرف بمتحف الاسلحة وكان افتتاحه رسميا ً في 10- 6-1939على عهد مدير الآثار يومذاك ساطع الحصري.
كانت معروضات المتحف تتكون من المدافع والبنادق والسيوف والدروع والرماح والاسلحة القديمة الاخرى واضيف اليها نماذج مصغرة من الجبس صنعت في مختبر المتحف العراقي مثل: بغداد بسوريها الشرقي والغربي واهم المواقع الاثرية فيها , وقد استند في عمل هذا النموذج المصغر على عدد من الخرائط التي رسمها السياح والرحالة الاجانب في القرون الثلاثة الاخيرة وفي مقدمتها خارطة تافرنيه عام 1676ونيبور عام 1765وفيلكس جونس عام 1854
وهناك نماذج مصغرة اخرى من المعروضات كباب الطلسم والباب الوسطاني كما كان بهيئته الكاملة والعراقيون عامة والبغداديون خاصة وفي مقدمتهم المدافعون على المعالم التاريخية والتراثية يأملون ان ينهض المسؤولون الحريصون على حضارة العراق وتراثه المعماري الاعتناء بهذا الاثر العباسي وتحويله الى معلم سياحي يليق ببغداد.
باب الطلسم
باب الطلسم هو الباب الثالث من أبواب سور بغداد الشرقية , وعرف كذلك بباب الفتح , اما اصل الاسم فكان " باب الحلبة " ويعد هذا الاثر الدفاعي من اجمل الابواب التحصينية في الاسوار.سمي بباب الحلبة لقربة من موضع الحلبة – اي ميدان سباقات الخيل – قبل انشاء السور وكان يجري في هذا الميدان كذلك لعب الصولجان , وقد اشتهرت في العصور العباسية منذ القرن الثالث للهجرة.
كان الخليفة العباسي الناصر لدين الله (575 -622 هـ) قد جدد ورمم أقساما من السور في اواخر القرن السادس للهجرة ثم قام بتجديد "باب الحلبة " في سنة 618 هـ(1221م) وانشا برجا ضخما فوق هذا الباب وزينه بالكتابات وصورة الرجل والتنين , ومن هنا عرف الباب بباب الطلسم gate talisman
اما تسميته ب(باب الفتح) فقد ذكر هذا الباب في اخبار الحصار المغولي لبغداد, ومنه دخل السلطان مراد الرايع العثماني عندما فتح بغداد في سنة 1048هـ (1638م) وانقاذها من الاحتلال الفارسي , ومنذ ذلك الحين اطلق عليه اسم "باب الفتح ".
ومن اسمائه كذلك "الباب الابيض "ذكر ذلك المستشرق البريطاني (غي لاسترانج)guy lastrang) في كتابه (بغداد في عهد الخلافة العباسية , ص247).
وقد عرف الباب في العهود الاخيرة باسم "باب الطلسم " لوجود صورة فوق مدخل الباب تمثل رجلا يمسك ثعبانين او تنينين dragons في جانبيه , ظناً من عوام الناس بأن هذا الطلسم كفيل بدفع الكوارث والشر عن بغداد.والطلسم مصطلح دخيل غير عربي انحدر عن اللغة الاغريقية (تيلزما telezma) ومنهم من يعده عربيا , وقد تناولته المعاجم العربية.
لقد تعرض باب الطلسم الى العوارض الطبيعية وفعل الانسان فأصابه الخراب على اثر تآكل اجزاء من جراء الفيضان الكبير الذي تعرضت له بغداد في سنة 1067هـ (1656م) فنهض لاصلاحه وترميمه والي بغداد محمد باشا الخاصكي في سنة 1068 هـ (1657م) وبقي الباب على هذه الصورة قائما الى يوم 11 /3 / 1917 حين اقدم الجيش العثماني على نسفه وتدميره بالبارود عند انسحابه من بغداد ودخول الجيش البريطاني بقيادة الجنرال (ستانلي مود) واحتلاله بغداد.وسبب ذلك يعود الى ان الجيش العثماني المرابط ببغداد قد اتخذ من باب الطلسم مخزنا للبارود والذخائر الحربية , ومنعا لاستفادة العدو المحتل من هذه الذخائر الحربية اقدم على نسفه فجر يوم 11 /3/1917 وبهذا العمل خسر العراق اثرا تاريخيا مهما من معالم بغداد وقد اسف عليه كل مواطن عراقي نبيل وبغدادي اصيل.
