إن عيد الغدير هو إحياء للمعنويات إلى جانب الماديات، فهو يوم تعيين الخلافة لعلي (عليه السلام) بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى أنه أمر معنوي سماوي نزل به جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولهذا يعتبر هذا العيد من أهم وأعظم الأعياد عند المسلمين. وفي ذلك قال أحد أصحاب الأئمة (عليهم السلام): سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟
قال (عليه السلام): «نعم، أعظمها حرمة».
قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟!
قال (عليه السلام): «اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال: من كُنت مولاه فعلي مولاه».
قلت: وأي يوم هو؟
قال (عليه السلام): «وما تصنع باليوم؟ إنّ السنة تدور، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة».
فقلت: ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟
قال: «تذكرون الله (عزّ ذكره) فيه بالصيام والعبادة، والذكر لمحمد وآل محمد، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يُتخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً» 1
فعلى المسلمين اليوم أن يجعلوا هذا اليوم حافزاً لهم لعمل الخير والصلاح، والاتجاه إلى الله في كل عمل من أعمالهم، والوقوف بوجه الظالمين وأعداء الدين، ليزدادوا قرباً من العلي القدير.