من أهل الدار
تاريخ التسجيل: October-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 82,152 المواضيع: 78,856
مزاجي: الحمد لله
موبايلي: samsung j 7
آخر نشاط: منذ 20 دقيقة
جنكيز خان.. مؤسس الإمبراطورية المنغولية، أكبر إمبراطوريات التاريخ وحشية !
جنكيز خان.. مؤسس الإمبراطورية المنغولية، أكبر إمبراطوريات التاريخ وحشية !
0
جنكيزخان؛ وتعني قاهر العالم أو ملك الملوك، أو القوي حسب الترجمات المختلفة للغة المنغولية. اسمه الأصلي ” تيموجين “. لم تكن هناك سجلات مُوثقة عن تاريخ ميلاده تحديداً، إلاّ أنه وُلد بين عامي 1155 – 1162، في منطقة ديلوون بولدوغ وهي ماتسمى الآن منغوليا.
والده يدعى “يسوغي أو يسوكاي”، زعيم قبيلة “قيات”. كان في حربٍ ضد التتار وقتل زعيمهم “تيموجين”، وعندما عاد لبلاده وجد زوجته أنجبت له ابناً في يده قطعة من الدم، وكان ذلك في ثقافتهم يعني أن المولود سيصبح قائداً مُكللاً بالنصر في حروبه المُستقبيلة، فسمّاه والده “تيموجين” تيمناً بذلك العدو الذي قتله قبل عودته.
بداية تأسيس دولة
كانت هضبة آسيا الوسطى مُقسمة لعدة قبائل “الميركيت، النايمان، التتار، خاماق المغول، الكراييت”، التي كانت غير ودّية مع بعضها و كل منها مُستقلة بذاتها. بدأ صعود تيموجين للسلطة حين قدم نفسه حليفاً لزعيم قبيلة الكراييت “طغرل” صديق والده.
في العام 1206، اتجه جنكيزخان لإصلاح الشؤون الداخلية، فأنشأ مجلساً للحكم سمي “قوريلتاي”. في هذا المجلس، تحددت لأول مرة إشارات ملكه، ونظّم إمبراطوريته، ووضع لشعبه دستوراً مُحكماً سُمّي “قانون الياسا” لتنظيم الحياة.
تصدعت العلاقة بين تيموجين وصديق والده طغرل، حين رفض الأخير تزويج ابنته لابن تيموجين الأكبر جوتشي، وهذه دلالة على عدم الاحترام في الثقافة المنغولية. أدى هذا التصرف إلى الانقسام والقطيعة بين الزعيمين، ومَهّدت إلى الحرب، وتحالف طغرل مع جاموقا الذي كان يُعارض تيموجين.
أثرّت الخلافات الداخلية بين الحليفين “طغرل – جاموقا”، وفرار العديد من الجنود إلى تيموجين على هزيمة طغرل، وتمكن جاموقا من الهروب خلال النزاع. كانت تلك الهزيمة عاملاً مساعداً لسقوط وانحلال قبيلة الكراييت.
مَنع تيموجين جنوده من النهب والسلب والاغتصاب دون إذنه، وقام بتوزيع الغنائم الحربية على المحاربين وعائلاتهم بدلاً من الأرستقراطيين. بهذا حصل على لقب “خان” أي “السيد”؛ إلا أن أعمامه كانوا أيضاً ورثة شرعيين للعرش، وأدّى هذا الأمر إلى حصول عدد من النزاعات بين قوّاده ومُساعديه.
قام جنكيزخان بتأسيس فرقة الحرس الإمبراطوري وقسّمها إلى قسمين: الحَرَس النهّاريون، والحَرَس الليليون. كان جنكيزخان يُكافئ أولئك الذين يظهرون له الإخلاص والولاء و يضعهم في مراكز عليا، وكان معظم هؤلاء يأتون من عشائر صغيرة قليلة الأهمية أمام العشائر الأخرى.
الحملات العسكرية في عهد جينكز خان
بعد بروز إمبراطوريته كقوة عظمى، وقع في نزاعٍ مع حكام شمال الصين. فقام بغزو ممالك الصين الشمالية وضمّها إليه. جرت بينه وبين الدولة الخوارزمية الإسلامية بعض الاستفزازات؛ فاحتلها ودمّرها، واحتل بلاد ما وراء النهر وفارس. بعدها هاجم كييف الروسية، والقوقاز وضمَّهم إلى مُلكه.
واصل جنكيزخان خطته في توسيع إمبراطوريته، فبسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا، وامتدت حتى صحراء جوبي، ودخل في معركة مع زعيم قبيلة الكراييت عام 1203؛ واستولى على عاصمته “قره قورم” وجعلها قاعدة لملكه.
أصبح بعد ذلك يتموجين أقوى شخصية منغولية، فأُطلق عليه اسم “جنكيزخان”؛ بمعنى إمبراطور العالم. قضى 3 سنوات في توطيد سلطانه، والسيطرة على المناطق التي يسكنها المغول، حتى تمكّن من توحيد منغوليا كاملة تحت لوائه، ودخل في طاعته الأويغوريون.
خلال رحلته لتوحيد إمبراطوريته، سفك الكثير من الدماء، وسعى في البلاد التي احتلها خراباً، وارتكب مجازر بحق المسلمين فيها. عُرف في نهاية الأمر بأنه رجلٌ سفاك للدماء، شديد البأس.
وفاته
تمثال لجنكيزخان
قبل وفاته أمر بأن تُقسّم إمبراطوريته إلى خانات بين أبنائه وأحفاده، و أن يكون خليفته “أوقطاي خان”. اشتد عليه التعب في رحلته الأخيرة، فجلس أمام خيمته مُتدثراً بأغطية ثقيلة. دخل عليه ابنه “تولوى” فقال له:
لقد اتضح لي الآن أنه يجب أن أترك كل شيء
توفي في الـ 1227. ويُقال أنه تجاوز السبعين من عمره أو الستين. لم يعلن أبناؤه الخبر، وحُملت جثته على عربة حتى وصلوا لمنابع نهر كيرولين. عندها، أُعلن خبر وفاة الإمبراطور، وظلّ الجثمان يتنقل بين غرف زوجاته في قصره الملكي لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. دُفن في قبرٍ مجهول الموضع، لا يُعرف مكانه تحديداً أسفل سفح جبال برقان.
أخيراً.. لا يختلف جنكيزخان عن باقي الأشخاص الذين مَنحوا أنفسهم سُلطه مُطلقة لبسط نفوذهم على أراضي غيرهم؛ بهدف توطين جذورهم فيها. وبسبب ذلك ارتكبوا أبشع الجرائم، واستحلّوا الدماء والبيوت والأعراض.
لكن بإمعان النظر في نهاية جنكيزخان، أصبحت إمبراطوريته تَشغل مساحة شاسعة من آسيا، ولكنه هو نفسه دُفن في مكانٍ مجهول!