نيبور .. عاصمة السومريين الدينية وحاضنة اول مكتبة في التاريخ





تضم محافظة الديوانية مواقع أثريةتاريخية وتحتل مدينة نيبور العاصمة الدينية للعراقيين قبل خمسة آلاف عامالصدارة في تلك المواقع فهذه المدينة تعلمت فيها البشرية القراءة والكتابةلأول مرة واستخدام العجلات والأختام
ونفر أو نيبور في المصادر الغربية وكذا هو الاسم الاصلي لها عند السومريين. هي العاصمة الدينية للسومرين والبابليين ، تقع على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب مركز مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية ، وعلى مسافة 7 كمشمال شرق مدينة عفك أحد اقضية محافظة القادسية التي تقع على مسافة 175 كمجنوب بغداد. وتقع على الضفة اليمنى من مجرى الفرات الأقدم. والضفة الشرقيةمن شط النيل المندرس.وتأتي قدسيتها من كونها العاصمة الدينية ومقر الاله انليل أو (أينليل)وزوجته نينليل (نين ليل). وقد ورد ذكره في ملحمة كلكامش من انه هو الذياحدث الطوفان. وهي مقر الاله (آنو) الذي ورد ذكره في شريعة حمورابي. فقد اكتسبت نفر منذ الألف الثالث ق.م مكانة كبيرة حتى أن من شروطالحصول على الملوكية في العهد السومري أن تكون نفر من جملة ممتلكات الملكلان اله هذه المدينة هو الذي يمنح لقب الملوكية .لقد كانت طيلة تاريخهاتابعة للملوك الأقوياء اللذين تولوا الحكم في أوروك وأور وبابل ونينوى وكانالملوك يتنافسون في تقديم القرابين والهدايا ارضاءاً لاله هذه المدينة.وقدخضعت نفر لحكم كل من للسومريين والاكديين والبابليين والاشوريين لفتراتمتناوبة، واحتلها الفرس لفترة من الزمن. الارجح ان الحياة في مدينة نفر قداستمرت منتعشة حتى العصر العباسي، وذلك نتيجة لما عرفناه من اقتران القاببعض العلماء المسلمين في تلك الفترة باسم المدينة مثل عبد الجبار النفريوغيره.
بدأت أول عمليات التنقيب في مدينة نفر المقدسة في عام 1889م حينما قدمتبعثة آثارية من جامعة بنسلفينا الاميركية. وقد نجم عن هذه التنقيبات التعرفعلى المدينة وتاريخها، وما قدمته للحضارة من حيث وجود ما يدل على أولمكتبة في التاريخ واول صيدلية واول من لعب كرة القدم، حيث عثر على لوحةتظهر رجلا واما قدمه ماشيبه كرة القدم يداعبها. كما تم من خلال التنقيباتالتعرف على اقسامها وتخطيطها وبناياتها وما فيها من معابد. وكذلك نصوصااقتصادية ورياضية وفلكية وادبية ودينية. كذلك وجد في مدينة نفر أقدم تقويم زراعي حيث يوجد فيه “أقدم المعلوماتعن طرق الزراعة والارواء التي كان يمارسها سكان العراق القدامى وصلت اليناموضحة في تقويم سومري عثر عليه في خرائب مدينة نيبور ومن الغريب المدهش انالاوصاف التي ينطوي عليها هذا التقويم تدل على ان طرق الري والزراعة التيكانت تمارس في تلك الازمان لاتختلف في شيء عن طرق الري والزراعة التييطبقها الفلاح العراقي في الوقت الحاضر ويشتمل هذا التقويم على نصائحوارشادات يوجهها أحد المزارعين الى ولده حول طريقة إدارة شؤون مزرعتهوطريقة اعداد الأرض وانجاز عملية الحرث وتنظيم الري في حقله كي يحصل علىاجود منتوج واوفر محصول.