الكتابة التذكارية المحيطة بأعلى البرج:
كنا ذكرنا ان الخليفة العباسي الناصر لدين الله جدد باب الحلبة وزين اعلى البرج بكتابة تشير الى اسم مشيده والسنة التي انجز العمل فيها. اما الكتابة فهي:
بسم الله الرحمن الرحيم , يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل: ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا الامام المفترض الطاعة على كافة الانام ابو العباس احمد الناصر لدين الله امير المؤمنين وخليفة رب العالمين وحجة الله عز وجل على الخلق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه الطاهرين ولازلت دعوته الهادية على يفاع ا لحق منارا والخلائق لها اتباعا وانصارا وطاعته المفترضة للمؤمنين اسماعا وابصارا وافق الفراغ ثمان عشرة وستمائة وصلواته على سيدنا محمد النبي واله الطيبن الطاهرين. دليل خارطة بغداد المفصل – قديما: وحديثا , تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة ص 161- 162,
نقلا عن رحلة نيبور (النسخة الفرنسية) , ولوسي ماسنيون: بعثة الى العراق سنة 1907 _ 1908
توثيق الصورة والكتابة
كان من حسن الحظ المحافظة على الصورة التخطيطية والفوتوغرافية للبرج وكذلك نص الكتابة التذكارية لباب الطلسم ويعود الفضل في ذلك الى جهود عدد من الرحالة الاجانب الذين وفدواالى العراق منذ القرن السادس عشر الميلادي وفي مقدمتهم الرحالة الالماني الاصل الدنماركي الجنسية (كارستن نيبور KARSTEN NIEBUHR) صاحب الرحلة الشهيرة الى جزيرة العرب, الذي زار بغداد في سنة 1766 وسجل تفاصيل مشاهداته عن العراق عامة وبغداد خاصة , وهو اول من نقل الكتابة التذكارية المحيطة باعلى البرج وعنه نقلها الاخرون من الاجانب والعرب واول من سجل واقعة نسف باب الطلسم شعرا كان الشاعر البغدادي الوطني الاستاذ عبد الرحمن البناء (1883- 1955) رحمه الله , ومن الاجانب الضابط البريطاني (ادموند كاندلر EDMUMD CANDLER في كتابه (الطريق الطويل الى بغداد المطبوع بلندن سنة 1919) THE LONG ROAD TO BAGHDAD – LONDON- 1919
ومن اخبار باب الطلسم ,انه كان وكرا يلجا اليه عدد من اشقياء بغداد امثال ابن الخبازة الذي لم يكن شقيا بل فارسا من محلة الفضل يدافع عن ابناء محلته , وقد سقط قتيلا بعد مقابلة (معركة) بينه وبين عدد من رجال البوليس والجندرمة على مقربة من الطلسم في سنة ـ 1330هـ (1912) كما ذكرها الاستاذ عبد الكريم العلاف في كتابه (بغداد القديمة)
باب الطلسم في دائرة الاثار
نظرا لاهمية هذا الاثر من النواحي التاريخية ,الاثارية والمعمارية , ابدت دائرة الاثار العامة العراقي على عهد مديرها الاستاذ ساطع الحصري اهتماما ملحوضا فقام مدير المختبر الفني في المتحف العراقي الفنان (كونيك) الالماني يعاونه الفنان التشكيلي العراقي الاستاذ اكرم شكري بصنع نموذج مصغر ومجسم من الجبس لباب الطلسم وجعلته من معروضات دار الاثار العربية في خان مرجان ثم نقل النموذج الى قاعة من قاعات متحف القصر العباسي , كان ذلك في اواسط الثلاثينات من القرن العشرين الماضي وحتى اواسط الستينات وقد صنع بدقة ومهارة تبعث على الاعجاب.
