خمسة قرارات مصيرية إتخذها هتلر تسببت في خسارته للحرب العالمية الثانية!
4
مقال بواسطة/ أمين قطوش، من الجزائر
هتلر أو القائد الأعلى للقوات المسلحة لألمانيا النازية، جعل من هذا البلد قوة عسكرية و اقتصادية في ظرف وجيز (6 سنوات) أجهزت على أوروبا وكادت أن تسيطر على العالم لولا غطرسته وتجاهله لتوصيات ونصائح طاقم من القادة العسكريين المحنكين و الموهوبين يحلم أيّ ديكتاتور بالحصول عليه.
فبالرغم من الانتصارات المتوالية التي حققها النازيون في السنوات الأولى لبداية الحرب، إلا أنّ هتلر الذي أصابه جنون العظمة لا سيما بعد الانتصار على فرنسا، انفرد بإتخاذ قرارات استراتيجية خاطئة رغم معارضة جنرالاته، ساهمت بدون شك في تغيير مسار الحرب لصالح الحلفاء.
نستعرض في المقال التالي عددا من أهم هذه القرارات التي ساهمت بشكل كبير في خسارة ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية..
1- خلال معركة بريطانيا (Battle of the britain) أمر بتغيير هدف المعركة في وقت حساس جداً عندما استمات الطيارون البريطانيون في المقاومة، حيث تحولت المقاتلات الألمانية من مهاجمة المقاتلات البريطانية الى القاء القنابل على المدن البريطانية مثل لندن وكونفانتري..
ذلك أنه كان يظن أن تشيرتشيل سوف يستسلم عندما تُدمر مدنه، لكن التغيير في الهدف كان خطأ قاتلاً لأن سلاح الجو الملكي كان على وشك الانهيار، وبالتالي أعطاه الوقت لاعادة تنظيم صفوفه و استعادة أنفاسه و اصلاح العديد من المنشآت الضرورية مثل المطارات و الرادارات؛ هذه المعركة كان من شأنها السيطرة على المجال الجوي لبريطانيا و إعطاء غطاء جوي يمهد للقوات البرية السيطرة على بريطانيا و تغيير مسار الحرب بشكل كلي.
2- خلال غزوه للاتحاد السوفييتي (operation barbarossa) وخلافاً للخطة الأساسية و آراء جنرالاته، أمر هتلر بتحويل مسار الجيش بعد أن كان على بعد حوالي 350 كم فقط من موسكو و أمر باتجاهه نحو كييف معللاً ذلك بضرورة الحصول على القمح الأوكراني كي لا يجوع الجيش مثل ما حصل في الحرب العالمية الأولى..
هذا القرار أدى الى خسارة أسابيع حاسمة أخرى من فصل الصيف لأنّ هذه العملية تأخرت من قبل أن تبدأ عندما تدخل هتلر في اليونان من أجل مساعدة موسوليني، هذا التأخر أعطى الوقت الكافي للجيش الأحمر من أجل التأهب لمعركة موسكو واستدعاء الوحدات الخاصة للجيش المتمركزة في سيبيريا بعد تأكيد الجاسوس السوفييتي المشهور سورغو أن اليابان لن تهاجم من الشرق، لأنّ عدوها الأساسي كان الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التأخير أدى الى حلول فصل الشتاء قبل المعركة الحاسمة حيث وصلت درجة الحرارة في نوفمبر 1941 الى 40 درجة مئوية تحت الصفر، فالجيش الألماني المعتاد على الحرب الخاطفة blitzkrieg وجد نفسه في مواجهة حرب استنزاف طويلة و ظروف قاسية لم يكفه الوقت للاستعداد الجيد لها.
3- إصداره لأوامر بالتعامل مع سكان الاتحاد السوفييتي بأقصى درجات القسوة، يمكن أن نذكر في هذا السياق تصريح للمارشال “قورينق” (goering) بعد احتلال أوكرانيا” لن نقدم الطعام لأفواه غير مفيدة، أي فرد يستطيع أن يعمل سوف يعمل للرايخ الباقي يموتون، الذين يعملون يقدمون كل ما لديهم حتى الموت…
هذه المعاملة أدت الى خسارة حليف مهم يتمثل في السكان حيث كان الكثير منهم غير موالي لستالين بسبب جرائمه ومستعد لمساعدة الألمان، لكن بعد عوملوا بهذه القسوة، تحولوا الى مقاتلين شرسين في صفوف الجيش الأحمر.
4- خلال احتلاله لفرنسا، أمر بعدم القضاء على الجنود الفرنسيين و البريطانيين المحاصرين في دنكيرك، لأنه كان يظن أن الجيش الألماني بحاجة الى الراحة و المؤونة، و أنه يستطيع القضاء على سلاح الجو البريطاني خلال أيام..
لكن بريطانيا قامت بعملية إجلاء ناجحة لحوالي 400.000 جندي، الكثير منهم سيعود الى فرنسا بعد أربع سنوات خلال عملية إنزال الحلفاء في شواطئ النورماندي.
5- إعلانه الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية رغم محاولة العديد من مقربيه إقناعه بعدم فعل ذلك، ذلك أنه كان يظن أن إعلان الحرب هذا و انضمامه لصف اليابان سوف يؤدي الى مساعدة هذا الأخير له في روسيا..
لكن ذلك لم يحدث و أدى الى إيقاظ العملاق الأمريكي و تركيز الحلفاء على ألمانيا قبل باقي دول المحور مع شعار “ألمانيا أولاً” (germany first)، حيث تعرضت لقصف عنيف بقيادة الجنرال الأمريكي هاريس ساهم بدون شك في خسارة الحرب.