يَا لَيْتَ مَنْ سَكَنَ الفُؤادَ يَلبَثُ
فالشَّوْقُ يَبْقى زَاهِراً لا يُفلِسُ
هُو فِي القُلُوبِ نِسْرٌ عَاشِقٌ
يَسْهَرُ اللَّيلَ ثائِراً يَسْتَفْرِسُ
فَدَيْتُكَ أَمسِي كمَا يَومِي وَغَدي
فالحبُّ سامٍ فِي القُلوبِ مُقَدَّسُ
لَهَفِي عَلَيْكَ ومَا لِغَيْرِكَ لَهْفَتـِي
العِشْقُ سَيِّدٌ وَمَنْ سِواهُ يَرْأسُ
سَلْ عَيْنَكَ كَمْ غَازلْتُهَا صَمْتاً
خُرْسَ اللِّسَانِ بِكِلْمَةٍ لا أَنْبُسُ
خُفْتُ عُيُونَ النَّاسِ تَدرِي بِحُبِّنا
فالعَيْنُ إنْ وَطَأَتِ القُلُوبَ تُدْنِّسُ
حتَّى النُجُومُ لَصْلَصَتْ من حَولِنا
تُنْصِتُ عَليْنا ولِلمَسَاءِ تُوَسوِسُ
ضَاقَتْ بِنا الدَّارُ مَع انَّها رَحِبٌ
كادَتْ الاشَّواقُ فِينا تُلْمَسُ
كَمْ تَعَثَّرتْ في شِفَاهِكَ بَسْمتِي
تُغازِلُ ثَغْرَكَ ثُمَّ فيه تُحْبَسُ
ألَم يَرقُصُ القَمَرُ حِينَ تَتَبَسَّمُ
ويروعُ ويَحْتَجِبُ إمَّا تَعْبِسُ
فَإذا تَبَسَّمْتَ قُلْتُ أَشْرَقَتِ الدُّنَى
وَكأنَّها مِنْ بَعْدَ غَيْمٍ تَشْمَسُ
مَاسَ شَوْقِي فِي دُرُوبِكَ سَيِّدي
لِمَ لا تُعاقِبُ الشَّوْقَ وَفيكَ تَحْبِسُ
سُلافُ الحُبِّ مِنْ عَيْنَيْكَ خَمْرُهُ
أَرتَشِفُ هَوَاكَ مثلَمَا أَتنَفَّسُ..
قَلبي يسيرُ إلَيْكَ كُلّ لَيْلَةٍ
يَحرِس هَواكَ ..
ومَنْ سِواهُ يُحْرَسُ....!