وقد عرضت في تلك القاعة صور فوتوغرافية مختلفة لهذا الباب
باب المعظم – باب السلطان
باب المعظم أحد معالم بغداد التأريخية والاثرية وقد كسب هذا المعلم شهرة واسعة قديما ً وحديثا ُ بسبب الحوادث التي جرت فيه وعدد الاسماء التي اطلقت عليه دون سائر الابواب الثلاثة الاخرى في سور بغداد الشرقية.
في البدء كان بابا ً معقوداً ولم يلبث ان اصبح منطقة ورقعة جغرافية مهمة في خارطة بغداد. ومن اسمائه: باب بغداد , الباب الشمالي , باب المعظم , باب الاعظمية , باب السلطان , باب سوق السلطان , دروازة باب السلطان , هذا ما اخبرتنا به كتب التأريخ والتراث.
سمي بالباب الشمالي لوقوعه في الناحية الشمالية من المدينة وباب بغداد لان السلطان السلجوقي محمد طغرل بك عند دخوله بغداد عام 447 هـ ـضرب خيمة بباب بغداد , اما باب المعظم او باب الاعظمية كما يسمية المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ عباس العزاوي لانه يؤدي الى مرقد الامام الاعظم النعمان بن ثابت الكوفي. وسمي باب السلطان او باب سوق السلطان نسبة الى السلطان السلجوقي المذكور , وسوق السلطان هو سوق الميدان الحالي. (دليل خارطة بغداد)
واخيرا ً جاء الاسم بصيغة "دروازة باب السلطان " ويعلق الدكتور مصطفى جواد على ذلك بقوله: لاداعي لذكر لفظة " باب " لان كلمة دروازة الفارسية معناها الباب. عن (في التراث العربي ,ج 1 , ص 83)
الخوانق والباب: ذكرنا سوق السلطان الذي اشتهر حتى نسب الباب اليه فكانو يقولون: باب سوق السلطان , فقد جاء في حوادث سنة 646هـ (1248م) ان الخوانق – اي الخناق فشت في اهل بغداد , وان امرأة منهم رأت في المنام امرأة من الجن تكنى (ام عنقود) وانها اشارت الى بئر داخل سوق السلطان وقالت: ان ابني عنقودا ً مات في هذا البئر ولم يعرف فيه احد , فلهذا اخنقكم " فشاع ذلك في الناس فقصد البئر جماعة من العوام والنساء والصبيان ونصبوا عند البئر خيمة واقاموا هناك العزاء (في التراث العربي ج 1 ص 82) اما اخبار الغزو المغولي لبغداد سنة 656هـ فتقول ان هولاكو كان على رأس القوات المغولية يقود الجيش بنفسه فجعل معسكره الى شمال بغداد وعسكر الجناح الايمن من الجيش قبالة المدينة اي الجهة الشمالية مواجهاً لباب سوق السلطان او باب السلطان والجناح الايسر من الجيش قبالة باب كلواذى (من التراث العربي ج 1 ص 290)
ويذكر المؤرخ الفارسي حمد الله المستوفي الذي دون كتابه في سنة 740هـ (1330م) ليسجل " كان الدخول لمدينة بغداد من الباب الوحيد في السور الشمالي المعروف ب (باب السلطان) فقط (عن: لاسترنج ص 239 , مما يدل على غلق الابواب الثلاثة الاخرى.
وفي اخبار الشاه محمد بن قرة يوسف من آل قره قوينلو سنة 814 هـ (1411م) انه سار الى بغداد حتى وصل الى باب سوق السلطان (من التراث العربي ج 1 ص 82) اما مصطلح (دروازة باب السلطان) فقد ورد في اخبار موت السلطان احمد اويس والتمويه على الناس بأنه حي فقد جاء " ووقع السيف ببغداد وقتل خلق كثيروكل من قال السلطان مفقود قتل , مضى على هذا مدة ثمانية شهور والشاه محمد ناصر على دروازة باب سوق السلطان (من التراث العربي , ج 1 ص 83).