وقد دونت هذه الوثيقة التي يرقى تاريخها إلى ما قبل أكثر من آلف عامعلى رقيم من الطحين يتكون من 108 اسطر بالخط المسماري باللغة السومرية. وهي تعد التقويم معروف في تاريخ الحضارة عن الاساليب الفنية للري والزراعةالمتبعة في تلك الازمنة القديمة” ، وتشتهر نفر أو نيبوربزقورتها الشهيرة التي تعلو تل ترابي يغطي المدينة القديمة ويمكن مشاهدتهامن مسافة حوالي 20 كم بالعين المجردة. وينسج الناس منذ سنين عديدة في هذهالمنطقة ولا زالوا الروايات عن هذه المدينة وقصة “قلبها وتحويلها إلى تلترابي من قبل الله”، قصص تحمل بعدا ميثلولوجي وغيبي.
ما قاله المختصون في الاثار عن نفر:
كان مجرى الفرات القديم يشطر المدينة إلى شطرين ومازال عقيقة باديا هناكحتى يومنا هذا، ولم تكن نفر عاصمة سياسية لدولة من الدول السومرية أوالبابلية بل كانت من أعظم المدن المقدسة في العهود التاريخية المتلاحقة فهيمقر الإله (انليل) سيد الهواء والأجواء..كما اهتموا بتشييد معبده المسمى (اي – كور) اي بيت الجبل العلوي ومازالتطبقاته شاخصة حتى وقتنا الراهن،خضعت المدينة على التوالي لسلطة السومريينفالاكديين فالبابليين فالكيشيين ثم الاشوريين،وقد عثر في مختلف حاراتالمدينة الى ما يشير إلى أسماء ملوك هذه الدول واستمر الاستيطان في المدينةحتى مطلع العصر الميلادي حيث غير نهر الفرات مجراه فهجرها سكناها تدريجياوتحولت إلى قرية صغيرة،اهمم معالمها هي الزقورة ومعبد ايكو الذي يتكون منكتلة صلدة من اللبن المغلف بالأجر يمثل برجا مدرجا مربع القاعدة وترتفعبقاياه حاليا حوالي خمسة عشر مترا وكان سابقا يتألف من مصطبة أو عدة مصاطبيعلوها معبد صغير يرتقى إليه بواسطة ثلاثة سلالم ومازالت آثارها شاخصة فيالضلع الجنوبية الشرقية من البرج وكان ينتصب في المعبد تمثال الإله (انليل( ولعله كان من الذهب وكانت حفلات رأس السنة تقام عادة في هذا المعبد إلا أنلم يبقى من بناءه شيء ما،وقد شيدت هذه الزقورة الملك اورنمو حاكم مدينةأور ومؤسس السلالة الثالثة فيها نحو عام 2050ق.م ثم رممها وجددها منجاءبعده حتى العهد الفرثي قبل الميلاد ويقع المعبد الرئيس بموازات الضلعالشمالية للبرج. وتحت أسس أبراج مدخل معبد (ان انا) تم العثور تماثيل الملكشولكي السبعة في صناديق من الأجر كما عثر على صندوقين تحت أبراج مداخلساحة المعبد يتضمنان تمثالين من البرونز ارتفاعهما 33سم يمثلان الملكاورنمو،ويرى الملك في هذا التمثال وهو يحمل سلة التراب على رأسه ليضع الحجرالأساسي لبناء المعبد ومن المعابد المهمة الاخرى معبد الاله (ان انا) سيدةالحب والحرب والتي عرفت في العهد البابلي وما بعده باسم عشتار.هذا المعبد مستطيل الشكل إبعاده 275م طولا و80م عرضا وقد أعاد الملك شونكي تجديد بناية هذا المعبد لتصبح إبعاده زهاء
190 مترا 330 وتعتبر خزانة رقم الطين إحدى أهم أقسام هذا الموقع حيث تمالعثور على عدة آلاف من ألواح الطين المتضمنة لمواضيع علمية وأدبيةواجتماعية ولعل اكتشاف الرقيم الطيني الذي يحتوي على خارطة نفر وأسماءحاراتها إحدى الوسائل التي مهدت الطريق لتحديد معالم هذه المدينة
لمقدسة ومن بين الرقم الطينية هناك مجاميع لتمرين الطلاب على الكتابةوالاستنساخ ومجاميع أخرى تشتمل على مفردات لغوية وقواميس وأخرى تضم نصوصرياضية وحسابية وفلكية وتراتيل دينية وحوارت أدبية وهناك ألواح نقشتبتعابير طقوسية ودينية مختلفة منها قطعة تمثل حفلة زواج الالهة (ان انا) ايعشتار من اله النبات تموز وتاريخها يعود الى 2000