ومن الحوادث التاريخية المتصلة ب (باب المعظم) ان فاتح في بغداد 11 / 3 / 1917 قائد الجيش البريطاني الجنرال ستانلي مو Stanley maud] دخل بغداد من جهة باب المعظم على ظهر فرس الى (خليل باشا جاده سي) ولم يدخلها من الباب الشرقي (باب كلواذى) وذلك لدواع ٍ واسباب منها: اظهار قوة وعظمة بريطانيا وجيشها , ولكون الجانب الشمالي من بغداد وباب المعظم تمثل الجزء الاهم والاعظم من بغداد من النواحي العسكرية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية لوجود عدد من المؤسسات والمواقع والدوائر في هذه المنطقة مثل: قلعة بغداد , بناية القشلة والسراي والجوامع والمدارس والاسواق وبيوت كبار العسكرين والمدنين فيها واخيرا ً اعلانا ً لنهاية السيطرة العثمانية على العراق. بقى باب المعظم قائما ً حتى عام 1923 حتى اقدمت امانة العاصمة على هدمه لتوسيع الشارع العام.
الباب الشرقي.. (باب كلواذا)
كان الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور , أسس مدينة في الجانب الغربي – الكرخ اطلق عليها اسم (مدينة السلام) على مقربة من قرية قريبة تعرف ب(بغداد) وذلك عام 145 هـ (762 م) ثم جاء ابنه محمد المهدي فبنى الرصافة في الجانب الشرقي وفيها قصره و جامع الرصافة وأحاطها بسور واحاط السور بخندق فأصبح لمدينة السلام – اوبغداد – جانبان الكرخ والرصافة.
ولم يلبث جانب الرصافة ان اخذ بالاتساع, وتقلصت مساحة بغداد , فأنحصر معظم عمرانها في القسم الشرقي من المدينة داخل سور كان الخليفة المستظهر بالله
قد شرع بأنشائه وذلك في سنة 488 هـ (1095م) واكمل بناءه الخليفة المسترشد. وبمرور الزمن اصابت هذا السور عدة تخريبات ثم جدده الخليفة الناصر لدين الله. وقد جعل لسور بغداد الشرقية اربعة ابواب هي:
باب السلطان – اي باب المعظم لانه يؤدي الى مرقد الامام الاعظم ابي حنيفة , 2- الباب الوسطاني وكان يعرف بباب الظفرية , 3- باب الحلبة – باب سباقات الخيل – وعرف بباب الطلسم , 4- ثم باب كلواذا – او باب البصلية اي الباب الشرقي في العصور الاخيرة وقد عزز السور بعدد من الابراج بين الابواب الاربعة حيث اقيمت على عشرة من هذه الابراج مدافع ضخمة للدفاع عن المدينة في اواخر العهد العثماني
وهناك باب خامس يطل على نهر دجلة يعرف ب(باب الجسر – او باب الشط وفي التركية (صوقابي) وموضعه شمالي المدرسة المستنصرية ذكره الرحالة (تافرنيه) عام 1676(انظر الخارطة).
ومن المؤسف انه لم يبق في الوقت الحاضر من هذه الابواب الاربعة الا الباب الوسطاني الذي سبق لدائرة الاثار القديمة عام 1936 ان قامت بترميمه وصيانته وجعلته متحفا للاسلحة اما باب الطلسم فقد نسفه الجيش العثماني ليلة 11-3- 1917عند دخول الجيش البريطاني من الذخائر المخزونة في باب الطلسم وقد أسف اهل بغداد على تدميرهذا الاثر التاريخي ورثاه عدد من الشعراء. اما باب كلواذا – اي الباب الشرقي – فقد هدمته امانة العاصمة يوم الاثنين 13-5-1937. كما رواها الاستاذ يعقوب سركيس
قصة باب كلواذا
حظى باب كلواذا – ويكتب احيانا – كلواذى – بالالف المقصورة بالكثير من الاخبار فقد تناولته الكتب والمؤلفات ووصفه عدد من الرحالة والاثاريين الاجانب فقد رافقته احداث ووقائع تأريخية نظرا لتعدد استخدام الباب لاغراض كثيرة بعد ان كان حصنا دفاعيا ومدخلا للمدينة , يضاف الى ذلك تعدد اسماء الباب كما سنبين ذلك 1- سمي باب كلواذا نسبة الى بلده مهمة فيها جامع خاص بصلاة الجمعة من الدور العباسي عرفت ب(كلواذى) والاسم كما يبدو من لفظه اراميا.
2- عرف الباب ب(باب البصلية) لان الطريق الذي يخرج منه ويؤدي الى قرية كلواذى كان مزروعا بالبصل وفي جوار باب البصلية انشأ الخليفة المقتدي محلة البصلية كما يذكرياقوت الحموي وكان احد قواد المغول قد اتخذ مقر معسكره بأزاء باب كلواذى في اثناء الحصار المغولي لبغداد سنة 656هـ وعندما احتل البريطانيون بغداد في 11 اذار سنة 1917 اتخذوا من باب كلواذاى كنيسة لهم – بعد ترميمها – باسم كنيسة (سنت جورج church of saint George) وسميت كذلك بالكنيسة الانكليكانية , وكنيسة الحامية البريطانية وعندما توفيت المستشرقة البريطانية –غرترود لوثيان بيل – اي المس بيل (miss bellc.l.)) صيف عام 1926 أقيم لها قداس في هذه الكنيسة ومنها شيعت لتدفن في المقبرة الانكليزية في الباب الشرقي.
3- وفي القرون الاربعة الماضية زار بغداد عدد من الرحالة الاجانب ودونوا مشاهداتهم عن احوالها ووصفوا السور والابواب اوجاءت الابواب باسمائها التركية العثمانية خاصة باب كلواذى مثل قره لغ , قارويغ قابي, قرة او لو ق..الخ
مدحت باشا وباب كلواذا
(1868- 1872)
وعندما تولى المصلح الكبير مدحت باشا ولاية بغداد قام باصلاحات كبيرة منها انشاء مصانع , فقد انشأ معملا لدباغة الجلود خاصا بصنع اللوازم العسكرية للجنود كالاحذية والحقائب واحتياجاتهم ولوازمهم الحربية, فقام باصلاح وترميم باب كلواذا وجعله (الدباغخانه) وقد ظهر اسم (الدباغخانه) في عدد من الخرائط لسور بغداد الشرقية. وعن موقع الدبخانة جاء في تاريخ العراق بين احتلالين نقلا عن جريدة الزوراء الصادرة في 26- رمضان – 1334هـ مايلي: فتحت جادة خليل باشا (خليل باشا سي) بعرض 16 م وفي مدة وجيزة وتبتدىء من الدبخانة العسكرية الى باب الاعظمية وجرى افتتاحها يوم اعلان الدستور في 23-7-1916.
الباب الشرقي:اما اسم الباب الشرقي فلم يظهر الا على خارطة الضابط العراقي رشيد الخوجة باسم (شرجي قبو)وذلك سنة 1908
حديقة الملك
كان سور بغداد الشرقية محاطا بخندق عميق ياخذ ماءه من نهر دجلة من نقطة تقع في موضع بداية مدينة الطب ويجري الماء من هذا الخندق وتصب من نقطة عند موقع المطعم التركي وعند دار عبد القادر باشا الخضيري. وبقى هذا الخندق وباءة للاوساخ والنفايات والحيوانات النافقة حتى جاءت امانة العاصمة على عهد امينها المهندس ارشد العمري فحولت الضلع الجنوبي الشرقي من الخندق الى حديقة باسم "حديقة الملك غازي "وذلك في اواسط الثلاثينات من القرن العشرين , وحول الاسم بعد ثورة 14 تموز الى "حديقة الامة " يرتادها اهالي بغداد ويقوم في مدخلها نصب الحرية للفنان الكبير جواد سليم
رب سائل يسال: اين تقع قرية كلواذا؟ ويجيب على هذا السؤال استاذنا العلامة مصطفى جواد , يقول تقع كلواذا في جنوب منطقة الكرادة الشرقية وموضعها في تلول الزوية المعروفة بـ(ايشن حاج عبد) – اي تلول الحاج عبد , وقد عثر في هذه التلول على اثار من الفخاريات وغيرها. |